بدأ الاتحاد الأوروبي تطبيق نظام الدخول/الخروج الجديد (EES) بشكل تدريجي في أكتوبر الحالي، مما يتطلب من مواطني الدول غير التابعة للاتحاد الأوروبي التسجيل عبر تقنيات جديدة عند الحدود. وقد أدى هذا النظام، الذي يهدف إلى تعزيز الأمن وإدارة الحدود، إلى تأخيرات ملحوظة في المطارات، حتى مع أن نسبة التطبيق الحالية تقتصر على 10% من المسافرين المؤهلين. وتثير هذه المشكلات قلقًا متزايدًا بشأن الاستعداد الكامل للنظام بحلول الموعد النهائي المحدد.
وتشير التقارير إلى أن عدة مطارات أوروبية تواجه صعوبات في التعامل مع الإجراءات الجديدة، مما يؤثر على حركة المسافرين. وقد سلط مجلس المطارات الدولي (ACI) في أوروبا الضوء على هذه التحديات، داعيًا إلى مراجعة عاجلة لضمان سلاسة الانتقال إلى النظام الجديد.
تأثير نظام الدخول/الخروج الجديد (EES) على حركة المسافرين
يتطلب نظام EES من المسافرين المعفيين من التأشيرة، بمن فيهم مواطنو المملكة المتحدة والولايات المتحدة، تسجيل بياناتهم البيومترية في أكشاك مخصصة عند نقاط العبور الحدودية. تعتبر هذه الخطوة إضافية في عملية الدخول، وقد تسببت في ازدحام وتأخيرات كبيرة في المطارات التي بدأت بتطبيق النظام.
أفاد المسافرون عن طوابير طويلة وأوقات انتظار ممتدة، خاصةً أثناء فترات الذروة. وفي بعض الحالات، أدى التأخير إلى تفويت المسافرين لرحلاتهم، مما أثار استياءً واسعًا. وتشير التقديرات إلى أن أوقات المعالجة زادت بنسبة تصل إلى 70% في بعض المطارات.
المطارات الأكثر تضررًا
وفقًا لتقرير ACI، فإن المطارات في فرنسا وألمانيا واليونان وأيسلندا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا هي الأكثر تضررًا من التأخيرات المرتبطة بنظام EES. وتواجه هذه المطارات تحديات خاصة بسبب حجم حركة المرور العالي وتعقيد العمليات.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن المشكلات لا تقتصر على تسجيل البيانات البيومترية، بل تشمل أيضًا انقطاعات متكررة في الخدمة ومشاكل في تكوين الأكشاك الذاتية. كما أن نقص الموظفين في بعض المطارات يعيق عملية التفتيش الحدودية، مما يزيد من أوقات الانتظار.
مشكلات تشغيلية تهدد سلاسة تطبيق نظام EES
يعزو خبراء الطيران هذه المشكلات إلى عدة عوامل، بما في ذلك عدم كفاية الاستعداد التقني ونقص التدريب للموظفين. كما أن عدم توفر تطبيق فعال للتسجيل المسبق يزيد من الضغط على المطارات، حيث يضطر معظم المسافرين إلى إكمال الإجراءات عند نقاط العبور الحدودية.
ويؤكد مجلس المطارات الدولي (ACI) أن هذه المشكلات التشغيلية تشكل “مخاطر خطيرة على السلامة”، خاصةً مع زيادة عدد المسافرين الذين سيخضعون لإجراءات EES في الأشهر المقبلة. ويحذر من أن الازدحام الشديد والتأخيرات قد يؤديان إلى حالات طارئة وتعطيل حركة المرور الجوي.
صرح أوليفييه يانكوفيتش، المدير العام لـ ACI أوروبا، بأن الوضع الحالي يلحق الضرر بالمسافرين ويعيق عمليات المطارات. وأضاف أن زيادة عتبة التسجيل إلى 35% في 9 يناير، كما هو مخطط له، قد يؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل كبير.
وتشير التوقعات إلى أن السلطات الأوروبية قد تضطر إلى اتخاذ إجراءات إضافية لضمان سلاسة تطبيق نظام EES. وقد يشمل ذلك توفير المزيد من الموارد للمطارات، وتحسين التدريب للموظفين، وتطوير تطبيق فعال للتسجيل المسبق. كما قد يتم النظر في تأجيل الموعد النهائي لتطبيق النظام بكامل طاقته.
في الختام، يواجه نظام الدخول/الخروج الجديد (EES) تحديات كبيرة في مرحلة التطبيق الأولية. ومن المقرر أن يتم تقييم أداء النظام في الأشهر المقبلة، مع التركيز على معالجة المشكلات التشغيلية وتحسين تجربة المسافرين. سيكون من المهم مراقبة التطورات عن كثب، وتقييم مدى استعداد المطارات والسلطات الأوروبية لتطبيق النظام بكامل طاقته بحلول الموعد النهائي المحدد في 10 أبريل 2026.





