تطوير الابتعاث الداخلي والخارجي واحدة من مبادرات وزارة التعليم في رؤية السعودية 2030. وكما هو معلن، فإن الوزارة هدفت من خلال هذه المبادرة إلى مراجعة استراتيجية وحوكمة برامج الابتعاث الداخلي والخارجي، وتطوير خطته وآليات التمويل المناسبة لها، ووضع السياسات والتشريعات التي تُوجِّه الدعم حسب الأولويات الوطنية ومتطلبات سوق العمل المحلي والعالمي.

وقد عملت الوزارة في السنوات الماضية على تطوير برنامج الابتعاث الخارجي وفق مسارات محددة، تخدم المبتعث، وتُوجِّه مساره الدراسي، وتُحقق متطلبات سوق العمل. وشواهد المنجزات في هذا المجال كثيرة.. والتطوير والتحديث عملية مستمرة، تراعي جودة المخرج، وتوافُر فرص العمل.

هذه النجاحات التي تحققت في برنامج الابتعاث الخارجي يجب أن يواكبها تطوير برنامج الابتعاث الداخلي، وتفعيله. ولعل الوزارة خلال الفترة الماضية عملت على هذا الملف بما يضمن نجاحه، كما هو الحال في الابتعاث الخارجي.. فلدينا مؤسسات نوعية، تُقدم برامج متخصصة، لا تقل عن مثيلاتها العالمية التي يتم الابتعاث إليها.

ولا شك أن تطوير الابتعاث الداخلي، وإعادة ابتعاث الطلاب داخليًّا، يدعم مبادرة أخرى، تسعى الوزارة من خلالها إلى استقطاب مؤسسات التعليم العالي والمهني العالمية إلى السعودية، وتسويق فرص الاستثمار في هذا المجال.. ويدعم كذلك المؤسسات المحلية من خلال عقد شراكات معها؛ لتوفير معارف نوعية للمتميزين في المجالات ذات الأولوية، وزيادة جودة العرض، وتمكين نقل المعرفة.

إن الطلاب الدارسين في مرحلة البكالوريوس في المؤسسات المحلية، خاصة في التخصصات التي يُبتعث إليها زملاؤهم خارج الوطن، ينتظرون إعلان الوزارة آلية الابتعاث الداخلي المطوَّر؛ ليكون داعمًا لهم وللمؤسسات التي يدرسون بها، وحافزًا لاستقطاب المؤسسات العالمية الرائدة لفتح فروع لها في السعودية، في ظل الأعداد التي تستقطبها المؤسسات المحلية سنويًّا ممن يبحثون عن التميُّز في تخصصات نوعية، لا تزال فرصها العملية متاحة، كالطب والهندسة بمختلف تخصصاتهما، وكذلك علوم التقنية الحديثة بمسمياتها وفروعها كافة، وغير ذلك من التخصصات التي تطلبها مشاريع تنفيذ الرؤية، وهي كثيرة ومتعددة.

شاركها.