23/8/2025–|آخر تحديث: 11:21 (توقيت مكة)
أفادت مصادر عسكرية للجزيرة باندلاع اشتباكات -وصفتها بالعنيفة- بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، جنوبي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك عقب إعلان الأمم المتحدة مقتل نحو 90 شخصا خلال الأيام الماضية فقط.
وقالت إن الطرفين يستخدمان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في المعارك.
يأتي ذلك بينما أفادت مصادر محلية الجزيرة بسماع دوي انفجارات وأصوات أسلحة ثقيلة، منذ الصباح، في اتجاهات مختلفة من المدينة، خاصة في الجنوب.
وتشهد الفاشر، منذ أسابيع، معارك يومية بين الطرفين، حيث يسعى الدعم السريع للسيطرة على المدينة عبر الهجمات المتكررة، في حين تصد قوات الجيش الهجمات، وتسعى لفك الحصار، الذي يفرضه الدعم السريع على المدينة منذ أكثر من عامين.
وأمس الجمعة، أعلنت الأمم المتحدة أن 89 شخصا على الأقل قتلوا خلال 10 أيام، جراء هجمات نسبتها إلى قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك المحاذي لها.
وتفرض قوات الدعم السريع -التي تخوض حربا ضد الجيش منذ منتصف أبريل/نيسان 2023- حصارا منذ مايو/أيار من العام ذاته على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان.
هجمات وتخوفات
وقال جيريمي لورنس، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، “شهدت مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك… هجمات وحشية شنتها قوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 89 مدنيا خلال 10 أيام حتى 20 آب/أغسطس”.
وأكد خلال إحاطة صحفية في جنيف خشيته من “أن يكون العدد الفعلي للضحايا المدنيين أعلى من ذلك بكثير”، مشددا على أن “هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن تتوقف فورا”.
وأعرب لورنس عن “صدمة”، نظرا إلى أنه في آخر الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، قضى 16 منهم على ما يبدو في “عمليات إعدام بإجراءات موجزة. وقد قُتل معظمهم في مخيم أبو شوك، وكانوا ينتمون إلى قبيلة الزغاوة ذات الأصول الأفريقية”.
وتابع: “هذا النمط من استهداف المدنيين والقتل المتعمد يشكل انتهاكا جسيما للقانون الإنساني الدولي، ويؤكد مخاوفنا العميقة من تصاعد العنف بدوافع إثنية”.

أزمة وتحذير
من جهتها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الفاشر تعاني “أزمة إنسانية وصحية حادة” بسبب النزاع المسلح والحصار والنزوح.
وأشار المتحدث باسم منظمة الصحة كريستيان ليندماير إلى أن المدنيين يواجهون نقصا حادا في الغذاء وتزايد حالات الوفاة جراء سوء التغذية، ونقصا حادا في توفر الخدمات الصحية.
ولفت إلى أن “إقليم دارفور يشهد تفشيا واسعا للكوليرا طال المجتمعات ومخيمات النزوح، مما يسبب ضغطا إضافيا على خدمات ضعيفة أساسا”.
وأكد ليندماير أن كل ولايات السودان الـ18، تسجل حالات إصابة بالكوليرا. ووصل عدد الحالات المسجلة إلى 48 ألفا و768 حالة، وعدد الوفيات إلى 1094، حتى 11 أغسطس/آب الجاري.
والكوليرا هي عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن استهلاك الأطعمة أو المياه الملوّثة، حسب منظمة الصحة التي تعتبرها “مؤشرا لعدم الإنصاف وانعدام التنمية الاجتماعية والاقتصادية”.