الأميركيون الأثرياء أكثر عرضة للسرقة من نقاط الدفع الذاتي: تقرير.

أظهر استطلاع حديث مفاجأة تتعلق بممارسات السرقة في نقاط الدفع الذاتي في المتاجر الأمريكية: الأفراد من الأسر ذات الدخل المرتفع، الذي يتجاوز 100,000 دولار سنويًا، هم الأكثر عرضة للانخراط في هذه السلوكيات. ويتزايد معدل سرقة المتاجر عبر جميع الفئات، مما يثير قلق تجار التجزئة ويدفعهم إلى تبني تقنيات جديدة لمكافحة هذه الظاهرة.

ووفقًا لتقرير صادر عن LendingTree، أقر 40% من المشاركين الذين يتقاضون رواتب تتجاوز 100,000 دولار بعدم مسح أحد المنتجات عن قصد أثناء التسوق. هذه النسبة تتضاعف تقريبًا مقارنةً بالأفراد الذين يقل دخلهم عن 30,000 دولار، حيث أقر 17% منهم بفعل الشيء نفسه. تشير هذه النتائج إلى أن الدافع وراء السرقة ليس مرتبطًا بالضرورة بالظروف المالية الصعبة.

ارتفاع معدلات سرقة المتاجر في نقاط الدفع الذاتي

يأتي هذا الارتفاع في السرقة في وقت يستثمر فيه تجار التجزئة بشكل كبير في تقنيات نقاط الدفع الذاتي كوسيلة لتقليل التكاليف وتحسين تجربة التسوق. ومع ذلك، يبدو أن هذه التقنية قد خلقت أيضًا فرصًا جديدة للسرقة، مما دفع الشركات إلى البحث عن حلول أكثر تطوراً. تشمل هذه الحلول استخدام الذكاء الاصطناعي وأنظمة متطورة للتحقق من الوزن والمقاس.

إضافة إلى ذلك، كشف الاستطلاع عن فروق بين الجنسين، حيث أظهر الرجال (38%) ميلاً أكبر للسرقة في نقاط الدفع الذاتي مقارنة بالنساء (16%). لم يقدم التقرير تفسيرًا واضحًا لهذه الفروق، لكنه يعكس حاجة إلى فهم أعمق للسلوكيات المختلفة للمتسوقين.

الأسباب وراء السرقة

على الرغم من أن ارتفاع أسعار السلع هو السبب الأكثر شيوعًا الذي ذكره المشاركون في الاستطلاع (47%)، بحجة أن الظروف المالية الحالية تجعل الضروريات الأساسية غير ميسورة التكلفة، إلا أن هناك أسبابًا أخرى أدت إلى تبرير هذه الأفعال.

يرى 29% من المستطلعين أن المتاجر كبيرة ومربحة، وبالتالي فإن الضرر الناجم عن السرقة الصغيرة يعتبر ضئيلاً. ويرى 35% آخرون أن عملية المسح الذاتي للمنتجات تمثل عملاً إضافيًا غير مدفوع الأجر، وأن أخذ بعض العناصر الصغيرة يعد بمثابة تعويض عن هذا الجهد. وهذا يعكس شعورًا متزايدًا بالاستياء تجاه متطلبات الخدمة الذاتية في المتاجر.

كما أشار التقرير إلى أن التضخم والتعريفات الجمركية قد أثرت حتى على المستهلكين ذوي الدخل المرتفع، مما دفعهم إلى البحث عن طرق لتقليل نفقاتهم. يعتبر هذا مؤشرًا على أن الضغوط الاقتصادية تؤثر على جميع شرائح المجتمع، على الرغم من اختلاف درجات تأثيرها.

تشكل ظاهرة السرقة في المتاجر تحديًا كبيرًا لتجار التجزئة، الذين يضطرون إلى امتصاص الخسائر أو نقل التكاليف إلى المستهلكين من خلال زيادة الأسعار. يتزايد الاهتمام بتقنيات الأمن في المتاجر، مثل كاميرات المراقبة المتقدمة وتحليلات الفيديو، لمواجهة هذا التحدي.

يشير خبراء قطاع التجزئة إلى أن نقاط الدفع الذاتي، على الرغم من فوائدها، تتطلب استثمارات إضافية في أنظمة الأمان. ومع ذلك، يرى البعض أن هذه الأنظمة قد لا تكون كافية لمنع السرقة بشكل كامل، وأن هناك حاجة إلى تغيير في ثقافة التسوق وتشديد الرقابة.

تراقب وزارة التجارة الأمريكية عن كثب تطورات هذه الظاهرة، وتقوم بجمع البيانات وتحليلها لتقييم حجم المشكلة وتأثيرها على الاقتصاد. من المتوقع أن تصدر الوزارة تقريرًا مفصلًا حول خسائر المتاجر الناتجة عن السرقة خلال الربع القادم.

على الرغم من الجهود المبذولة، من المرجح أن يستمر معدل السرقة في نقاط الدفع الذاتي في الارتفاع في المستقبل القريب، خاصةً في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية وتزايد اعتماد المستهلكين على التسوق الذاتي. يجب على تجار التجزئة الاستعداد لمواجهة هذا التحدي من خلال تطوير استراتيجيات أمنية مبتكرة وتعزيز الرقابة الفعالة.