إيران تؤكد استمرار قدرتها على تخصيب اليورانيوم وسط توترات دولية

في تطور جديد على الساحة الدولية، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لا تزال تحتفظ بقدرتها على تخصيب اليورانيوم، مشيراً إلى أن وكالة الطاقة الدولية وافقت على آلية جديدة للتعاون مع إيران. تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات بعد الهجوم الأمريكي والإسرائيلي الأخير على المنشآت النووية الإيرانية.

تعاون جديد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

أوضح عراقجي في تصريحاته التي نقلها التلفزيون الإيراني أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قبلت باعتماد نهج جديد للتعاون بين الجانبين. ومن المقرر أن ترسل الوكالة فريقاً إلى طهران للتفاوض حول هذا التعاون الجديد. وأشار الوزير إلى أن “المفاوضات هذه المرة ستكون أكثر صعوبة بعد العدوان الأخير”، في إشارة واضحة إلى الهجوم الذي تعرضت له إيران الشهر الماضي.

الوضع الراهن للمنشآت النووية الإيرانية

أكد عراقجي أنه لا يوجد وقف رسمي لإطلاق النار بعد العدوان الأخير، مما يترك الباب مفتوحاً أمام جميع الاحتمالات. وأشار إلى تضرر المنشآت النووية بالقصف الذي تعرضت له، لكنه أكد أيضاً إمكانية تجديد المباني واستبدال الآلات المتضررة، نظراً لتوفر التكنولوجيا والكوادر العلمية والفنية اللازمة لذلك في إيران.

التحديات أمام المفاوضات مع الأوروبيين

في سياق متصل، هدد وزير الخارجية الإيراني بوقف التفاوض مع الأوروبيين إذا تم تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات المعروفة بـ”سناب باك”، والتي تهدف إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة بنهاية أغسطس. وأكد عراقجي أنه طالما يطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف التخصيب بالكامل، فلن يكون هناك اتفاق ممكن بين الطرفين.

ردود الفعل الإيرانية والدولية

وصف عراقجي الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية بأنه “انتهاك للقانون الدولي”. وفي الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي عن زيارة مرتقبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران خلال أسبوعين لمتابعة التطورات الأخيرة.

تحليل دبلوماسي:

يأتي هذا الإعلان في وقت حساس للغاية بالنسبة للعلاقات الدولية المتعلقة بالملف النووي الإيراني. فبينما تسعى إيران للحفاظ على سيادتها وحقها في تطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية كما تدعي، تواجه ضغوطاً متزايدة من الولايات المتحدة وحلفائها الذين يرون في البرنامج تهديداً للاستقرار الإقليمي والدولي.

الموقف السعودي:

في ظل هذه التطورات، تواصل المملكة العربية السعودية مراقبة الوضع عن كثب نظراً لتأثيراته المحتملة على أمن المنطقة واستقرارها. وتدعو الرياض دائماً إلى حل النزاعات عبر الحوار الدبلوماسي والتفاهم المشترك بما يعزز الأمن والسلام الإقليميين.

ختام:

يبقى الملف النووي الإيراني محور اهتمام دولي كبير وسط تعقيدات سياسية ودبلوماسية تتطلب جهوداً مكثفة من جميع الأطراف المعنية للوصول إلى حلول مستدامة تحقق الاستقرار والأمان للجميع.

شاركها.