أصدرت الجهات الزراعية المختصة تحذيرات للمزارعين بشأن استخدام أنواع معينة من الأسمدة، وذلك بهدف الحفاظ على صحة المحاصيل والحد من انتشار الآفات والأمراض. وقد نصحت الإدارة، عبر منصة (إكس)، بتجنب استخدام الأسمدة العضوية غير المتخمرة—أي غير المتحللة بشكل كامل—في المزارع، لما قد تسببه من مشاكل تتعلق بسلامة الإنتاج الزراعي. يأتي هذا التوجيه في سياق الجهود المستمرة لضمان جودة المنتجات الزراعية وحماية المستهلك.

التحذير، الذي صدر مؤخرًا، يخص بشكل أساسي المزارع التي تعتمد على الزراعة العضوية أو تهدف إلى تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيماوية. تشمل المناطق المستهدفة كافة أنحاء البلاد التي تشهد نشاطًا زراعيًا، مع التركيز على المحاصيل الحساسة والتي تتطلب بيئة خالية من المسببات المرضية. تعتبر هذه الإجراءات جزءًا من خطة أوسع لمكافحة الآفات والأمراض الزراعية.

أهمية تجنب الأسمدة العضوية غير المتخمرة

يكمن السبب الرئيسي وراء هذا التحذير في أن الأسمدة العضوية غير المتخمرة قد تحتوي على بيض أو يرقات طفيليات، بالإضافة إلى مسببات الأمراض التي لم يتم القضاء عليها خلال عملية التخمير. يمكن لهذه الكائنات الحية الدقيقة الضارة أن تنتقل إلى المحاصيل، مما يؤدي إلى إصابتها وتدهور جودتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر على صحة الحيوانات التي تتغذى على هذه المحاصيل بشكل غير مباشر.

مخاطر الطفيليات والأمراض

وفقًا للخبراء، فإن استخدام الأسمدة العضوية غير المتخمرة يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالطفيليات المعوية التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان عن طريق استهلاك الخضروات والفواكه الملوثة. كما أن وجود مسببات الأمراض يزيد من احتمالية انتشار الأمراض النباتية، مما يتطلب استخدام مبيدات إضافية للسيطرة عليها. هذا بدوره يؤثر على التكلفة الإجمالية للإنتاج ويزيد من المخاطر البيئية.

تعتمد فعالية الأسمدة العضوية بشكل كبير على عملية التخمير. التخمير السليم يقتل الطفيليات ومسببات الأمراض، ويحول المواد العضوية إلى شكل يمكن للنباتات امتصاصه بسهولة. لكن الأسمدة التي لم تخضع لعملية تخمير كاملة تحتفظ بهذه المخاطر، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام في الزراعة.

يعتبر اختيار نوع الأسمدة العضوية المناسب أمرًا بالغ الأهمية لنجاح الزراعة. هناك أنواع مختلفة من الأسمدة العضوية، مثل السماد البلدي المتحلل، والكمبوست، والسماد الأخضر، ولكل منها خصائصه ومتطلباته الخاصة. يجب على المزارعين التأكد من أن السماد المستخدم قد تم تحويله بالكامل قبل تطبيقه على المحاصيل.

وعلى صعيد متصل، أكدت وزارة الزراعة على أهمية الالتزام بمعايير السلامة وضمان الجودة في جميع مراحل الإنتاج الزراعي. يتضمن ذلك إجراء فحوصات دورية على الأسمدة والمبيدات، وتدريب المزارعين على أفضل الممارسات الزراعية. يهدف هذا النهج إلى حماية صحة المستهلكين وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية المحلية. كما تسعى الوزارة إلى تطوير بدائل الأسمدة الكيماوية صديقة للبيئة.

بالإضافة إلى الأسمدة العضوية، تشمل التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في المنطقة: تغير المناخ، وندرة المياه، وتدهور التربة. وتعمل الحكومة بالتعاون مع المنظمات الدولية على تطوير استراتيجيات للتكيف مع هذه التحديات وتحسين إدارة الموارد الطبيعية. وتشمل هذه الاستراتيجيات: استخدام تقنيات الري الحديثة، وزراعة المحاصيل المقاومة للجفاف، وتنفيذ مشاريع للحفاظ على التربة.

في المقابل، يرى بعض المزارعين أن عملية التخمير قد تكون مكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً، مما يجعل استخدام الأسمدة العضوية غير المتخمرة خيارًا جذابًا لخفض التكاليف وتسريع عملية الإنتاج. ومع ذلك، تؤكد الجهات الزراعية أن المخاطر الصحية والبيئية تفوق أي فوائد اقتصادية قصيرة الأجل. وتقدم الوزارة دعمًا ماليًا وتقنيًا للمزارعين الذين يرغبون في تحسين عملية تخمير الأسمدة العضوية.

كما أن هناك اهتمامًا متزايدًا بتقنيات الزراعة الذكية التي تعتمد على استخدام البيانات والتحليلات لتحسين إدارة الموارد وزيادة الإنتاجية. وتشمل هذه التقنيات: نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والاستشعار عن بعد، والطائرات بدون طيار. تساعد هذه التقنيات المزارعين على مراقبة صحة المحاصيل، وتحديد مناطق نقص التغذية، وتطبيق الأسمدة والمبيدات بشكل دقيق وفعال.

من المتوقع أن تقوم وزارة الزراعة بتنظيم حملات توعية للمزارعين حول مخاطر استخدام الأسمدة العضوية غير المتخمرة. قد تتضمن هذه الحملات ورش عمل تدريبية، وتوزيع مواد إرشادية، وعقد لقاءات مع الخبراء الزراعيين. كما قد يتم فرض عقوبات على المزارعين الذين يخالفون التعليمات واللوائح المتعلقة باستخدام الأسمدة. وذلك بحلول نهاية الربع الحالي من العام.

تعتبر متابعة الجودة والتزام المزارعين بالتوجيهات الصادرة عن الجهات المختصة أمرًا ضروريًا لضمان سلامة المنتجات الزراعية وحماية صحة المجتمع. وفي الوقت نفسه، يجب على الحكومة الاستمرار في تقديم الدعم للمزارعين وتشجيعهم على تبني ممارسات زراعية مستدامة. يبقى التحدي المتمثل في تحقيق التوازن بين زيادة الإنتاج والحفاظ على البيئة والصحة العامة هو الأولوية القصوى.

شاركها.