تتجه كل الأنظار إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي اللذين سيعلنان عن أولى قراراتهما بشأن السياسة النقدية هذا العام 2025 يومي الأربعاء والخميس على التوالي، والتي ستكون مؤشراً هاماً على الاتجاه الذي قد تسير فيه أسعار الفائدة في العام الجديد، وفق ما أورده موقع “ياهو نيوز”.

توقعات أسعار الفائدة الأمريكية

تتوقع أداة “سي إم إي فيد واتش” احتمالات بنسبة 51.2% لبقاء أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوياتها الحالية في اجتماع مايو مع احتمالات بنسبة 48.8% لخفض أسعار الفائدة خلال الشهر بينما تشير التوقعات إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيظل معتمدًا على البيانات مع وجود حالة من عدم اليقين قد تؤثر على التضخم خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
اقرأ أيضاً: هذه خطة إيلون ماسك لخفض الإنفاق الحكومي وضغط الاحتياطي الفيدرالي

الأسواق تتعافى من خسائر “ديب سيك”

في الوقت نفسه، تحاول أسواق الأسهم التعافي من التصحيح الحاد الذي شهدته يوم الاثنين في أعقاب تداعيات هبوط سهم إنفيديا، وعلى نطاق واسع تتعافى أغلب المؤشرات الأوروبية بنحو 0.50% كما أن العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تتحول تدريجياً إلى اللون الأخضر حيث يقود مؤشر ناسداك التعافي.

العائد على سندات الخزانة

يتداول العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عند حوالي 4.569% ويبدأ التعافي نحو أعلى مستوى له في أكثر من عام والذي سجله في وقت سابق من هذا الشهر عند 4.807%.

تحليل مؤشر الدولار الأمريكي

ورغم أن مؤشر الدولار يتعافى منذ الثلاثاء، فإن هذا لا يعني تجنب كل مخاطر الهبوط فعلى الرغم من ارتفاعه إلى 108.00 نقطة فقد يحدث رفض مرة أخرى مما قد يتسبب في هبوط مؤشر الدولار الأمريكي إلى 107.59 أو أقل.
ويدعم ذلك احتمالية المخاطرة حيث لدى المؤشر مساحة أكبر للتحرك نحو الأسفل قبل الوصول إلى ظروف ذروة البيع.
اقرأ أيضاً: لماذا فضل بنك الشعب الصيني تثبيت أسعار الفائدة قبل تولي ترامب؟
ويرى محلللون بـأن الطريق إلى التعافي لم ينته بعد ويحتاج إلى المزيد من الصعود فأولاً يجب استعادة مستوى 108.00 ومن بعد ذلك سيكون مستوى 109.29 الذي تحقق آخر مرة في (14 يوليو 2022 أعلى مستوى وخط اتجاه صاعد) التالي لتقليص خسائر الأسبوع الماضي.
أما توقعات الصعود وتجاوز الذروة فسيكون بارتفاع أكثر إلى 110.79 التي سبق ووصلها (7 سبتمبر 2022 أعلى مستوى).

تحول اتجاه الدولار

أعلنت بنك “سيتي” عن تحول كبير في موقفه تجاه الدولار حيث غير رأيه من الاتجاه الصعودي إلى موقف محايد، وفق ما أفادت به منصة إنفيستينج الأمريكية.
جاء هذا التغيير في وجهة النظر مدفوعاً بتراجع متوقع للدولار وهو ما يتفق مع توقعات البنك.
وكان الهدف من هذا التعديل معالجة ما اعتبره سيتي بنك تقييماً مبالغاً فيه للعملة الخضراء والذي يُعزى إلى “علاوة التعريفات”.
كشف أحدث نموذج لقيمة الدولار العادلة لمؤشر سيتي عن زيادة طفيفة في القيمة بلغت +0.1% فقط في انخفاض حاد عن أعلى مستوى سابق بلغ +3.4%.
وقد حدث هذا التعديل في القيمة بالتزامن مع ضعف عام في قيمة الدولار الأمريكي وخاصة مقابل العملات الأوروبية وانخفاض في علاوة مخاطر التعريفات الجمركية.

تراجعًا كبيرًا بنحو 60% منذ الانتخابات

وقد شهد مؤشر الدولار تراجعًا كبيرًا بنحو 60% منذ ليلة الانتخابات على الرغم من فرض رسوم جمركية قصيرة الأجل مؤخرًا على كولومبيا والمناقشات حول رسوم جمركية محتملة على كندا والمكسيك بحلول الأول من فبراير.
وأشار محللو البنك إلى أن الوضع مع كولومبيا يؤكد تركيز الرئيس ترامب على الهجرة مما يشير إلى إعطاء الأولوية للمفاوضات مع المكسيك وكندا.
ومع ذلك، ظل سعر صرف الدولار الأمريكي مستقراً أمام الدولار الكندي متقلبا في نطاق 1.43 إلى 1.45 درجا مع إمكانية تحرك السعر إلى 1.47 إذا اخترق مستوى 1.45.

الدولار والرسوم الجمركية

ويشير تحليل سيتي إلى أن التهديدات بالرسوم الجمركية قد تكون بمثابة تكتيك تفاوضي لدفع المناقشات بشأن الهجرة واتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
توقع البنك أنه إذا مر الأول من فبراير دون فرض تعريفات جمركية جديدة، فقد يشهد الدولار الأمريكي انخفاضًا آخر ربما نهائيًا، قبل أن يجد الاستقرار عند نطاق أعلى.

شاركها.