أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، أنّ هناك “خلافات” لا تزال قائمة بين الجانبين الإيراني والأميركي بعد اختتام الجولة الثالثة من المحادثات النووية في عُمان.
وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني في مسقط إن هناك خلافات في القضايا الرئيسية وفي التفاصيل، لكنه عبر عن رضاه إزاء “سير ووتيرة” المحادثات، وأكد أن الجانبين أظهرا “جدية وإصرارا” في جولتهما الثالثة من المفاوضات.
وكانت إيران والولايات المتحدة اختتمت، ظهر اليوم السبت، الجولة الثالثة من مفاوضاتهما غير المباشرة في العاصمة العمانية مسقط، بعد نحو 9 ساعات من النقاشات.
وأكد التلفزيون الإيراني أن الوفدين سيعودان إلى عاصمتيهما للتشاور، دون الإشارة إلى إحراز أي تقدم ملموس. وجرت المحادثات بوساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، وسط انقسام المباحثات إلى شقين، سياسي وفني، بمشاركة كبار المسؤولين والخبراء من الجانبين.
وقاد عراقجي الوفد الإيراني، فيما ترأس الوفد الأميركي المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
جولة جديدة
من جهته، أعلن البوسعيدي أن المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي ستُستأنف السبت المقبل في مسقط.
وقال البوسعيدي، في منشور على منصة (إكس)، عقب اختتام الجولة الثالثة من المحادثات: “ستستمر المحادثات الأسبوع المقبل، حيث من المقرر مبدئيا عقد اجتماع آخر رفيع المستوى في الثالث من مايو/أيار”.
وأوضح الوزير العُماني أن المفاوضات التي جرت اليوم تناولت المبادئ الأساسية والأهداف العامة بالإضافة إلى المخاوف الفنية المتعلقة بالملف النووي الإيراني.
وتزامنت المفاوضات مع انفجار ضخم في ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس جنوبي إيران، ما أسفر عن مئات الجرحى، في حادثة لا تزال أسبابها غامضة.
وتأتي هذه الجولة استكمالا لجولتين سابقتين عُقدتا في مسقط وروما هذا الشهر، في إطار جهود متجددة لإحياء مسار تفاوضي بعد سنوات من التصعيد عقب انسحاب ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تصريحات صحفية مؤخرا أن بلاده لا تسعى إلى الحرب مع إيران، بل تفضل الحل الدبلوماسي، مشددا على أن إيران قد تحصل على برنامج نووي سلمي فقط إذا تخلت عن تخصيب اليورانيوم.
وكان الاتفاق النووي قد خفف العقوبات عن طهران مقابل قيود مشددة على برنامجها النووي، لكنه لم يتناول ملفات أخرى مثل البرنامج الصاروخي الإيراني، ما دفع إدارة ترامب إلى اعتباره “اتفاقا سيئا” وإطلاق حملة “الضغوط القصوى” ضد طهران.