الأحمر يطغى على السوق السعودية بعد نتائج “سابك” و”أكوا باور”

اكتست شاشة سوق الأسهم السعودية باللون الأحمر اليوم الأحد، بعدما أعلنت كل من “أكوا باور” و”سابك” نتائج دون توقعات المحللين عن الربع الثاني من العام، بينما شكل سهم “أرامكو” أكبر ضغط على المؤشر العام بتراجعه 1.2%، وسط ترقب النتائج الفصلية لعملاقة الطاقة بعد غد الثلاثاء.

أنهى تحالف “أوبك+” عملياً التخفيضات الطوعية التي التزمت بها ثماني دول منذ عام 2023، معلناً اليوم الأحد زيادة جديدة في الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يومياً اعتباراً من سبتمبر المقبل، والتي تمثل المرحلة الأخيرة من خطة تقليص تدريجي لتخفيضات طوعية بلغت 2.2 مليون برميل نفط يومياً، تحملت السعودية الحصة الأوفر منها.

هبط مؤشر “تاسي” 0.8% عند 10833 نقطة، بأعلى وتيرة يومية منذ 8 جلسات، مع انخفاض قطاعات رئيسية في مقدمتها الطاقة والبنوك، وتحت وطأة تراجع الأسهم القيادية الخمسة بالسوق، وسط سيولة ضعيفة بلغت نحو 3.4 مليار ريال، مقارنة مع 4.4 مليار ريال في الجلسة السابقة.

توقع أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول لدى صحيفة “الاقتصادية”، أن تتحسن قيم التداول بالبورصة خلال الأسبوع في ظل كثافة الشركات التي تعلن عن نتائجها، مشيراً إلى أن السوق اليوم تُعتبر “متماسكة بالنظر إلى الجلسات الثلاث الماضية، مع ظهور نشاط شرائي تحت مستوى 10800 نقطة، ما يُعدُّ إشارة جيدة”.

كانت “سابك” أعلنت قبيل افتتاح الجلسة عن تكبدها خسارة تجاوزت 4 مليارات ريال في الربع الثاني من العام، مقارنةً مع توقعات المحللين بأن تسجل أرباحاً قدرها 1.1 مليار ريال. وأغلق سهم عملاقة البتروكيماويات متراجعاً 1.2%.

وترى ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”، أن تقييم الشركة في المرحلة الحالية لا يتم بناءً على أدائها في الفترة الماضية بل “المحرك هو التوقعات المستقبلية، والاستراتيجية التي تتبعها سابك للحد من المخاطر”.

وأضافت أن “المستثمرين الذين يتخارجون من السهم حالياً هم المتداولون قصيرو الأمد، لكن أساسيات الشركة والنظرة التي أعلنها الرئيس التنفيذي لإدارة التكاليف في المستقبل، ربما تجعل الصورة مختلفة لدى المستثمر الذي يركز على المدى البعيد”.

ولفت عبد العزيز بن سيف، الشريك المؤسس في شركة “سبعين للاستثمار”، إلى أن نتائج الشركة تضمنت خسائر استثنائية؛ “وباستبعادها تكون أرباح الشركة حوالي نصف مليار ريال، وهو ما يندرج ضمن المتوقع”.

وأضاف خلال لقاء مع “الشرق” أن النتائج تتماشى أيضاً مع ما أعلنته معظم شركات البتروكيماويات في الآونة الأخيرة.

حزمة نتائج دون المتوقع

في السياق ذاته، انخفض سهم “أكوا باور” بنهاية تعاملات اليوم في أول جلسة تداول بعدما أعلنت الشركة نهاية الأسبوع الماضي انخفاض الأرباح الصافية 23.6%، وهو ما خالف أيضاً توقعات المحللين.

كما تراجع سعر سهم “الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري” (البحري) 1.7% بنهاية التعاملات، بعدما وصلت خسائره إلى نحو 5% خلال الجلسة، بما يمثل أعلى وتيرة تراجع يومية في أكثر من 20 أسبوعاً. وسجلت الشركة انخفاضاً بأرباح الربع الثاني، على أساس سنوي، بواقع 44%.

ورغم ارتفاع أرباح “دار الأركان” للتطوير العقاري بنسبة 44% خلال الربع الثاني، أغلق السهم اليوم منخفضاً بنسبة 4.2% عند 18.3 ريال.

عزا محمد زيدان، المحلل المالي الأول لدى “الشرق”، هبوط السهم إلى عمليات بيع لجني الأرباح، مشيراً إلى استمرار الضغوط في المدى القصير وسط آفاق جيدة للسهم للمدى الطويل. ولفت زيدان إلى أن “متوسط مستهدفات المحللين وبيوت المال والخبرة لسعر سهم دار الأركان هي عند 15 ريالاً، أي أن السوق ترى أن المستويات الحالية أعلى من القيمة العادلة للسهم في 2025، بالتالي قد تستمر الضغوط السلبية وجني الأرباح لتدفع السهم لمستوى 15 ريالاً”.

ومن بين الأسهم التي ارتفعت في السوق، سهم “الأندية للرياضة” -أحدث وافد إلى السوق- الذي قفز بالحد الأقصى، وكذلك سهم “أم القرى للتنمية والإعمار” الذي زاد بنسبة طفيفة التي أعلنت اليوم نمو الأرباح بأكثر من 26% في الربع الثاني.