فرضت القوات الإسرائيلية قيودًا مشددة على حركة الفلسطينيين في محيط الخليل بالضفة الغربية، وذلك مع استعداد المستوطنين لإحياء ما يسمى “عيد سبت سارة”. وتأتي هذه الإجراءات في سياق تصاعد التوترات في المنطقة، وشهدت الضفة الغربية أيضًا اقتحامات واعتقالات واسعة النطاق خلال الساعات الأخيرة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتزايد المخاوف من المزيد من التصعيد. وتشير التقارير إلى أن الأوضاع في الخليل تشهد صعوبة متزايدة على السكان بسبب القيود الإسرائيلية.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أغلقت مداخل الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة في الخليل، وأعاقت حركة نحو 4 آلاف فلسطيني، بينما نصبت المستوطنات خيامًا في الطرقات وساحة الحرم الإبراهيمي استعدادًا لتجمعات كبيرة. بالتزامن مع ذلك، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات دهم واعتقال في مدن وبلدات فلسطينية متفرقة في الضفة الغربية، بما في ذلك البيرة ورام الله ونابلس.
تدهور الأوضاع بسبب القيود الإسرائيلية
وتشير تقارير حقوقية إلى تزايد حالات الاعتداء على الفلسطينيين من قبل المستوطنين، بالتزامن مع عمليات الاقتحام والاعتقال التي تنفذها القوات الإسرائيلية. ووفقًا لمنظمة البيدر الحقوقية، اقتحم مستوطنون برفقة قوات إسرائيلية قرية المالح في الأغوار الشمالية واحتجزوا عددًا من السكان قبل إطلاق سراحهم، مما أثار حالة من التوتر بين السكان.
بالإضافة إلى ذلك، وثقت المنظمة عمليات تخريب للمزارع في قرية فراسين شمالي طولكرم، حيث قام المستوطنون بقطع أشجار مثمرة تعتبر مصدر رزق رئيسيًا للمزارعين الفلسطينيين. وتعتبر هذه الإجراءات جزءًا من سياسة تهدف إلى الضغط على الفلسطينيين وتهديد سبل عيشهم، بحسب المنظمة.
الاعتقالات وعمليات التفتيش
وذكرت مراسلة الجزيرة أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 15 فلسطينيًا على الأقل، بينهم أسرى محررون، خلال اقتحامها مناطق متفرقة في الضفة الغربية. كما نفذت القوات حملات تفتيش واسعة النطاق، مصحوبة بتفتيش المنازل والممتلكات الفلسطينية. تأتي هذه الاعتقالات وعمليات التفتيش ضمن جهود أوسع تهدف إلى ملاحقة المطلوبين، وفقًا لما صرح به الجيش الإسرائيلي.
نهب الممتلكات
وفي سياق منفصل، وثقت مؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية عمليات نهب وسرقة يقوم بها جنود الاحتلال خلال اقتحامهم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية. وأكد شهود عيان أن الجنود يركزون بشكل خاص على سرقة الذهب والمجوهرات من المنازل التي يقتحمونها. وتشير هذه التقارير إلى وجود نمط من السلوك غير القانوني من قبل بعض الجنود الإسرائيليين.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الاعتداءات التي ارتكبها المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية قد بلغ 7154 اعتداءً خلال العامين الماضيين، مما أسفر عن استشهاد 33 فلسطينيًا وتهجير 33 تجمعًا سكانيًا. كما أدت الاعتداءات المشتركة من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين إلى استشهاد ما لا يقل عن 1072 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 10 آلاف و700 آخرين، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفًا و500 شخص منذ 8 أكتوبر 2023.
مع استمرار وقف إطلاق النار في غزة، يترقب المراقبون تطورات الأوضاع في الضفة الغربية، خاصة فيما يتعلق بمساعي تخفيف التوتر ووقف الانتهاكات الإسرائيلية. من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من الجهود الدبلوماسية للضغط على إسرائيل لوقف عمليات الاقتحام والاعتقال، وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين. ومع ذلك، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الأوضاع في المنطقة، خاصة في ظل استمرار الخلافات السياسية العميقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.






