أبرمت دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقيتين مع روسيا للتعاون في مجالي التجارة والاستثمار، والنقل البري. جاء التوقيع على هامش زيارة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد إلى موسكو التي بدأت اليوم، وأجرى خلالها مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وفق وكالة أنباء الإمارات (وام) فإن القمة الإماراتية الروسية استعرضت مسارات تطور التعاون ابين البلدين خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والفضاء والطاقة. وأكد بن زايد حرص بلاده على بناء شراكات تنموية فاعلة مع مختلف دول العالم وتعزيز التعاون الدولي في التعامل مع التحديات العالمية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة والازدهار لجميع شعوب العالم.
اتفاقيتان في إطار الشراكة الاقتصادية الشاملة
أبرم البلدان على هامش الزيارة “اتفاقية تجارة الخدمات والاستثمار”، حيث وقعها من جانب دولة الإمارات وزير التجارة الخارجية ثاني الزيودي ومن الجانب الروسي ماكسيم ريشيتنيكوف وزير التنمية الاقتصادية، وهي توفر إطاراً ثنائياً خاصاً للتعاون، يركز على الخدمات والاستثمار بما يشمل مجالات التكنولوجيا المالية والرعاية الصحية والنقل والخدمات اللوجستية والخدمات المهنية وغيرها.
ترتبط الدولتان منذ ديسمبر الماضي بشراكة اقتصادية شاملة ضمن اتفاقية اقتصادية أبرمتها دولة الإمارات العربية المتحدة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بهدف تعزيز التجارة الثنائية غير النفطية عبر خفض التعريفات الجمركية وإزالة الحواجز التجارية.
وتشمل الاتفاقية الدول الخمس الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وهي: روسيا، وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان. وجاءت الاتفاقية ضمن سلسلة اتفاقيات مشابهة وقعتها الإمارات مع دول مثل الهند وإسرائيل وتركيا، بهدف تعزيز تجارتها الخارجية. بعد أن أعلنت في عام 2021 عن خطط لتعميق علاقاتها التجارية مع الاقتصادات سريعة النمو من خلال جذب استثمارات أجنبية بقيمة 150 مليار دولار.
أما الاتفاقية الثانية فوقعها سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية وأندريه نيكيتين وزير النقل الروسي، وهي مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال النقل البري بين الجانبين.
للمزيد اقرأ: الإمارات تعزز التجارة مع الاتحاد الأوراسي باتفاقية اقتصادية شاملة
قفزة في التجارة والاستثمار
حسب بيانات رسمية، فإن إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين قفز إلى نحو 11.5 مليار دولار في عام 2024، بزيادة نسبتها 5% عن عام 2023. كما سجل الربع الأول من عام 2025 نمواً استثنائياً في حجم التجارة غير النفطية بنسبة 76.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وبنسبة 55.6% مقارنة بالربع الأخير من عام 2024، وتعد الإمارات الشريك التجاري الخليجي الأكبر لروسيا، حيث تستحوذ على 55% من إجمالي التجارة الروسية لدول مجلس التعاون، كما تأتي في المرتبة الثانية عربياً بعد مصر.
وفق بيانات وزارة الخارجية، تهيمن المعادن والأحجار الكريمة والمعادن غير الحديدية والمعادن الحديدية ومنتجات النحاس والآلات والمعدات والمركبات والمنتجات الكيماوية والأخشاب والورق والكرتون والمنتجات الزراعية على الصادرات الروسية إلى الإمارات، فيما تقوم دولة الإمارات بتزويد روسيا بالقوارب والأثاث ومعدات الإضاءة، والقهوة والشاي والتوابل.
كما أن الإمارات هي أكبر مستثمر عربي في روسيا، وتسهم بأكثر من 80% من إجمالي الاستثمارات العربية فيها، وتشمل الاستثمارات الإماراتية في روسيا الاتحادية قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية.
فضلاً عن اتفاقية الشراكة الاقتصادية فإن الإمارات عضو أساسي في تحالف “أوبك+” الذي تلعب فيه روسيا دوراص محورياً إلى جانب المملكة العربية السعودية، كما انضمت الإمارات إلى تجمع “بريكس” الذي ساهمت روسيا في تأسيسه وتعول عليه كثيراً في رؤيتها الاقتصادية.
إقرأ: بوتين: التجارة بين روسيا والإمارات تضاعفت 3 مرات في 3 سنوات
الكرملين ينوه إلى تطور العلاقات مع الإمارات
واستبق الكرملين وصول رئيس دولة الإمارات إلى موسكو بإطلاق تصريحات أكد فيها على عمق العلاقات الثنائية، منوهاً إلى أن البلدين لديهما مواقف متشابهة بشأن القضايا العالمية، وقال إن بوتين والشيخ محمد بن زايد سيناقشان تطورات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والدولتين تدعوان إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر الدبلوماسية.
وفق الكرملين فإن روسيا والإمارات توسعان التعاون في مجالي التعليم والعلوم، والعلاقات بينهما “تتطور بشكل ديناميكي”.
واستقبلت الإمارات خلال 2024 مليوني سائح روسي، بعد أن أصبحت أبوظبي ودبي من الوجهات المفضلة للسياح والمستثمرين الروس.