سوريا: من الحروب إلى الحوار

أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الإثنين، عن انتقال سوريا من ساحات الحروب إلى ساحات الحوار، مشددًا على وحدة الشعب خلف القيادة السورية. جاء هذا الإعلان خلال قمة كونكورديا التي حضرها الشرع وأجرى فيها مقابلة مع الجنرال ديفيد بتريوس، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

التحديات والفرص

أكد الرئيس الشرع أن سوريا ورثت العديد من الاضطرابات نتيجة للصراعات السابقة، مشيرًا إلى أن القيادة الجديدة لا تستطيع حل كل المشكلات دفعة واحدة لكنها تعمل بجد لتحقيق ذلك. وشدد على أهمية تحقيق الاستقرار الأمني بالتوازي مع التنمية الاقتصادية، معتبرًا أن رفع العقوبات الدولية يعد خطوة حيوية في هذا السياق.

وفي دعوة مباشرة للكونغرس الأمريكي، قال الشرع: أقول للعالم ارفعوا العقوبات وانتظروا النتائج، مؤكدًا أن أولويات بلاده تشمل الاستقرار الأمني ووحدة البلاد وحصر السلاح بيد الدولة.

رفض المحاصصة والتأكيد على الوحدة الوطنية

أوضح الرئيس السوري أن الحكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري ورفض فكرة المحاصصة في تقسيم السلطة. وأشار إلى الجهود المبذولة لتحقيق العمل التشاركي بين مختلف الأطراف السورية للوصول إلى مرحلة الاستقرار الكامل.

اتهم الشرع النظام السابق بتأجيج النعرات الطائفية وارتكاب انتهاكات عديدة بحق الأقليات السورية. وأكد التزام الدولة بالمحاسبة عن أي انتهاكات حدثت في مناطق مثل السويداء والساحل السوري.

التهدئة مع إسرائيل

فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، أشار الرئيس السوري إلى جهود بلاده لتهدئة الأوضاع مع الجانب الإسرائيلي واستعداد دمشق لمناقشة المخاوف الأمنية المشتركة. تأتي هذه التصريحات وسط تصعيد إسرائيلي ضد سوريا في الفترة الأخيرة.

الموقف السعودي:

في ظل هذه التطورات، تبرز المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي في المنطقة يسعى لدعم الاستقرار الإقليمي عبر تعزيز الحوار والدبلوماسية. ويُنظر إلى موقف الرياض بشكل إيجابي حيث تدعو دائمًا لحلول سلمية تراعي مصالح جميع الأطراف وتساهم في إعادة بناء الدول المتضررة من الصراعات.

تحليل ومواقف دولية

الخلفية التاريخية:

شهدت سوريا منذ عام 2011 صراعًا داخليًا تحول لاحقًا إلى حرب متعددة الأطراف بمشاركة قوى إقليمية ودولية. وقد أدى هذا الصراع إلى دمار واسع النطاق ونزوح ملايين الأشخاص داخل وخارج البلاد.

وجهات النظر المختلفة:

  • الولايات المتحدة والغرب:
  • – ترى بعض الدول الغربية ضرورة استمرار الضغط على النظام السوري لتحقيق إصلاحات سياسية حقيقية وضمان حقوق الإنسان قبل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه.
  • – بينما يدعو آخرون لإعادة النظر في هذه السياسات لمنح دمشق فرصة جديدة للتعافي وإعادة البناء بعد سنوات من الحرب المدمرة.
  • روسيا وإيران:
  • – تدعم موسكو وطهران الحكومة السورية بشكل مباشر وتعتبرانها شريكاً استراتيجياً مهماً في المنطقة. وترى هاتان الدولتان ضرورة دعم جهود إعادة الإعمار والاستقرار دون شروط مسبقة تتعلق بالإصلاح السياسي الفوري.

ختاماً: يبقى الوضع في سوريا محط اهتمام المجتمع الدولي الذي يترقب خطوات ملموسة نحو تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في البلاد وسط تحديات سياسية واقتصادية كبيرة تواجه الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع.

شاركها.