تذبذبت الأسهم الأمريكية بشكل طفيف قرب مستويات قياسية مرتفعة في ختام تداولات الأسبوع، مع استمرار تداول الأسواق بوتيرة هادئة خلال فترة الأعياد. وشهدت الجلسة ارتفاعًا في عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، وتحولًا في اهتمام المستثمرين نحو السلع، خاصةً مع تزايد المخاوف الجيوسياسية. ويراقب المستثمرون عن كثب أداء الأسهم الأمريكية، وتقلبات أسعار الفائدة، وتطورات الأوضاع الاقتصادية العالمية.
ارتفع سهم شركة إنفيديا بنسبة 1.1% بعد أن أعرب المحللون عن توقعات إيجابية بشأن صفقة الترخيص الأخيرة مع شركة غروك الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. ويعكس هذا الارتفاع الثقة المتزايدة في قطاع التكنولوجيا، وقدرة الشركات الرائدة على الابتكار وتوسيع نطاق أعمالها.
توقعات إيجابية لـ الأسهم الأمريكية في “ارتفاع سانتا كلوز”
لا يزال التفاؤل يسود الأسواق المالية، مدفوعًا بالأنماط الموسمية التاريخية. يركز المستثمرون بشكل متزايد على ما يُعرف بـ “ارتفاع سانتا كلوز”، وهي الفترة التي تشمل الجلسات الأخيرة من العام وأول جلستين من شهر يناير، باعتبارها فرصة محتملة لتحقيق مكاسب إضافية. يأتي هذا التفاؤل على الرغم من التدقيق المتزايد في التقييمات المرتفعة لشركات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى التوقعات بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بأسعار الفائدة.
أشار كريغ جونسون، كبير محللي السوق في شركة بايبير ساندلر، إلى أن الأسواق لا تزال إيجابية ولكنها انتقائية، مع بقاء أربع جلسات تداول فقط حتى نهاية العام. وأضاف أن تحسن اتساع نطاق السوق وانخفاض معدلات التضخم يدعمان التوقعات بارتفاع قوي في الأسواق مع نهاية العام.
أداء القطاعات المختلفة
بحلول الساعة 12:32 ظهرًا بتوقيت نيويورك، كان مؤشرا إس آند بي 500 وناسداك 100 يتداولان دون تغيير يذكر. قاد قطاعا المواد والتكنولوجيا المكاسب، بينما شهد قطاعا السلع الاستهلاكية الأساسية والطاقة تراجعًا طفيفًا. يعكس هذا التباين في الأداء التغيرات في معنويات المستثمرين، وتأثير العوامل الاقتصادية المختلفة على القطاعات المختلفة.
المعادن النفيسة تحقق مستويات قياسية
شهدت أسعار المعادن النفيسة ارتفاعًا ملحوظًا إلى مستويات قياسية جديدة، مواصلة بذلك زخمها الصعودي القوي في نهاية العام. يعزى هذا الارتفاع إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، وضعف الدولار الأمريكي، مما يجعل المعادن النفيسة أكثر جاذبية كملاذ آمن. وارتفعت أسعار الذهب والفضة والبلاتين إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، مما أدى إلى ارتفاع أسهم شركات التعدين، مثل كوير ماينينغ وفريبورت-ماكموران.
سجل سعر الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.82%، بعد أن بلغ سابقًا ذروته فوق 4530 دولارًا للأونصة. ويعتبر الذهب تقليديًا وسيلة للتحوط ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، مما يفسر ارتفاعه في ظل الظروف الحالية.
أسعار النفط تتجه نحو مكاسب أسبوعية كبيرة
كما اتجهت أسعار النفط نحو تحقيق أكبر مكاسب أسبوعية منذ أكتوبر، وذلك في ظل ترقب المتداولين لمخاطر محتملة تتعلق بالإمدادات. تأثرت الأسواق بتقارير عن فرض الولايات المتحدة قيودًا جزئية على شحنات النفط الخام من فنزويلا، بالإضافة إلى الضربة العسكرية التي شنتها واشنطن على جماعة إرهابية في نيجيريا. وتعتبر هذه الأحداث بمثابة عوامل ضغط على الإمدادات، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع.
