أعلنت الجمعية الألمانية لأطباء الباطنة أن داء الرتوج هو حالة شائعة تصيب الأمعاء الغليظة، وتتميز بظهور انتفاخات صغيرة في جدار القولون. يمكن أن تسبب هذه الرتوج أعراضًا مزعجة مثل آلام البطن، والغثيان، وتغيرات في حركة الأمعاء. تشير الإحصائيات إلى تزايد معدلات الإصابة بداء الرتوج في السنوات الأخيرة، خاصةً بين كبار السن.
فهم داء الرتوج وأعراضه
داء الرتوج يحدث عندما تندفع أجزاء من الغشاء المخاطي للأمعاء عبر نقاط ضعف في جدار القولون، مما يؤدي إلى تكوين أكياس صغيرة أو “رتوج”. غالبًا ما تكون هذه الرتوج غير ضارة ولا تسبب أي أعراض، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تصبح ملتهبة أو مصابة، مما يؤدي إلى مضاعفات.
الأعراض الشائعة لداء الرتوج
تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لداء الرتوج ألمًا في الجزء السفلي الأيسر من البطن، وقد يكون الألم مستمرًا أو متقطعًا. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المرضى من الغثيان، والقيء، والإسهال، أو الإمساك. في الحالات الشديدة، قد يصاحب هذه الأعراض حمى وارتعاش.
الوقاية من داء الرتوج من خلال النظام الغذائي
تلعب التغذية دورًا حاسمًا في الوقاية من داء الرتوج. توصي الجمعية الألمانية لأطباء الباطنة بتناول كميات كافية من الألياف الغذائية، حيث تساعد على تنظيم حركة الأمعاء وتقليل الضغط داخل القولون. الألياف الغذائية تساهم في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.
تشمل المصادر الغنية بالألياف الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسرات. ينبغي استهلاك ما بين 3 إلى 5 حصص يومية من هذه الأطعمة لضمان الحصول على كمية كافية من الألياف. هذه التوصيات تتوافق مع إرشادات الصحة العامة لتعزيز صحة الأمعاء.
ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن زيادة تناول الألياف يجب أن يتم تدريجيًا لتجنب الانتفاخ والغازات. شرب كميات كافية من الماء ضروري أيضًا لمساعدة الألياف على العمل بفعالية.
العلاقة بين اللحوم الحمراء والتهاب الرتوج
تشير الدراسات إلى وجود صلة محتملة بين استهلاك اللحوم الحمراء وزيادة خطر الإصابة بالتهاب الرتوج. وفقًا للبحوث، قد تساهم اللحوم الحمراء في تغيير تركيبة البكتيريا المعوية، مما يزيد من الالتهاب في القولون. يُنصح بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء والتركيز على مصادر البروتين الأخرى مثل الدواجن والأسماك والبقوليات.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لبعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) تأثير سلبي على صحة القولون وزيادة خطر الإصابة بالتهاب الرتوج. يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية، خاصةً إذا كنت تعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي.
التشخيص والعلاج
عادةً ما يتم تشخيص داء الرتوج من خلال مجموعة من الفحوصات، بما في ذلك الأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، وتنظير القولون. يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات. في الحالات الخفيفة، قد يكون العلاج كافيًا من خلال تعديل النظام الغذائي وزيادة تناول الألياف. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تناول المضادات الحيوية أو إجراء عملية جراحية لإزالة الرتوج الملتهبة.
تعتبر المتابعة المنتظمة مع الطبيب ضرورية لتقييم حالة المريض وتعديل خطة العلاج حسب الحاجة. الوقاية المبكرة من خلال اتباع نظام غذائي صحي ونمط حياة نشط هي أفضل طريقة للحفاظ على صحة الأمعاء وتجنب الإصابة بـداء الرتوج.
من المتوقع أن تصدر الجمعية الألمانية لأطباء الباطنة تحديثات لإرشاداتها حول داء الرتوج في الربع الأول من عام 2026، بناءً على أحدث الأبحاث والتطورات في هذا المجال. يجب على المرضى والأطباء على حد سواء متابعة هذه التحديثات لضمان الحصول على أفضل رعاية ممكنة. تظل الأبحاث جارية لفهم العوامل التي تساهم في تطور هذا المرض بشكل أفضل وتحديد استراتيجيات وقائية أكثر فعالية.






