أغلقت الأسهم الأميركية على تباين بعد أن خفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية للمرة الثانية على التوالي، لكنه قلّل من احتمالات إجراء مزيد من التخفيضات قبل نهاية العام.

أغلق مؤشر “إس آند بي 500” دون تغيّر يُذكر في نيويورك، بينما ارتفع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.4%. وقفز سهم “إنفيديا” بنسبة 3%، متجاوزاً قيمة سوقية قدرها 5 تريليونات دولار، لتصبح أول شركة عامة في التاريخ تصل إلى هذا المستوى.

وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بعد الاجتماع: “خفض آخر في سعر الفائدة خلال اجتماع ديسمبر ليس أمراً مفروغاً منه، بل بعيد جداً عن ذلك”.

وأظهرت بيانات جمعتها “بلومبرغ” أن جلسة الأربعاء كانت الرابعة على التوالي التي يشهد فيها مؤشر “إس آند بي” أحد أضيق التحركات في أيام اجتماعات الفيدرالي خلال عامين على الأقل، رغم أن التقلبات المحدودة أخفت تراجعاً سريعاً في القطاعات الحساسة للفائدة.

وسجلت قطاعات العقارات والسلع الاستهلاكية الأساسية والخدمات المالية، التي تستفيد عادة من خفض الفائدة وتجذب المستثمرين الباحثين عن الدخل، أسوأ أداء ضمن مكونات المؤشر، إذ تراجعت بنسب ملحوظة. وانخفضت نحو 400 شركة من أصل 500 مدرجة في المؤشر، بينما ارتفعت قليلاً أكثر من 100 شركة.

خفض البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة المرجعي إلى نطاق يتراوح بين 3.75% و4%، رغم معارضة عضوين في لجنة السياسة النقدية. كما أعلن أنه سيتوقف عن تقليص حيازاته من سندات الخزانة بدءاً من الأول من ديسمبر، منهياً بذلك جهوده المستمرة منذ ثلاث سنوات بعد تصاعد مؤشرات التوتر في أسواق المال خلال الأيام الماضية.

وقال سكوت هلفستين، رئيس استراتيجية الاستثمار في شركة “غلوبال إكس”: “يعمل الاحتياطي الفيدرالي بمعلومات أقل من المعتاد في ظل الإغلاق الحكومي، ويعتمد بدرجة أكبر على البيانات الآنية ومؤشرات الثقة، لكن المشكلة أن هذه البيانات اللينة ما تزال تقلل من تقدير قوة الاقتصاد الأميركي في الفصول الأخيرة”.

“إنفيديا” تدخل التاريخ

بلغت أسهم “إنفيديا” هذا الإنجاز التاريخي يوم الأربعاء، بينما يواصل الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ سلسلة صفقاته التي تغذي موجة الحماس العالمية تجاه الذكاء الاصطناعي.

ويستعد المستثمرون الآن لإعلانات الأرباح من “مايكروسوفت” و”ألفابت” و”ميتا بلاتفورمز” بعد الإغلاق، مع تركيز “وول ستريت” على التحديثات المتعلقة بإنفاق الذكاء الاصطناعي وتوقيت تحقيق العائدات منه.

وساعدت التطورات الإيجابية في ملف التجارة على دعم المزاج العام الإيجابي بين المتداولين الأربعاء، إذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ عن اتفاق تجاري أنهى شهوراً من المفاوضات حول تنفيذ اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في يوليو.

ومن المقرر أن يوقع ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ هدنة تجارية خلال لقائهما يوم الخميس في كوريا الجنوبية، ما يضع أكبر نزاع تجاري في العالم في حالة تجميد، على الأقل في الوقت الراهن.

“بوينغ” تهبط و”كاتربيلر” تقفز

تراجع سهم “بوينغ” بنسبة 4.37% بعد أن سجّلت الشركة رسماً محاسبياً بقيمة 4.9 مليارات دولار نتيجة تأجيل إطلاق طائرتها “777X” إلى عام 2027.

في المقابل، ارتفع سهم شركة “أميركان إلكتريك باور” بنسبة 6.08% بعدما أكدت الشركة توجيهها الربحي السنوي، وتوقعت أن تكون نتائجها في النصف الأعلى من النطاق المحدد.

كما قفز سهم “كاتربيلر” بنسبة 11.63% بعد أن أعلنت الشركة المصنعة للمعدات عن أرباح معدّلة للسهم تجاوزت توقعات “وول ستريت”.

بعد ارتفاع بنسبة 38% في مؤشر “إس آند بي 500” منذ أدنى مستوياته في أبريل، يواجه المستثمرون الآن معضلة: جني الأرباح أم المضي قدماً في الرهان؟ فقد أمضى المؤشر 125 جلسة فوق متوسطه المتحرك لـ50 يوماً، وهي أطول فترة منذ عام 2011، وفقاً لبيانات “بلومبرغ”. وسجّل المؤشر ثلاث فترات أطول فقط خلال الثلاثين عاماً الماضية.

شاركها.