تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية من مستوياتها القياسية، الجمعة، مع صدور بيانات اقتصادية متباينة حول ثقة المستهلكين، فيما ركز المستثمرون على القمة التي تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.

انخفض مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) بعد موجة صعود منذ بلوغه أدنى مستوياته في أبريل. وتصدر “أبلايد ماتيريالز” (Applied Materials) خسائر أسهم شركات أشباه الموصلات بعد تقديم توقعات مخيبة للآمال، بينما قفز سهم “يونايتد هيلث غروب” (UnitedHealth Group) مع زيادة استثمارات صناديق بارزة في شركة التأمين الصحي. كما ارتفعت أسهم شركات الطاقة الشمسية، وتراجعت أسعار النفط والدولار، فيما تخلفت سندات الخزانة طويلة الأجل عن الآجال الأقصر.

قمة ترمب وبوتين في ألاسكا

استقبل ترمب نظيره بوتين بمصافحة، وسط ترقب لنتائج القمة التي يسعى خلالها الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

ترمب وبوتين في ألاسكا تمهيداً لقمة أميركية روسية تاريخية بشأن أوكرانيا

ومن المنتظر أن يُعقد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين بعد اللقاء.

بيانات متباينة

قبل ذلك، أظهرت البيانات الاقتصادية ارتفاعاً واسع النطاق في مبيعات التجزئة الأميركية، مدعوماً بمبيعات السيارات وحملات ترويجية عبر الإنترنت، بينما كشف تقرير منفصل عن تراجع مفاجئ في ثقة المستهلكين للمرة الأولى منذ أبريل، مع ارتفاع توقعات التضخم.

قال بيتر بوكفار، مؤلف “ذا بوك ريبورت” (The Boock Report): “المستهلكون لم يعودوا يستعدون لأسوأ السيناريوهات كما في أبريل، لكنهم ما زالوا يتوقعون تدهوراً في التضخم والبطالة مستقبلاً”.

الإنتاج الصناعي الأميركي يتراجع في يوليو وسط ضعف الطلب

ومن جهة أخرى، يرى بيل آدامز من بنك “كوميريكا” أن البيانات لا تشير إلى اتجاه واحد واضح، لكن الاقتصاد الأميركي يبدو في حالة جيدة نسبياً، مضيفاً: “ما يفعله المستهلكون أهم مما يقولونه”.

أوضح بريت كينويل من “إي تورو” (eToro) أن مبيعات التجزئة لشهر يوليو لم تكن متطرفة، لكن مبيعات “المجموعة الضابطة”، التي تدخل في حساب الناتج المحلي الإجمالي، فاقت توقعات الاقتصاديين، مع تعديل بيانات يونيو بالرفع.

وأشار كريس زاكاريلي من “نورثلايت أسيت مانجمنت” إلى أن استمرار قوة الإنفاق الاستهلاكي وقدرة الشركات على الاحتفاظ بالعمال سيواصلان دفع الأرباح والأسهم للصعود.

وقال كينويل إن الإنفاق الاستهلاكي يبدو في حالة جيدة، لكن الاحتياطي الفيدرالي يواجه معضلة بين تحقيق التوظيف الأقصى والحفاظ على استقرار الأسعار، مضيفاً أن خفض الفائدة، كما تتوقع السوق في سبتمبر، قد يكون داعماً للمستهلكين.

الأنظار تتجه لجاكسون هول

ستتحول الأنظار قريباً إلى اجتماع البنوك المركزية في جاكسون هول بولاية وايومنغ الأسبوع المقبل، حيث يترقب المستثمرون كلمة رئيس الفيدرالي جيروم باول.

ولا يزال المستثمرون يتوقعون بخالص الثقة أن يخفض الفيدرالي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، يليها خفض آخر في أكتوبر أو ديسمبر، بحسب بول آشوورث من “كابيتال إيكونوميكس”، الذي رجّح أن يحذر باول من أن السياسة النقدية المقيّدة بشكل معتدل ما زالت مناسبة.

بيسنت يحث الفيدرالي على خفض الفائدة 50 نقطة أساس في سبتمبر

وأشار آشوورث إلى أن تباطؤ نمو كشوف الأجور خلال الأشهر الأخيرة، رغم استقرار معدل البطالة، يجعل خفض الفائدة في سبتمبر السيناريو الأكثر ترجيحاً.

“اشترِ الشائعة وبِع الخبر”

قال استراتيجيو “بنك أوف أميركا” بقيادة مايكل هارتنت إن الأسهم الأميركية قد تتراجع إذا وردت إشارات تيسيرية من الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول، وفق قاعدة “اشترِ الشائعة وبِع الخبر”.

وأظهرت بيانات البنك، استناداً إلى “إي بي إف آر غلوبال”، أن المستثمرين ضخوا نحو 21 مليار دولار في صناديق الأسهم الأميركية خلال الأسبوع المنتهي في 13 أغسطس، بعد سحب نحو 28 مليار دولار في الأسبوع السابق.

مارك هاكيت في “نيشن وايد” (Nationwide)، يرى تزايد قناعة المستثمرين الأفراد بنهج “الشراء عند الهبوط”، في ظل سرعة التعافي من الهبوط الأخير، ما قد يدعو للتوقع بتكرار هذا النمط عند أي تراجع طفيف مستقبلاً، مضيفاً: “رغم هذا الاتجاه الواضح، لا توجد مؤشرات على المبالغة أو التراخي، إذ لا يزال كثير من المستثمرين متشككين في الصعود، رغم تحقيق السوق عوائد تفوق 10% منذ بداية العام”.

شاركها.