الأمير هاري يمزح حول الدراما داخل العائلة المالكة خلال حفل عيد الميلاد. أدلى الدوق الأربعين من عمره بتصريحات ساخرة قارن فيها الأرستقراطية البريطانية بالمسلسل الدرامي التاريخي Downton Abbey، وذلك خلال ظهوره في حفل الغداء السنوي لمجلس الأعمال البريطاني الأمريكي في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، يوم الجمعة الموافق الخامس من ديسمبر، حسبما ذكر موقع People. وقد أثارت تعليقاته اهتمامًا واسعًا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما سلط الضوء على علاقته المعقدة بالعائلة المالكة.
بدأ الأمير هاري حديثه قائلًا: “في بعض الأحيان يسأل الناس إذا ما كان نشأته في العائلة المالكة شبيهة بمسلسل Downton Abbey.” وأضاف بابتسامة: “نعم، ولكن عالمًا واحدًا فقط من بين هذين العالمين مليء بالدراما والمكائد والعشاء الفاخر والأزواج من الأمريكيين – بينما الآخر مجرد برنامج تلفزيوني.” في إشارة واضحة إلى زواجه عام 2018 من الممثلة الأمريكية ميغان ماركل.
علاقة الأمير هاري بالعائلة المالكة: نظرة فاحصة
لطالما كانت علاقة الأمير هاري بأفراد عائلته مليئة بالتعقيدات والتغيرات. بصفتة الابن الأصغر للملك تشارلز الثالث والراحلة الأميرة ديانا، نشأ الأمير هاري مع شقيقه الأكبر، الأمير ويليام، في علاقة وطيدة، لكن مع مرور الوقت بدأت تظهر بعض الخلافات بينهما. تشير التقارير إلى وجود “توتر مستمر” بين الأمير هاري وشقيقه، الأمير ويليام، بسبب “الإفصاحات العلنية، وكشف مذكراته، والمقابلات والانتقادات لأدوار [ويليام وزوجته كيت ميدلتون]”.
وفقًا لتقارير إعلامية، قام الأمير هاري بزيارة إلى المملكة المتحدة في سبتمبر الماضي، وتمكن خلالها من تحقيق مصالحة مع والده، الملك تشارلز الثالث. ومع ذلك، ظلت العلاقة مع الأمير ويليام محاطة بالغموض. يشير محللون ملكيون إلى أن هذه التوترات تعكس اختلافًا في وجهات النظر حول دور العائلة المالكة في العصر الحديث، وكيفية التعامل مع الضغط الإعلامي.
مزحات حول السياسة الأمريكية
لم يقتصر الأمير هاري على المزاح حول العائلة المالكة في حفل عيد الميلاد، بل ألقى أيضًا بعض التعليقات الساخرة حول السياسة الأمريكية. عندما تحدث عن استضافة الولايات المتحدة لكأس العالم لكرة القدم عام 2026، قال الأمير هاري مازحًا إنه متحمس للقاء بعض الرياضيين “من عبر المحيط”، شريطة أن يتمكنوا من “اجتياز الجمارك” و”تجاوز قوات إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)”.
تعد هذه المزحة إشارة إلى سياسات الهجرة التي كان يتبعها الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي اتسمت بالتشديد والقيود. يعكس هذا التعليق وعي الأمير هاري بالقضايا السياسية والاجتماعية المثيرة للجدل في الولايات المتحدة، وقدرته على التعبير عنها بطريقة فكاهية.
ذكر الأمير هاري أن حفل عيد الميلاد هذا كان “حفله الأول” منذ “مدة طويلة”، قبل أن يتحدث بجدية أكبر عن تجربته في الانتقال إلى الولايات المتحدة. انتقلت ميغان وماركيل (44 عامًا) وعائلتهما من كوخ فروغمور في المملكة المتحدة إلى كندا في أوائل عام 2020 بعد تنحيهما عن واجباتهما الملكية. ومنذ ذلك الحين انتقلا إلى كاليفورنيا.
وأضاف قائلاً: “بالنسبة لي، أن تكون بريطانيًا لا يتعلق بالمكان الذي تقف فيه جسديًا، بل بما تقف من أجله.” وفي إشارة إلى الاحتفال بعيد الاستقلال الأمريكي في الرابع من يوليو، مازح الأمير هاري: “إنه عالم جديد بالنسبة لي، الاحتفال بالاستقلال عن بريطانيا، وبشكل أكثر تحديدًا، الاستقلال عن جدّي العظيم جدّي العظيم جدّي العظيم جدّي العظيم جدّي العظيم.”
قضى الأمير هاري أسبوعًا حافلاً بالأحداث، حيث ظهر كضيف شرف في برنامج The Late Show With Stephen Colbert في مدينة نيويورك يوم الأربعاء الموافق الثالث من ديسمبر. قاطع الأمير هاري مونولوج المضيف ستيفن كولبيرت عندما سخر من الاتجاه المتزايد لإنتاج أفلام عيد الميلاد التي تدور أحداثها حول العائلة المالكة.
قال الأمير هاري بتهكم: “آسف، لقد اعتقدت حقًا أن هذا هو الاختبار الأداء لفيلم الأمير المصنوع من الزنجبيل ينقذ عيد الميلاد في نبراسكا.”
تظاهر كولبيرت بالمفاجأة لرغبة الأمير هاري في لعب دور البطولة في فيلم عيد الميلاد الخاص به، على الرغم من اعترافه بأن العنوان “يبدو رائعًا”.
رد الأمير هاري: “حسنًا، أنتم الأمريكيون مهووسون بأفلام عيد الميلاد والملوكية، فلماذا لا؟”.
في وقت لاحق من المقابلة، سخر الأمير هاري من الرئيس دونالد ترامب عندما اعترض كولبيرت على نظريته بأن أمريكا “مهووسة بالملوكية”.
أجاب الأمير هاري مازحًا: “هل هذا صحيح؟ سمعت أنكم انتخبتم ملكًا!”، واضطر كولبيرت للاعتراف بأن الأمير “على حق”.
بالإضافة إلى هذه الأنشطة الإعلامية، واجه الأمير هاري وزوجته ميغان أياما صعبة على الصعيد الشخصي. أكد شقيق ميغان، توماس ماركل جونيور، في تصريحات لصحيفة Daily Mail يوم الجمعة أن والدهما، توماس ماركل، خضع لبتر ساقه اليسرى أسفل الركبة بعد سقوطه في الفلبين.
أوضح توماس ماركل جونيور: “لم يكن هناك خيار آخر. كان إما إجراء عملية جراحية فورية وإزالة الساق، أو أن يموت. لقد كانت حالة تهدد حياته.”
أفاد متحدث باسم دوقة ساسكس لاحقًا لصحيفة Us بأنها اتصلت بوالدها البالغ من العمر 81 عامًا بعد الجراحة. وأكد المتحدث: “يمكنني التأكيد على أنها تواصلت مع والدها.”
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تطورات جديدة بشأن صحة توماس ماركل، وكيف ستتعامل ميغان مع هذه الظروف الصعبة. يبقى مستقبل العلاقة بين الأمير هاري والعائلة المالكة البريطانية غير واضح، لكن من المؤكد أن تصريحاته الأخيرة ستثير المزيد من الجدل والنقاش.






