شهدت الأسواق الآسيوية تراجعًا ملحوظًا مع بداية آخر أسبوع تداول كامل في عام 2024، وذلك بسبب تصاعد المخاوف بشأن مستقبل أرباح شركات التكنولوجيا وتأثير الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي. أثرت هذه المخاوف سلبًا على معنويات المستثمرين، مما أدى إلى عمليات بيع واسعة النطاق.
انخفض المؤشر الإقليمي للأسهم التابع لـ “إم إس سي آي” بنسبة 0.7%، مع تسجيل أسهم كوريا الجنوبية، التي تعتبر رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، انخفاضًا حادًا بنسبة 1.5%. يأتي هذا الانخفاض في أعقاب موجة بيع مماثلة شهدتها أسهم التكنولوجيا في وول ستريت يوم الجمعة الماضي.
مخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي تؤثر على الأسواق
تزايدت حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية مع تزايد الشكوك حول قدرة شركات التكنولوجيا على تبرير تقييماتها المرتفعة واستمرار الإنفاق المكثف على تطوير الذكاء الاصطناعي. يعتبر هذا الأمر مقلقًا بشكل خاص بالنسبة للأسواق الآسيوية، التي تعتمد بشكل كبير على تصنيع المكونات الأساسية لقطاع التكنولوجيا.
وفقًا لنيك تويديل، كبير محللي الأسواق في “إيه تي غلوبال ماركتس” في سيدني، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى “احتمالية حدوث انفجار لفقاعة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب”. وأضاف أن الأسواق الآسيوية شهدت نموًا قويًا مدفوعًا بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بشكل عام، على الرغم من المخاوف التجارية، وبالتالي من المتوقع أن تشهد تراجعًا ملحوظًا في التداولات الحالية.
تتزايد المؤشرات التي تدل على هذا الشك، بدءًا من موجة البيع الأخيرة في أسهم شركة “إنفيديا”، مرورًا بتراجع أسهم “أوراكل” بعد إعلانها عن زيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، وصولًا إلى تدهور المعنويات العامة تجاه الشركات المرتبطة بـ “أوبن إيه آي”.
تأثير البيانات الاقتصادية
بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، أثرت البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين على معنويات المستثمرين. ارتفعت مبيعات التجزئة في الصين بنسبة 1.3% في نوفمبر على أساس سنوي، وهو ما يقل عن التوقعات التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 2.9%.
وأشار تشيتان سيث، استراتيجي الأسهم في “نومورا هولدينغز”، إلى أن أرباح الشركات من المرجح أن تظل ضعيفة. كما أعادت أزمة استرداد بقيمة 3 مليارات دولار في شرق البلاد إحياء المخاوف بشأن قطاع الظل المصرفي، مما يهدد بتفاقم الركود العقاري وتأثيره على القطاع المالي.
توقعات مستقبلية وتطورات أسعار الفائدة
يرى غارفيلد رينولدز، رئيس فريق آسيا في “بلومبرغ ماركتس لايف”، أن الأسهم العالمية من المرجح أن تتراجع هذا الأسبوع، حيث أن التحول نحو سياسات نقدية أكثر تشديدًا في العديد من المناطق يؤدي إلى إزالة أحد أهم عوامل الدعم، بينما تستنزف المخاوف بشأن طفرة الذكاء الاصطناعي زخم موجة الصعود الحالية.
في الولايات المتحدة، يستمر الجدل حول حجم التيسير النقدي المتوقع في عام 2025. أعربت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بيث هاماك، عن تفضيلها للحفاظ على أسعار الفائدة عند مستويات أكثر تشدداً للضغط على التضخم، بينما توقع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، خفضًا لأسعار الفائدة بوتيرة أسرع.
في المقابل، استقرت سندات الخزانة الأمريكية، مما يعكس حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق. تعتبر أسعار الفائدة وتطورات السياسة النقدية من العوامل الرئيسية التي تؤثر على أداء الأسهم والأسواق المالية بشكل عام.
تشير التوقعات إلى أن الأسبوع القادم سيشهد سلسلة من الاجتماعات الهامة للسياسة النقدية للبنوك المركزية، بما في ذلك بنك إنجلترا وبنك اليابان. ستكون هذه الاجتماعات حاسمة في تحديد مسار السياسة النقدية وتأثيرها على الأسواق العالمية. من المهم متابعة هذه التطورات عن كثب لتقييم المخاطر والفرص الاستثمارية المحتملة.






