واصلت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء تحقيق مكاسب ملحوظة، مسجلةً أعلى مستوى لها في أكثر من أسبوع. يأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بتصريحات من مسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تشير إلى إمكانية تبني سياسة نقدية أكثر مرونة، مما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية في شهر ديسمبر. هذا التحرك أثر بشكل إيجابي على جاذبية الذهب كملاذ آمن.
شهد سعر الذهب الفوري ارتفاعًا ليصل إلى 1973.79 دولارًا للأونصة، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.4% لتصل إلى 1982.80 دولارًا للأونصة. يأتي هذا الارتفاع بعد فترة من التقلبات شهدتها أسواق المعادن الثمينة خلال الأسابيع الماضية. تأثرت الأسعار أيضًا بتطورات الأوضاع الاقتصادية العالمية.
ارتفاع أسعار الذهب وتوقعات خفض الفائدة
يعزى الارتفاع الحالي في أسعار الذهب بشكل رئيسي إلى التغير في النظرة المستقبلية لسياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي. تصريحات عدد من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) أشارت إلى أنهم قد يكونون أكثر حذرًا بشأن رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر، بل وربما يفكرون في خفضها في وقت أقرب مما كان متوقعًا.
تأثير السياسة النقدية الأمريكية
عادةً ما يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي. عندما تنخفض أسعار الفائدة، يصبح الاحتفاظ بالذهب أكثر جاذبية مقارنة بالأصول الأخرى التي تقدم عائدًا أقل. بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض أسعار الفائدة يضعف الدولار الأمريكي، مما يجعل الذهب أرخص للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.
وفقًا لتقارير اقتصادية، فإن التضخم في الولايات المتحدة لا يزال أعلى من هدف مجلس الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. ومع ذلك، هناك دلائل على أن التضخم بدأ يتباطأ، مما قد يدفع البنك المركزي إلى تغيير مساره.
عوامل أخرى مؤثرة على سعر الذهب
بالإضافة إلى السياسة النقدية الأمريكية، هناك عوامل أخرى تؤثر على سعر الذهب. تشمل هذه العوامل الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية، والتوترات الجيوسياسية، وأداء الاقتصاد العالمي.
شهدت البنوك المركزية حول العالم زيادة في مشتريات الذهب في السنوات الأخيرة، وذلك بهدف تنويع احتياطياتها من العملات الأجنبية وتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي. كما أن التوترات الجيوسياسية، مثل الحرب في أوكرانيا، تزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن.
الاستثمار في الذهب يعتبره البعض وسيلة للتحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق المالية. ومع ذلك، يجب على المستثمرين أن يدركوا أن سعر الذهب يمكن أن يكون متقلبًا أيضًا.
أسعار الفائدة تلعب دورًا حاسمًا في تحديد جاذبية الذهب. عندما ترتفع أسعار الفائدة، يميل المستثمرون إلى الابتعاد عن الذهب والاتجاه نحو الأصول التي تقدم عائدًا أعلى.
الطلب على المعادن الثمينة يتأثر أيضًا بالموسمية. عادةً ما يزداد الطلب على الذهب خلال فترات الأعياد والمناسبات الخاصة.
في المقابل، يراقب المستثمرون عن كثب بيانات الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك تقارير التوظيف ومؤشرات التضخم، للحصول على مزيد من الأدلة حول مسار السياسة النقدية.
ومع ذلك، لا يزال هناك بعض التباين في الآراء حول ما إذا كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة مرة أخرى أم لا. بعض المسؤولين يصرون على أن المزيد من التشديد النقدي ضروري للسيطرة على التضخم، بينما يعتقد آخرون أن المخاطر الاقتصادية قد زادت وأن البنك المركزي يجب أن يكون أكثر حذرًا.
التحليل الفني يشير إلى أن سعر الذهب قد يواجه بعض المقاومة عند مستوى 2000 دولار للأونصة. ومع ذلك، إذا تمكن السعر من اختراق هذا المستوى، فقد يستمر في الارتفاع نحو مستويات أعلى.
الاستثمار في الذهب يتطلب دراسة متأنية وتقييمًا للمخاطر. يجب على المستثمرين استشارة مستشار مالي قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
من المتوقع أن يستمر سعر الذهب في التقلب في المدى القصير، حيث يعتمد على تطورات السياسة النقدية الأمريكية والأوضاع الاقتصادية العالمية. سيراقب المستثمرون عن كثب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم في شهر نوفمبر للحصول على مزيد من الإشارات حول مسار أسعار الفائدة. يبقى تحديد التوقيت الدقيق لخفض أسعار الفائدة غير مؤكد، ويتوقف على البيانات الاقتصادية الواردة.






