أعلنت وزارة الصحة الإثيوبية عن ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن تفشي فيروس ماربورغ إلى ستة أشخاص، مع تأكيد وجود 11 حالة إصابة حتى الآن. يأتي هذا التطور بعد إعلان إثيوبيا عن أول حالة إصابة بهذا المرض النادر في منتصف نوفمبر، مما أثار مخاوف صحية إقليمية ودولية.

تم تسجيل الوفيات والحالات المؤكدة في مناطق مختلفة من إثيوبيا، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية. وقد بدأت السلطات في اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية للحد من انتشار الفيروس، بما في ذلك عزل المخالطين وتتبع جهات الاتصال.

ما هو فيروس ماربورغ وأعراضه؟

فيروس ماربورغ هو مرض فيروسي نادر، ولكنه شديد الخطورة، ينتمي إلى نفس عائلة فيروس إيبولا. ينتقل الفيروس إلى البشر من خلال الحيوانات المصابة، وخاصةً الخفافيش، ويمكن أن ينتشر بين البشر من خلال الاتصال المباشر بسوائل الجسم أو الأسطح الملوثة.

تشمل الأعراض الأولية لـفيروس ماربورغ عادةً حمى شديدة، آلام في الرأس، وإرهاق. ومع تقدم المرض، قد تتطور الأعراض لتشمل آلامًا عضلية، إسهالًا، وتقيؤًا. وفي الحالات الشديدة، قد يحدث نزيف داخلي وخارجي، وهو ما يفسر ارتفاع معدل الوفيات المرتبط بهذا الفيروس.

جهود الاحتواء في إثيوبيا

أكدت وزارة الصحة الإثيوبية أنها تعمل بشكل وثيق مع المنظمات الصحية الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية، لتحديد وتتبع المخالطين المحتملين. وقد تم عزل 349 شخصًا يشتبه في تعرضهم للفيروس، وأنهى 119 منهم فترة المراقبة دون ظهور أعراض.

بالإضافة إلى ذلك، تركز السلطات على التوعية المجتمعية وتثقيف السكان حول كيفية الوقاية من العدوى. ويشمل ذلك توفير معلومات حول ممارسات النظافة الجيدة، وتجنب الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة، والإبلاغ الفوري عن أي أعراض مشتبه بها.

مخاطر الفيروس وتاريخ انتشاره

يشكل فيروس ماربورغ تهديدًا خطيرًا للصحة العامة نظرًا لمعدل الوفيات المرتفع المرتبط به. وقد سجلت تفشيات سابقة في أفريقيا معدلات وفيات تتراوح بين 80٪ أو أكثر، وعادة ما تحدث الوفاة في غضون 8 إلى 9 أيام من ظهور الأعراض. يعتبر تفشي هذا الفيروس في إثيوبيا مثيرًا للقلق بشكل خاص بسبب تحديات الرعاية الصحية التي تواجهها البلاد.

وسُجل أول ظهور لـفيروس ماربورغ في عام 1967 في يوغوسلافيا (حاليا صربيا) وفي عام 1975 في زائير (حاليا جمهورية الكونغو الديمقراطية)، ومنذ ذلك الحين، ظهرت حالات متفرقة في دول أفريقية أخرى. تتطلب السيطرة على هذا الفيروس استجابة سريعة ومنسقة.

تتكامل الاستعدادات الحالية مع جهود الصحة العامة الأخرى، مثل مراقبة الأمراض المعدية وتعزيز أنظمة الرعاية الصحية. وتعتبر الوقاية من انتشار فيروس ماربورغ وباءً أولوية قصوى للحكومة الإثيوبية والمنظمات الدولية.

وحسب ما أوضحت منظمة الصحة العالمية، لا يوجد حتى الآن لقاح معتمد لـفيروس ماربورغ، ولا علاج محدد له، ولكن يمكن أن تساهم الرعاية الداعمة في تحسين فرص البقاء على قيد الحياة. يجري حاليًا تطوير بعض اللقاحات والعلاجات المحتملة، ولكنها لا تزال في مراحل الاختبار.

هذا بالإضافة إلى أن الفيروس يعتبر من ضمن قائمة الأمراض التي قد تسبب جائحة عالمية، مما يستدعي اليقظة والحذر المستمر.

في الوقت الحالي، تواصل وزارة الصحة الإثيوبية مراقبة الوضع عن كثب وتقييم المخاطر المحتملة. من المتوقع أن تصدر الوزارة تحديثات منتظمة حول تطورات الوضع، ويجب على السكان اتباع التوجيهات والإرشادات الصحية الصادرة عن السلطات المختصة. وتعتمد الاستجابة الفعالة بشكل كبير على التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية.

شاركها.