قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام د. فيصل بن جميل غزاوي إن الله حكيم عليم، أفعاله صادرة عن حكمة بالغة ومصلحة عظيمة وغاية حميدة، وهو المطلع على مبادئ وعواقب الأمور، والعالم بخواصها ومنافعها والخبير بحقيقتها ومآلها.
أما شأن الإنسان فكما بين القرآن، قال تعالى: خلق الإنسان من عجل”، فالعجلة في طبعه وتكوينه، مبالغ فيها يتسرع إلى طلب كل ما يقع في قلبه ويخطر بباله، ولا يتأنى بل يبادر الأشياء ويستعجل بوقوعها.
وأوضح أن الشخص العَجِل له صثفات يعرف بها، فهو يقول قبل أن يعلم ويجيب قبل أن يفهم ويحمد قبل أن يجرب ويذم بعد أن يحمد، وتصحبه الندامة وتعتزله السلامة.
وأكد أن للعجلة المذمومة صور كثيرة، ومنها الاستعجال بسؤال الله ما يضره كما يستعجل بسؤال الخير، فلو استجاب له ربه لهلك بدعائه، ومنها ان يتعجل المرء في الحكم بين المتنازعين قبل التبين، ومنها الاستعجال في نتائج الدعوة إلى الله، فإن رأى عدم استجابة من الناس تذمر وتوقف عن الدعوة إليهم.
ومن العجلة أن يستبطئ المؤمن النصر، قال تعالى “أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ”.
ومنها أن يستبطئ المؤمن نزول العذاب بالأعداء وحلول البلاء بهم، قال تعالى: “فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم”.
وأوضح أن أخطر صور العجلة المذمومة إيثار العاجل على الآجل والاستغراق في متع الحياة والغفلة عن الآخرة، فمن استوفى طبياته وانغمس في شهواته المحرمة، حرمها في الآخرة.
وأكد أن الاستعجال في الأمور قبل أوانها مفسد لها في الغالب، وإن الحلم من الأمور التي يحبها الله تعالى.

شاركها.