أعلنت شركة “إيرباص” عن تسجيل تدفقات نقدية خارجة فاقت التوقعات في النصف الأول من العام، نتيجة تأخر تسليمات طائرتها الأكثر مبيعاً “إيه 320 نيو” (A320neo) بسبب نقص في المحركات.
سلّمت الشركة، وهي أكبر مصنّع للطائرات في العالم، 306 طائرات فقط خلال النصف الأول من عام 2025، وهو أدنى مستوى منذ عام 2022 عندما كان القطاع لا يزال يتعافى من جائحة كورونا.
إدارة “إيرباص” أفادت خلال مؤتمر مع المحللين والمستثمرين عبر الهاتف أن الشركة كانت تحتفظ بـ60 طائرة جديدة مكتملة الصنع دون محركات حتى نهاية يونيو، وتهدف إلى تسليمها جميعاً بحلول نهاية العام.
إنفاق سيولة نقدية تعادل ضعف التوقعات
“إيرباص” أفادت في بيان صدر يوم الأربعاء إنها أنفقت 1.6 مليار يورو (1.8 مليار دولار) من السيولة خلال النصف الأول من العام، وهو ما يعادل نحو ضعف توقعات المحللين البالغة 888.6 مليون يورو.
ظلت شركة تصنيع الطائرات تعاني من تحديات في سلاسل التوريد، ما حدّ من قدرتها على زيادة الإنتاج ومعالجة التراكم المتزايد في طلبات الطائرات.
وصرح الرئيس التنفيذي غيوم فوري الشهر الماضي إن “إيرباص” لا تزال متمسكة بهدفها السنوي لتسليم الطائرات، إلا أن التقلبات العالمية ونقص المكونات جعلا تحقيق المهمة “أصعب قليلاً”.
تراجعت أسهم “إيرباص” بنسبة 1.5% يوم الخميس، لتقلّص مكاسبها منذ بداية العام إلى 14%، مقارنة بارتفاع أسهم “بوينغ” بنسبة 28% خلال الفترة نفسها.
فوري أوضح أن غالبية المحركات غير المتوفرة تعود إلى طراز “سي إف إم إنترناشونال”، فيما طالت التأثيرات أيضاً بعض محركات “برات آند ويتني”.
تسليمات إيرباص سترتفع في نهاية العام
في الوقت نفسه، عبّر فوري عن ثقته في أن الشركة لا تزال قادرة على بلوغ هدفها السنوي لتسليم الطائرات، لافتاً إلى أن المشكلات مرشّحة للحل في النصف الثاني من العام، حيث تشهد وتيرة التسليم عادةً تسارعاً في الأشهر الأخيرة.
حددت “إيرباص” هدفاً لتسليم نحو 820 طائرة خلال العام الجاري، بزيادة عن عام 2024، لكنها لا تزال دون ذروتها قبل الجائحة، عندما سلمت 863 طائرة في عام 2019.
أبقت الشركة على توقعاتها المالية للعام بأكمله، والتي تتضمن ربحاً تشغيلياً معدلاً بنحو 7 مليارات يورو، وتدفقاً نقدياً حراً قبل “تمويل العملاء” بنحو 4.5 مليار يورو.
كما تخطط “إيرباص” لزيادة إنتاج طائرتها العريضة البدن “إيه 330 نيو” إلى خمس طائرات شهرياً بحلول عام 2029، مقارنة بأربع حالياً، استجابة للطلب المتزايد على الطائرات الاقتصادية المخصصة للرحلات الطويلة.
ترحيب باتفاق الرسوم الجمركية مع واشنطن
رحّبت “إيرباص” بالاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على العودة إلى سياسة “الرسوم الصفرية” على الطائرات المدنية، واصفة إياه بأنه “تطور إيجابي”.
كان قطاع الطيران يضغط منذ فترة طويلة للعودة إلى نظام الرسوم الصفرية الذي استمر لعقود، والذي تعرّض لاضطرابات كبيرة نتيجة الحروب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مما أحدث تداعيات واسعة على سلسلة التوريد الهشة في صناعة الطيران.
فوري: ترمب روّج لطائرات بوينغ بمهارة
وصف فوري الرئيس ترمب بأنه “أفضل مروّج لطائرات بوينغ”، نظراً لقدرته على ربط اتفاقات الرسوم الجمركية أو الزيارات الرسمية بحملات بيع طائرات الشركة الأميركية. مضيفاً: “هذه هي التحديات التي نواجهها، إذ علينا أن نُنتج طائرات ممتازة، أفضل بدرجة كبيرة من منافسينا، لنكسب في السوق وهذا ما نقوم به بشكل جيّد إلى حدٍّ بعيد”.
سجلت “إيرباص” أرباحاً تشغيلية قبل الفوائد والضرائب بلغت 1.58 مليار يورو في الربع الثاني، متجاوزة توقعات المحللين، بدعم من غياب التكاليف الاستثنائية المرتبطة بوحدة الفضاء، والتي كانت قد أثّرت على نتائج عام 2024. وبلغت الإيرادات الفصلية 16.1 مليار يورو، ارتفاعاً من 15.99 مليار يورو في الفترة نفسها من العام الماضي.
توقع المحللون تحقيق أرباح تشغيلية معدّلة بقيمة 1.44 مليار يورو، وإيرادات تبلغ 15.69 مليار يورو خلال الربع الثاني، وفقاً لاستطلاع أجرته “بلومبرغ”.