أفادت مصادر للجزيرة باندلاع اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في بلدة طمون جنوبي طوباس، في إطار تواصل عملية “السور الحديدي” لليوم الـ14، وذلك بعد يوم من تفجير حي بأكمله في مخيم جنين، وقد توعد رئيس أركان الاحتلال الجديد الفلسطينيين باقتباس من التوراة.

وقالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال نفذت الساعات الأخيرة حملة اعتقالات ضمن عملياتها العسكرية في بلدة طمون.

من جانبها، أعلنت كتائب الأقصى- شباب الثأر والتحرير أنها أوقعت قوة من جنود الاحتلال بكمين محكم بمخيم الفارعة في طوباس، حيث فجرت عبوة ناسفة شديدة الانفجار بهم، تلاها وابل كثيف من الرصاص، مؤكدة أنها حققت إصابات في صفوف القوة.

وفي جنين، نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد 4 أحياء سكنية في مخيم جنين، وفَجّرت مباني في حارة الدمج، والحواشين، ومنطقة شارع مهيوب، ومحيط مسجد الأسير، وجاء ذلك بالتزامن مع إعلانها توسيع عملياتها العسكرية شمالي الضفة الغربية.

وقالت مصادر محلية للجزيرة إن قوات الاحتلال أدخلت شحنات كبيرة من المتفجرات إلى المخيم من أجل نسف المنازل، بعدما أجبرت سكانه على النزوح خلال الأيام الماضية، حيث يواصل الاحتلال، إلى جانب عملية النسف، تجريف المنازل، وشق طرق جديدة داخل المخيم، وتحويل عشرات المنازل إلى ثكنات عسكرية، بالتزامن مع انتشار كبير للجيش في جميع مناطق جنين.

في حين قال محافظ المدينة كمال أبو الرب -للأناضول- إن التفجيرات الإسرائيلية التي شهدها مخيم جنين أمس هي الأولى من نوعها منذ 2002، بعد المعركة التي دمر فيها أحياء من المخيم حينئذ.

كما هدد جيش الاحتلال بقصف بناية سكنية في مدينة جنين، بعد ساعات من تفجير 21 منزلا في مخيمها.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أخطرت، أمس الأحد، عائلة الشاب قصي السعدي بقصف منزله في الحي الشرقي من مدينة جنين.

وأضافت أن قوات الاحتلال أبلغت والد قصي بنيتها قصف منزلهم المكون من 3 طوابق في الحي الشرقي من المدينة، إذا لم يسلم ابنه قصي بحجة أنه مطلوب للاحتلال.

طولكرم

ويواصل جيش الاحتلال عمليته العسكرية في مدينة طولكرم ومخيماتها لليوم السابع على التوالي، وسط انتشار واسع لقوات الجيش في مناطق متفرقة من المدينة ومخيم طولكرم.

وأظهرت صور خاصة حصلت عليها الجزيرة تحركات جيش الاحتلال في شوارع المدينة واعتداء الآليات العسكرية على عربات بيع الخضار في سوق المدينة. ووفقا لمصادر محلية للجزيرة، فإن قوات الجيش أجبرت المواطنين في المخيم على النزوح وإخلاء منازلهم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.

وعيد رئيس الأركان

وبعد يوم من تعيينه رئيسا للأركان، توعد إيال زامير أمس الأحد بمواصلة القتال ضد الفلسطينيين مقتبسا نصا من التوراة في تحريضه على ذلك.

وقال زامير -الذي يتولى منصبه رسميا في مارس/آذار المقبل- في مؤتمر صحفي لوزارة الدفاع بتل أبيب: “2025 سيكون عاما مليئا بالقتال والتحديات العسكرية”.

وفي تهديد مبطن، استشهد زامير بنص من التوراة قائلا: “سأطارد أعدائي فأدركهم، ولن أعود حتى أفنيهم”.

حماس تندد

وتعليقا على ما يجري في جنين، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن “استمرار جرائم الاحتلال الصهيوني في جنين ونسف المنازل لن يحطم إرادة شعبنا، بل سيزيد صلابة المقاومين”.

وأضافت أن “التفجيرات الضخمة في جنين ونسف عدد كبير من المنازل دليل على استمرار حرب الإبادة بحق شعبنا بالضفة الغربية”.

وأردفت أن “المحتل يصر على نهج جرائم الحرب التي ارتكبها بغزة، في ظل الصمت الدولي وغياب المحاسبة.. وجرائمه المتصاعدة في الضفة تستدعي مزيدا من تصعيد المقاومة”.

كما دعت الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولية “وقف جرائم الاحتلال المهددة للسلم والأمن”.

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسّع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملياته بمناطق الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 900 فلسطيني، وإصابة نحو 6700، واعتقال 14 ألفا و300، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

شاركها.