أوضحت دار الإفتاء المصرية في بيان صادر عنها حكم إخفاء متعلقات الآخرين بغرض المزاح، بعد أن ورد إليها سؤال حول تصرف بعض الأصدقاء الذين يقومون بإخفاء أغراض زملائهم بدافع الضحك وإعداد ما يعرف بـ”المقالب”.

وأكدت الدار أن المزاح في أصله مباح ومطلوب إذا كان يهدف إلى إدخال السرور على القلوب دون أذى أو ضرر، مشيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يمزح مع أهله وأصحابه والأطفال بطريقة لطيفة لا تسبب ضيقًا لأحد، مستشهدة بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه حين قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ»، موضحة أن هذا من مزاح النبي الشريف الذي اتسم بالرحمة والرقي.

وأضافت دار الإفتاء أن المزاح المحرم هو ما يتضمن ترويع الآخرين أو إلحاق الأذى بهم، سواء بأخذ متاعهم أو إخفائه على سبيل اللعب، مشيرة إلى ما ورد في مسند الإمام أحمد من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن إخافة المسلم، حيث قال: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا».

كما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لَاعِبًا، وَلَا جَادًّا»، مما يدل على أن أخذ ممتلكات الآخرين ولو على سبيل المزاح يعد سلوكًا غير جائز شرعًا.

وبين عدد من العلماء هذا الحكم، فقال الإمام ابن حجر الهيتمي في كتابه “تحفة المحتاج” إن أخذ متاع الغير على سبيل المزاح حرام، لأنه يسبب الفزع لصاحبه، فيما أكد الإمام الشوكاني في “نيل الأوطار” أن المزاح الذي يؤدي إلى ترويع المسلم لا يجوز مطلقًا، ولو كان بنية الدعابة.

وأشار الإمام المناوي في “فيض القدير” إلى أن إدخال الخوف أو الفزع في قلب المسلم بأي وسيلة يعد أمرًا محرمًا، لأن المسلم الحق هو من سلم الناس من لسانه ويده.

 

شاركها.