الأداء العام للأسهم الأمريكية منذ بداية العام
حقق مؤشر الأسهم الأمريكية ارتفاعًا بنسبة 18% تقريبًا منذ بداية العام وحتى 24 ديسمبر، مسجلاً بذلك العام الثالث على التوالي من المكاسب المكونة من رقمين. ويتوقع محللو وول ستريت استمرار هذا الاتجاه الصعودي، حيث تشير بيانات بلومبرغ إلى أن متوسط التوقعات للمؤشر سيبلغ 7464 نقطة بنهاية العام المقبل، مما يعني ارتفاعًا محتملاً بنحو 7.7%.
عادت الثقة أيضًا إلى توقعات أرباح الشركات، خاصة بعد المخاوف السابقة بشأن المبالغة في تقييم أسهم شركات التكنولوجيا وسط طفرة الذكاء الاصطناعي. ويتزايد رهان المستثمرين على قدرة الشركات على تحقيق نمو الأرباح اللازم لتبرير أسعارها في عام 2026. ويعتبر هذا التحول في المعنويات بمثابة إشارة إيجابية لـ الأسهم الأمريكية.
أشار برايان جاكوبسن، كبير الاستراتيجيين الاقتصاديين في شركة أنيكس لإدارة الثروات، إلى أن عام 2026 من المرجح أن يكون عامًا حاسمًا للأسواق. وأضاف أن الشركات يجب أن تحقق مكاسب ملموسة في الإنتاجية وهوامش الربح من الذكاء الاصطناعي والاستثمارات الأخرى.
في أخبار الشركات الأخرى، ارتفعت أسهم شركة تارجت بنسبة تصل إلى 6.7% بعد أن ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن شركة تومز كابيتال لإدارة الاستثمارات قد استثمرت مبلغًا كبيرًا في الشركة. في المقابل، تراجعت أسهم شركة وارنر بروس ديسكفري بعد تقرير نشرته صحيفة نيويورك بوست يفيد بأن شركة باراماونت سكاي دانس قد تتراجع عن عرضها النقدي البالغ 30 دولارًا للسهم، وتلجأ بدلًا من ذلك إلى مقاضاة مجلس إدارة الشركة.
ارتفعت أسهم شركة كوبانغ بنسبة 10% بعد أن أفادت وكالة يونهاب للأنباء الكورية الجنوبية بأن الشركة قد حددت هوية موظف سابق متهم بالوصول إلى بيانات شخصية تخص حوالي 33 مليون عميل، واستعادت الأجهزة المستخدمة. وانخفضت أسهم شركة بيوهافن بعد فشل تجربة سريرية في منتصف المرحلة لعلاجها التجريبي للاكتئاب في تحقيق هدفها الرئيسي.
تسببت الأحوال الجوية الشتوية القاسية في تعطيل حركة السفر في جميع أنحاء شمال شرق الولايات المتحدة، وأُلغيت مئات الرحلات الجوية في مطارات نيويورك الرئيسية مع مرور عاصفة قوية بالمنطقة. وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن تشهد مدينة نيويورك تساقطًا للثلوج يتراوح بين 13 و23 سنتيمتراً من بعد ظهر يوم الجمعة وحتى صباح السبت.
من المتوقع أن يستمر المستثمرون في مراقبة بيانات التضخم، وقرارات أسعار الفائدة الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي، والتطورات الجيوسياسية، بالإضافة إلى أداء الشركات في الربع الأول من عام 2024. وستكون هذه العوامل حاسمة في تحديد مسار الأسهم الأمريكية في الأشهر المقبلة، مع التركيز على قطاع التكنولوجيا والشركات التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي.






