أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عن توسيع نطاق حضوره الرقمي من خلال تجديد شراكته مع منصة “روبلوكس” الشهيرة، وإطلاق لعبة جديدة تحمل اسم “فيفا سوبر سوكر”. يهدف هذا التعاون إلى الوصول إلى جمهور الشباب المتزايد على هذه المنصات التفاعلية، وتقديم تجارب مبتكرة مرتبطة بـ كرة القدم، مع التركيز على بطولات مثل كأس العالم 2026. تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية فيفا الأوسع لتبني التكنولوجيا والتفاعل مع المشجعين بطرق جديدة.

الفيلم الترويجي للعبة أظهر لقطات من اللعب، مع التركيز على إمكانية اللعب بالمنتخبات الوطنية والأندية العالمية. الإعلان تم في 20 ديسمبر 2025، ويشير إلى توجه متزايد للمنظمات الرياضية نحو الاستثمار في عوالم الميتافيرس والألعاب الرقمية لجذب الأجيال الشابة. اللعبة طورت بالتعاون مع شركة “غيم فام” المتخصصة في هذا المجال.

توسع فيفا في عالم الألعاب الرقمية والـ “ميتافيرس”

يمثل هذا التعاون خطوة هامة في استراتيجية فيفا لتطوير تجارب تفاعلية. وفقًا للاتحاد الدولي، فإن الهدف هو إنشاء “مجتمع رقمي مستدام للاحتفال بثقافة كرة القدم طوال العام”، يتجاوز مجرد متابعة المباريات. هذا يشمل فعاليات داخل اللعبة مرتبطة بالدوريات الكبرى، بالإضافة إلى أنشطة ترويجية مثل “مهرجان أديداس لكرة القدم” الذي انطلق بالفعل داخل اللعبة.

الفوائد التجارية للشراكة

بالإضافة إلى الجانب الترفيهي، يفتح هذا التعاون آفاقًا تجارية واسعة لشركاء فيفا. فقد شهد “مهرجان أديداس لكرة القدم” مشاركة أندية بارزة مثل النصر السعودي وبوكا جونيورز الأرجنتيني وفلامنغو البرازيلي، مما يوفر فرصًا تسويقية فريدة للعلامات التجارية. من المتوقع أن تزيد هذه الشراكة من الإيرادات الرقمية للاتحاد الدولي، وتساهم في تعزيز علامته التجارية عالميًا.

وتشير البيانات إلى أن منصة “روبلوكس” تضم أكثر من 151 مليون مستخدم نشط يوميًا، مما يجعلها وجهة جذابة للمؤسسات التي تسعى للوصول إلى جمهور واسع من الشباب. هذا النجاح الأولي يعزز فكرة أن كرة القدم الرقمية يمكن أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من تجربة المشجعين.

ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تأتي في وقت تواجه فيه “روبلوكس” تدقيقًا متزايدًا بشأن سلامة الأطفال والمحتوى غير الملائم. تتعرض المنصة لانتقادات بسبب صعوبة مراقبة المحتوى الذي ينشئه المستخدمون، على الرغم من ادعاءات الشركة بتطوير أدوات أمان وتحسينات للرقابة الأبوية. هذه المخاوف أدت إلى حظر أو تقييد الوصول إلى المنصة في عدد من الدول، بما في ذلك بعض الدول العربية.

في الواقع، شهدت “روبلوكس” حظرًا أو تقييدًا في دول مختلفة لأسباب تتعلق بحماية الأطفال والقيم الاجتماعية، بالإضافة إلى سياسات الرقابة الصارمة. هذا الوضع يثير تساؤلات حول مدى التزام المنصة بتوفير بيئة آمنة للمستخدمين، وكيف يمكن لـ “فيفا” ضمان حماية سمعتها من خلال هذه الشراكة. المنصة أكدت أنها تعمل باستمرار على تحسين إجراءات السلامة، ولكن التحديات لا تزال قائمة.

بالنظر إلى هذه التحديات، من المرجح أن يراقب فيفا عن كثب أداء “روبلوكس” في معالجة المخاوف المتعلقة بالسلامة. قد يتضمن ذلك إجراء تقييمات منتظمة لسياسات المنصة وإجراءاتها، بالإضافة إلى التعاون مع السلطات التنظيمية لضمان الامتثال للقوانين واللوائح ذات الصلة. النجاح المستقبلي لهذه الشراكة يعتمد بشكل كبير على قدرة “روبلوكس” على بناء الثقة مع المستخدمين والجهات التنظيمية.

من المتوقع أن يستمر فيفا في استكشاف فرص جديدة في مجال الألعاب الرقمية والـ “ميتافيرس”، مع التركيز على تطوير تجارب تفاعلية تجذب جمهورًا أوسع. قد يشمل ذلك إطلاق المزيد من الألعاب والشراكات مع منصات أخرى، بالإضافة إلى الاستثمار في تقنيات جديدة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز. الهدف النهائي هو تعزيز مكانة كرة القدم كرياضة عالمية رائدة في العصر الرقمي، وتوسيع نطاق وصولها إلى المشجعين في جميع أنحاء العالم. الخطوة التالية ستكون تقييم أداء اللعبة “فيفا سوبر سوكر” خلال الأشهر القليلة القادمة، وتحديد ما إذا كان سيتم توسيع نطاقها أو تطوير ميزات جديدة.

شاركها.