أكد أستاذ واستشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، أن اتباع اسلوب النوم الممتد في عطلة نهاية الأسبوع لتعويض ساعات النوم المفقودة يؤدي إلى التمادي والاستمرار في السهر و الحرمان من النوم، مبينًا أن هناك حالات قد لا يكون مقدار النوم المفقود لديها مُزمناً، بل ليوم أو يومين حين يكون الإنسان مضطرّا لحرمان نفسه من النوم الكافي، كأن يضطر للسهر لتجهيز محاضرة أو الدراسة لامتحان.

أضرار قلة النوم

وقال لـ”اليوم” إن عدم الحصول على ساعات كافية من النوم بصورة يومية، يمكن أن يكون له مضاعفات تنعكس سلباً على جودة العمل والدراسة وأداء الوظائف المعرفية الأخرى، فكما هو معروف فالنوم ضروري جداً للحفاظ على الصحة البدنية والنفسية، ولذا فإن نقص العدد المطلوب يومياً من ساعات النوم، يمكن أن يتسبب في ضعف الذاكرة، وقلة التركيز، وضبابية التفكير، والنعاس المُفرط أثناء ساعات النهار، وكل ذلك قد يؤدي إلى ضعف إنتاجية الفرد وتدهور أدائه المهني، مما ينعكس سلباً على مقدّرات المجتمع ومستوى اقتصاده ، كما أن تشتت التركيز وفرط النعاس أثناء النهار، يرفعان من أخطار التعرض لحوادث السير، وقد يؤثران سلبًا على مدى كفاءة العامل البشري في قيادة الطائرة.
وأكمل: “النوم لأقل من سبع ساعات في الليلة عند البالغين بصورة مزمنة متكررة، يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والسكتة الدماغية، فضلاً عن اضطراب التمثيل الغذائي وزيادة الوزن. ويرتبط الحرمان من النوم أيضًا بانخفاض فعالية الجهاز المناعي، وتعرّض المصاب به للأمراض الفيروسية أو البكتيرية المُعْدِية”.
وعن عجز ساعات النوم مضى البروفيسور ولي قائلاً: “عجز النوم هو الفرق بين مقدار النوم الذي يحتاجه الشخص والمقدار الذي يحصل عليه بالفعل ، فعلى سبيل المثال إذا كان جسم الانسان يحتاج إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة، ولكنه يحصل على ست ساعات فقط، فسيكون لديه عجز في النوم بمقدار ساعتين كل ليلة، ولكن نظرًا لتراكم مقدار العوز للنوم بشكل مُضطرد، فإن العجز في نهاية الأسبوع سيكون (14 ساعة) وهكذا”.

تعويض عجز ساعات النوم

وحول كيفية تعويض عجز ساعات النوم إذا لم يكن مزمنًا ختم البروفيسور ولي حديثه بقوله: يمكن أن يعوّض هذا النوم المفقود بالخطوات التالية:
أخذ قيلولة قصيرة (من 10 إلى 30 دقيقة) للمساعدة على الشعور بالانتعاش خلال النهار ، فقيلولة منتصف الظهيرة يمكن أن تحسّن الذاكرة والقدرة على التعلّم والتركيز لبضع ساعات.
وأضاف: “النوم المطوّل في عطلة نهاية الأسبوع لتعويض نقص النوم المفقود وهو نهج شائع آخر، وقد يستغرق التعافي الكامل من عجز النوم وقتًا أطول على مدى عدة أيام متواصلة، حيث إن النوم الممتد في عطلة نهاية الأسبوع وأخذ قيلولة يومياً، ربما يعوض شيء من النوم المفقود وعلى التخلص من التعب والنعاس أثناء النهار إلا أن ذلك قد لا يكفي للتشافي التام من عجز النوم، ويجب التنبيه هنا أيضا أن هذه القيلولة أو النوم الممتد في عطلة نهاية الأسبوع ربما تشعر المرء أنه قد عوض النوم المفقود مما يؤدي إلى التمادي والاستمرار في السهر والحرمان من النوم، وهذا خطأ بالطبع، فبعض الناس يعانون من حرمان جزئي مزمن في النوم بصورة يومية، نتيجة اتباعهم نمط حياة ونوم واستيقاظ غير صحي، يتضمن الإفراط في السهر بصورة يومية، وهو من السلوكيات الخاطئة المنتشرة في كثير من المجتمعات الحديثة”.

شاركها.