أكد استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، أن أهمية النوم وساعاته وجودته في فصل الشتاء لا تقل عن الفصول الأخرى.
وأوضح أن حصول الفرد على ساعات كافية من النوم الصحي يساعد على الوقاية من الإصابة بالأمراض المختلفة.
إضافة إلى أنه يساعد على تعزيز الجهاز المناعي والقدرات العقلية والذاكرة، بينما يؤثر قلة النوم بشكل كبير على صحة الجسم بشكل عام.
أعراض الحرمان من النوم
أضاف البروفيسور سراج عمر ولي: هناك بعض الأعراض التي قد يلمسها الفرد بسبب الحرمان من النوم ومنها الرغبة الشديدة في استهلاك الكافيين وزيادة الشهية وتقلبات المزاج والشعور بعدم الارتياح عند الاستيقاظ، والنسيان أو تشتت الانتباه، والشعور بالنعاس خلال النهار.
وأشار إلى إن هناك بعض السلوكيات الخاطئة المرتبطة بالنوم قد يرتكبها بعض أفراد المجتمع وتؤثر بشكل كبير على جودة نومهم، وتشمل هذه السلوكيات:
أولًا: الإفراط في تناول مشروبات الكافيين، مثل القهوة والشاي، ما يجعلهم أكثر عرضة للأرق وصعوبة الدخول في النوم.
ثانيًا: اصطحاب الجوال إلى سرير النوم لمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي إلى آخر لحظات الدخول في النوم، فهذا الأمر يؤثر على النوم بشكل كبير بسبب الضوء الأزرق الساطع الخارج من شاشات الأجهزة، إذ يسبب للمخ حالة من الارتباك.
فهذا الضوء له تأثير مشابه لتأثير ضوء الصباح الذي يحفز المخ على عدم إفراز هرمون الميلاتونين، وهو هرمون يحفز الجسم على النوم، ويسبب تغيُر نمط النوم آثارا صحية كبيرة على جسم الإنسان.
ثالثًا: السلوكيات الخاطئة، كتناول الأكل والتوجه للنوم مباشرة دون ترك فاصل ساعات بين الأكل ومرحلة النوم، ما يترتب عليه الشعور بعدم الارتياح، وخصوصًا عند الأشخاص الذين يعانون مشكلة الارتجاع الحمضي.
رابعا: انشغال الذهن، والتفكير في أمور مرتبطة بالعمل، ما يصعب من مرحلة الدخول في النوم، ويجعل الفرد في حالة من الأرق.
خامسًا: ممارسة الرياضة في أوقات متأخرة، والتوجه بعد الاستحمام إلى النوم، إذ ينصح بتجنب ممارسة التمارين الرياضية الشاقة قبل فترة النوم.
إذ إن درجة حرارة الجسم ترتفع خلال التمارين، ما يجعل هناك صعوبة في النوم، والأفضل أن يكون الفاصل بين النوم والرياضة 4 – 5 ساعات.
مراجعة الأطباء المختصين
أوضح ولي أن من العوامل الأخرى التي تؤثر على عدد ساعات النوم أيضًا عدد ساعات الاستيقاظ، فبقدر ساعات الاستيقاظ التي تزداد مع مرور الوقت تزداد حاجة الإنسان للنوم.
وكذلك دورة الساعة الحيوية للجسم، التي تخضع لدورة الشمس والقمر، لذا يشعر الإنسان بالنعاس ليلًا، وذلك تبعًا لإفراز هرمون “ميلاتونين”، الذي يبلغ ذروته في النصف الثاني من الليل، وينخفض بدرجة كبيرة لدى طلوع الشمس، إذ يكون الإنسان في أوج نشاطه.
وتابع: الأشخاص الذين يعانون أي مشكلات في النوم، وتحرمهم هذه المشاكل من النوم الصحي وجودته، عليهم ضرورة مراجعة الأطباء المختصين.
إذ إن استمرار المشكلة دون علاج ينعكس سلبًا على الفرد من حيث إنتاجيته، وعدم تمتعه بجودة الحياة، وتعرضه لأمراض أخرى بكل سهولة، بجانب ضعف المناعة الجسدية.
أنواع اضطرابات النوم الشائعة
أشار ولي إلى أن هناك بعض اضطرابات النوم الشائعة التي إذا تجاوزت أعراضها وحدودها، تستوجب التشخيص المبكر للحصول على العلاج اللازم ومنها:
– انقطاع التنفس النومي “في أثناء النوم”، وهو اضطراب يحدث حين ينسد مجرى التنفس بشكل متكرر خلال النوم.
– النوم القهري، وينطوي على “هجمات نوم” خلال النهار، وهي تتسم بالنعاس الفجائي والشديد، أو النوم دون سابق إنذار.
– متلازمة تململ الساق، إذ تولد لدى الفرد إحساسًا بأنه يحتاج إلى تحريك ساقيه باستمرار، حتى عند النوم.
تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ
نصح البروفيسور ولي في ختام حديثه، بضرورة الحرص على النوم الصحي من خلال تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ من النوم.
والابتعاد عن الجوال والشاشات قبل النوم بمدة لا تقل عن ساعة، لأنها تؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم.
بالإضافة جعل غرفة النوم مكانًا هادئًا خاليًا من الضوضاء، والابتعاد عن المنبهات مثل القهوة والشاي والتدخين في فترة الليل.
مع تنظيم أوقات الأكل بتجنب الوجبات الثقيلة أو الطعام الدسم قبل النوم، والتنفس العميق قبل النوم، فذلك يساعد على الدخول في النوم.