ارتفعت الأسهم الآسيوية في أطول سلسلة مكاسب لها منذ يناير، بعدما استمد المستثمرون تفاؤلهم من مؤشرات على إمكانية عقد المزيد من الاتفاقات التجارية الأميركية، عقب الصفقة الأخيرة مع اليابان.
وصعد مؤشر “إم إس سي آي” لآسيا والمحيط الهادئ بنسبة 1%، محققاً سادس جلسة مكاسب متتالية، فيما قفز مؤشر “نيكاي 225” الياباني بنسبة 2%.
وتراجعت سندات الخزانة الأميركية لليوم الثاني على التوالي، مع ارتفاع العائد على السندات لأجل 10 سنوات بنحو نقطة أساس واحدة إلى 4.39%.
في المقابل، انخفض الذهب بنسبة 0.1%، بينما تفوق أداء الين الياباني على جميع عملات ، في ظل توقعات بأن الاتفاق التجاري سيزيد من احتمالية رفع أسعار الفائدة.
وتراجع الدولار بعد أن صرّح وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك بأن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول “يجب أن يرحل”. ومن المقرر أن يزور الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس، وفقاً للبيت الأبيض.
اتفاقات مع اليابان والاتحاد الأوروبي تعزز ثقة المستثمرين
جاءت المكاسب في سوق الأسهم بعد تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لفرض تعرفة جمركية بنسبة 15% على معظم المنتجات، بعد الصفقة مع اليابان.
وقد عزز التقدم في الاتفاقات التجارية قناعة المستثمرين بأن واشنطن قد تتبنى نهجاً عملياً في سياستها التجارية قبل أن تؤثر الرسوم الجمركية بشكل كبير على أرباح الشركات.
وقال نِك تويديل، كبير محللي السوق في “إيه تي غلوبال ماركيتس” (AT Global Markets): “الاتفاق مع اليابان والاتفاق المحتمل بنسبة 15% مع الاتحاد الأوروبي، سيعززان ثقة المستثمرين بأن تأثير الرسوم الجمركية لن يكون بالسوء الذي كان يُخشى منه”.
وأضاف: “لا تزال المفاوضات مع الصين مصدر حذر، لكن التحديثات الأخيرة تمنح السوق أملاً بأن صفقة مماثلة قد تكون ممكنة في هذه المحادثات”.
وخلال الشهرين الماضيين، أبرم ترمب اتفاقات رئيسية، بما في ذلك صفقة مع اليابان وتقدم في حل النزاعات مع الصين، ما يشير إلى تهدئة التوترات التجارية العالمية.
وقد طمأنت هذه الخطوات المستثمرين وقللت من المخاوف من حرب تجارية طويلة، مما دعم المكاسب في الأسواق العالمية.
وانخفض مؤشر التقلبات “VIX”، المعروف بمقياس الخوف في الأسواق، إلى مستوى 15 نقطة، بعدما كان قد تجاوز 52 نقطة خلال ذروة الاضطرابات الجمركية في أبريل.
التعريفات “المتبادلة” بحد أدنى 15%
أشار ترمب إلى أنه لن يخفض الرسوم الجمركية عن 15% في إطار ما يسميه “الرسوم المتبادلة”، قبيل الموعد النهائي في 1 أغسطس.
وقال توني سيكامور، محلل السوق لدى “آي جي أستراليا” (IG Australia): “إبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع المقبل من شأنه أن يخفف تماماً من أثر موعد انتهاء الرسوم الجمركية في الأول من أغسطس”.
وسيتم تقييم تنفيذ الاتفاق التجاري من قبل الولايات المتحدة بشكل فصلي، بحسب ما أوضح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، محذراً من أنه في حال عدم رضا ترمب، ستُعاد الرسوم إلى مستواها السابق البالغ 25% على السيارات وسائر المنتجات اليابانية. ومن المقرر أن يلتقي بيسنت بمسؤولين صينيين في ستوكهولم الأسبوع المقبل لبحث تمديد الهدنة الجمركية.
“ألفابت” ترتفع و”تسلا” تهبط
على صعيد أرباح الشركات، ارتفعت أسهم شركة “ألفابت” في تداولات ما بعد الإغلاق بعدما تجاوزت إيراداتها التوقعات، بينما تراجعت أسهم “تسلا” بنسبة 4.4% بعد أن حذّر إيلون ماسك من “بضعة فصول صعبة مقبلة”، إثر تسجيل الشركة أكبر انخفاض في مبيعاتها خلال عقد.
وفي تطور آخر، قال ترمب إنه فكّر بمحاولة تفكيك شركة “إنفيديا” لتعزيز المنافسة في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، قبل أن يكتشف أن “الأمر ليس سهلاً في هذا المجال”. وارتفعت أسهم “إنفيديا” بنسبة تقارب 1% في تداولات ما بعد الإغلاق.