ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الجمعة، مع صعود الأسهم اليابانية بفعل انحسار التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، وتقدم أسهم شركات التكنولوجيا بعد صدور نتائج أرباح إيجابية.

صعد مؤشر “إم إس سي آي آسيا والمحيط الهادئ” بنسبة 0.5% ويتجه نحو تحقيق مكاسب لليوم الخامس على التوالي.

وقفز مؤشر “نيكاي 225″ بنسبة 2.1% بعد أن قال كبير المفاوضين التجاريين في اليابان ريوسي أكازاوا إن الولايات المتحدة وافقت على إنهاء ما يُعرف بـ”تراكم” الرسوم الجمركية الشاملة، وخفض رسوم السيارات في الوقت نفسه. وقادت شركتا “سوفت بنك غروب” و”سوني غروب” المكاسب بين شركات التكنولوجيا بعد إعلان النتائج.

استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، وارتفع الدولار مقابل نظرائه في . ويتجه النفط نحو أكبر خسارة أسبوعية منذ يونيو.

أفضل أسبوع منذ يونيو

تتجه الأسهم الآسيوية لتحقيق أفضل أسبوع لها منذ يونيو، مدعومة بتزايد التكهنات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، رغم أن الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية ما زالت تهز المعنويات.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب صعد التوترات باستهداف الهند، وفرض رسوم بنسبة 39% على الصادرات السويسرية إلى الولايات المتحدة، قائلاً إنه “يقترب جداً من التوصل إلى اتفاق” مع الصين.

وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في “كيه سي إم تريد”: “المتعاملون ينظرون إلى الرسوم المفروضة على دول مثل الهند وسويسرا، ويعتبرون أن اليابان في وضع جيد نسبياً بالمقارنة”. وأضاف: “المستثمرون يعتقدون الآن أن وضع اليابان أفضل نسبياً عند نسبة 15%”.

وكان أكازاوا أوضح أن الولايات المتحدة ستعدّل الأمر التنفيذي لإنهاء التراكم وإصدار أمر بخفض رسوم السيارات في الوقت نفسه، من دون تحديد إطار زمني للتحرك.

وقفزت أسهم “تويوتا موتور” و”هوندا موتور” وغيرها من شركات صناعة السيارات على خلفية هذه التصريحات. كما قال أكازاوا إن الولايات المتحدة ستعيد الرسوم التي دُفعت بشكل زائد بسبب نظام التراكم.

شركات التكنولوجيا تدعم الصعود

ساهمت شركات التكنولوجيا أيضاً في صعود الأسهم اليابانية. وقفزت أسهم “سوفت بنك” إلى مستوى قياسي بعد تحولها لتحقيق ربح فصلي بفضل مكاسب من شركة “إنفيديا” وشركات ناشئة، في تأكيد على رهانات ماسايوشي سون على الذكاء الاصطناعي.

وواصلت أسهم “سوني” مكاسبها بعد أن أعلنت الشركة التكنولوجية عن أرباح إيجابية، ورفعت توقعاتها للدخل التشغيلي للعام بأكمله.

إلى ذلك، قد يضخ البنك المركزي الصيني سيولة طويلة الأجل في السوق خلال النصف الثاني من العام عبر خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي، وفق تقرير لصحيفة “شنغهاي سيكيوريتيز نيوز” الجمعة، نقلاً عن محللين.

وفي الوقت نفسه، أشار ترمب إلى أن عقوبات جديدة على روسيا قد تصدر في وقت مبكر من يوم الجمعة. وأضاف وزير الخزانة سكوت بيسنت أن الرسوم الجمركية على الصين “قد تكون مطروحة للنقاش” بسبب شراء النفط الروسي.

تحذيرات من تصحيحات

جاءت المكاسب في آسيا بعد أن أنهى مؤشر “إس آند بي 500” تعاملات الخميس من دون تغير يُذكر، ليوقف موجة صعود دفعت الأسهم إلى مشارف مستوى قياسي.

وبينما يتساءل البعض عما إذا كانت موجة الصعود القوية لأسهم أميركا على وشك التراجع، حذرت بعض الشركات الكبرى عملاءها من الاستعداد لتصحيح قصير المدى وسط تقييمات مرتفعة للغاية. وزادت العوامل الموسمية من قلق المتفائلين، إذ كان أغسطس وسبتمبر تاريخياً أضعف شهرين لمؤشر “إس آند بي 500”.

وقال دان وانتروبسكي من شركة “جاني مونتغمري سكوت”: “نتحدث عن احتمال حدوث فجوات مفاجئة في هذا المناخ القائم حالياً، استناداً أساساً إلى المخاطر الرئيسية، التي ما زلنا نراها مرتفعة”، مضيفاً أن ذلك يجعل السوق عرضة للتراجعات مع دخول النصف الثاني من عام 2025.

تغييرات مرتقبة في إدارة الفيدرالي

في غضون ذلك، يبرز عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر كأحد أبرز المرشحين لتولي منصب رئيس البنك المركزي بين مستشاري ترمب، مع بحثهم عن بديل لجيروم باول، وفقاً لأشخاص مطلعين.

وقال ترمب إنه اختار رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين ستيفن ميران ليشغل منصب محافظ في الاحتياطي الفيدرالي، موضحاً أن ميران، الذي يحتاج ترشيحه إلى موافقة مجلس الشيوخ، سيخدم فقط المدة المتبقية من ولاية أدريانا كوغلر، التي تنتهي في يناير.

وقالت آيفي نغ، كبيرة مسؤولي الاستثمار في “دويتشه فيرموجنس بيلدونغس”، في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”: “وجود محافظ في الاحتياطي الفيدرالي يميل إلى التيسير النقدي على الطاولة هو بالتأكيد أفضل”.

وأضافت: “لكن في النهاية، لا يزال الاحتياطي الفيدرالي أكثر اعتماداً على البيانات، لذا نحن نركز كثيراً على البيانات الاقتصادية”.

شاركها.