كشفت دراسة حديثة أجرتها الدكتورة حنان الدعيلج، استشاري علم أمراض الدم بمستشفى الملك فهد الجامعي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، عن نتائج هامة فيما يتعلق بمرضى سرطان الدم الليمفاوي الحاد من نوع ب لدى البالغين الإيجابيين لبروتين CD20.
ويُعد بروتين CD20 مؤشراً سلبياً لنتائج المرضى المصابين بهذا النوع من اللوكيميا، خاصة في فئة البالغين، ويهدف البحث إلى تحديد أثر هذا البروتين وتقييم تأثير علاج الريتوكسيماب لدى المرضى السعوديين، حيث لم تُجرى دراسة مماثلة في المملكة العربية السعودية أو دول مجلس التعاون الخليجي من قبل.
وأوضحت الدعيلج، أن الدراسة اعتمدت على تحليل البيانات للمرضى الذين تم تشخيصهم وعلاجهم في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وذلك بين عامي 2008 و2017.
وشملت الدراسة تقييم خصائص المرضى، ومدى تأثير علاج الريتوكسيماب على معدلات البقاء، بالإضافة إلى تحليل الفروق في النتائج بين المرضى الإيجابيين والسلبيين لبروتين CD20 من حيث احتمالات البقاء الكلي والبقاء بدون أحداث، فضلاً عن احتمالات تحقيق التخفيف الكامل للمرض بعد أربعة أسابيع من علاج الاستقراء.

الدكتورة حنان الدعيلج، استشاري علم أمراض الدم بمستشفى الملك فهد الجامعي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل


وقد أظهرت الدراسة أن 54% من المرضى المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد من نوع ب في السعودية كانوا إيجابيين لبروتين CD20، وهي نسبة أعلى مقارنة بالمرضى القوقازيين الذين أشارت الدراسات السابقة إلى أن نسبة الإيجابيين لديهم أقل.

علاج الريتوكسيماب

وعند مقارنة المرضى الإيجابيين للبروتين بالمرضى السلبيين، تبين أن احتمالات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات كانت أقل لدى المرضى الإيجابيين للبروتين (56% مقابل 66%)، خاصة في الفئات التي خضعت للعلاج الكيميائي بالبروتوكول المستوحى من علاج الأطفال المعروف بـ(سي سي جي)، وفئة المراهقين والشباب، والمرضى الذين كان تعداد كريات الدم البيضاء لديهم لا يتجاوز 30,000/مم³.
وقالت الدعيلج: بالنسبة لعلاج الريتوكسيماب، فقد تلقى 26.6% من المرضى الإيجابيين لبروتين CD20 هذا العلاج، وحققت نتائجه تحسناً ملحوظاً في حالات المرضى. فقد تمكن جميع المرضى الذين تلقوا الريتوكسيماب (100%) من تحقيق التخفيف الكامل للمرض بعد أربعة أسابيع من علاج الاستقراء، مقارنة بالمرضى الذين لم يتلقوا هذا العلاج.
كما كانت احتمالات البقاء الكلي بعد ثلاث سنوات لصالح المرضى الذين تلقوا الريتوكسيماب (88% مقابل 63%)، بالإضافة إلى أن احتمالات البقاء بدون أحداث لمدة سنتين كانت أيضاً أفضل لدى مجموعة الريتوكسيماب (70% مقابل 68%).
وأشارت الدعيلج إلى أن الدراسة أوضحت أيضاً أن الحالة العامة للمرضى الإيجابيين لبروتين CD20 تتحسن بشكل ملحوظ بعد تلقي علاج الريتوكسيماب، خاصة فيما يتعلق بتحقيق التخفيف الكامل للمرض بعد فترة وجيزة من بدء العلاج، إلا أن الفروق في معدلات البقاء بين المرضى الذين تلقوا الريتوكسيماب والذين لم يتلقوه لم تصل إلى مستوى الأهمية الإحصائية.
وعلى الرغم من أن الدراسة تقدم رؤى جديدة ومبشرة حول تأثير الريتوكسيماب في تحسين نتائج المرضى السعوديين الإيجابيين لبروتين CD20، إلا أنها أشارت إلى بعض القيود التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار، فطبيعة الدراسة بأثر رجعي، إضافة إلى الحجم الصغير نسبياً للعينة، تتطلب إجراء المزيد من الأبحاث المستقبلية لتأكيد هذه النتائج.
لذلك، توصي الدراسة بإجراء دراسات مستقبلية على نطاق أوسع وضمن كل نوع من أنواع العلاج الكيميائي على حدة، لتحديد الأثر الحقيقي لعلاج الريتوكسيماب على تحسين فرص البقاء لدى مرضى سرطان الدم الليمفاوي الحاد من نوع ب في المملكة العربية السعودية.

شاركها.