ارتفعت الأسهم الآسيوية بالتوازي مع صعود “وول ستريت”، بعدما عزز تراجع عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة الرهانات على خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وقفز مؤشر “إم إس سي آي” لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة وصلت إلى 0.7%، مدفوعاً بمكاسب قوية في الأسهم اليابانية. كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشري “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100” بشكل طفيف، بعدما أغلق كلاهما على مكاسب خلال الجلسة السابقة. في المقابل، تراجعت عوائد السندات الأسترالية لأجل 10 سنوات بنحو خمس نقاط أساس إلى 4.37%، مقتفية أثر حركة سندات الخزانة الأميركية يوم الأربعاء.
وانخفضت أسعار النفط، في حين تراجع الذهب بعد سبعة أيام من المكاسب.
في الصين، هبطت الأسهم بأكثر من 2%، وسط تقارير تفيد بأن الجهات التنظيمية المالية في البلاد تدرس مجموعة من الإجراءات للحد من صعود السوق، بعد ارتفاعات تجاوزت 1.2 تريليون دولار منذ مطلع أغسطس، وفقاً لأشخاص مطّلعين.
ومع تراجع فرص العمل في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها منذ عشرة أشهر. بات المتعاملون يسعّرون بالكامل تقريباً خفضاً للفائدة في سبتمبر، مع توقّعات بأن يتبعه خفض آخر على الأقل خلال هذا العام. وتتركز الأنظار حالياً على تقرير الوظائف الأميركي المرتقب الجمعة، بعدما قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الشهر الماضي إن “مخاطر الهبوط في سوق العمل آخذة في التزايد”.
وكتب كبير محللي السوق لدى “كابيتال.كوم” في ملبورن، كايل رودا: “هذه البيانات تمثل مؤشراً آخر على تباطؤ سوق العمل”، مضيفاً أن “هذا الواقع يعزز الحجج الداعية إلى خفض أسعار الفائدة”.
ترقب تقرير الوظائف الأميركية وسط توقعات بتباطؤ حاد
يتوقّع خبراء الاقتصاد أن يكون الاقتصاد الأميركي قد أضاف نحو 75 ألف وظيفة فقط خلال أغسطس، وفقاً لأوسط نتائج مسح أجرته “بلومبرغ”. كما يُرجّح أن ترتفع معدلات البطالة إلى 4.3%.
وفي حال تأكدت هذه الأرقام، فإنها ستشكل رابع شهر على التوالي لا تتجاوز فيه الزيادة في الوظائف 100 ألف وظيفة، ما يمثل أضعف سلسلة نمو للوظائف منذ بداية الجائحة في عام 2020.
وقال خبراء استراتيجيون في “تي دي سيكيوريتيز”، من بينهم أوسكار مونيوز وغينادي غولدبرغ، في مذكرة بحثية: “أي مفاجأة سلبية كبيرة في بيانات سوق العمل قد تدفع العوائد إلى التراجع الحاد، نظراً للتركيز على تفويض الاحتياطي الفيدرالي المرتبط بسوق العمل”، مضيفين: “نظل متمسكين بمراكز الشراء في التراجعات، ونتوقّع أن تنخفض العوائد طوال العام”.
وفي مؤشر واضح على التغير في نبرة صناع السياسة النقدية، قال كريستوفر والر، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي”، إن البنك المركزي ينبغي أن يبدأ خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، مع تنفيذ عدة تخفيضات خلال الأشهر المقبلة، موضحاً أن وتيرة تلك التخفيضات ستكون محل نقاش بين المسؤولين.
مخاوف تحيط بمزاد سندات في اليابان وسط اضطرابات سوق الدين العالمية
يُركّز المستثمرون في آسيا على مزاد سندات مرتقب في اليابان يوم الخميس، وسط حالة من القلق المتزايد بفعل الاضطرابات التي تشهدها أسواق الدين العالمية، والتوترات السياسية الداخلية.
ويخشى المتعاملون أن يُواجه الطرح الذي تجريه وزارة المالية اليابانية صعوبات في ظل تصاعد الشكوك بشأن استدامة الدين وارتفاع معدلات التضخم. فعلى الرغم من أن بيع السندات لأجل 10 سنوات في وقت سابق من الأسبوع جذب طلباً جيداً، إلا أن العائد على السندات لأجل 30 عاماً قفز إلى مستوى قياسي جديد بلغ 3.285% خلال تداولات الأربعاء، مقتفياً أثر الخسائر في سندات أميركية وأوروبية طويلة الأجل.
في الوقت نفسه، تشهد سوق السندات العالمية تدفقاً كبيراً من المقترضين، إذ تجاوزت قيمة الإصدارات حتى الآن هذا الأسبوع 128 مليار دولار، في وقت لا يزال فيه المستثمرون يتهافتون على شراء أدوات الدين الجديدة.
الأسوأ تاريخياً.. سبتمبر يرعب مستثمري السندات طويلة الأجل
شركات آسيوية تستغل شهية المستثمرين للإصدار بالدولار
استغل مصدرون آسيويون، من بينهم “ستيت بنك أوف إنديا” (state bank of india) و”ميتسوبيشي كورب” اليابانية، الشهية العالمية الكبيرة للائتمان هذا الأسبوع، لبيع سندات مقومة بالدولار بفروق عائد ضيقة غير مسبوقة.
وبلغت قيمة الإصدارات من شركات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكثر من 16 مليار دولار منذ بداية الأسبوع، مع استمرار تدفقات المستثمرين نحو أدوات الدين المقومة بالدولار. وكانت “بنك الإنشاء والتعمير الصيني” (China Construction Bank Corp.) يعرض سندات جديدة يوم الخميس، بينما استعانت شركة “بترون كورب” — أكبر شركة تكرير في الفلبين — ببنوك لترتيب طرح محتمل.
البنوك الحكومية في تركيا تبيع 5 مليارات دولار للدفاع عن الليرة
ويجد المستثمرون جاذبية في العائدات التي لا تزال مرتفعة نسبياً مقارنة بالمتوسطات التاريخية، في وقت تعكس فيه فروق العائد الضيقة استمرار الثقة في الجدارة الائتمانية للمصدرين.
وفي أسواق السلع، واصلت أسعار النفط التراجع لليوم الثاني، وسط مخاوف من احتمال زيادة إنتاج تحالف “أوبك+”، وتقديرات صناعية أظهرت ارتفاع المخزونات في مركز تخزين رئيسي. وانخفض خام برنت، المؤشر العالمي، باتجاه مستوى 67 دولاراً للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 64 دولاراً.
وتوقّع محللون لدى “غولدمان ساكس” أن يتراجع سعر برنت إلى نطاق الخمسين دولاراً للبرميل خلال العام المقبل، نتيجة فائض متوقّع في الإمدادات العالمية.