قالت صحيفة إلباييس الإسبانية إن تصعيد حزب الله ضغطه العسكري في أعقاب اغتيال 16 من عناصره، وبينهم قائدان رفيعان، يوسع دائرة الحرب النفسية ضد إسرائيل التي لم تعرف الاستقرار منذ بداية الحرب، حتى إن لم توقع صواريخ الحزب ومسيراته إلا نحو 50 قتيلا منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”.

وقالت الصحيفة إن الأعلام التي يرفعها سكان شمال إسرائيل على بناياتهم المتضررة لحجب الأضرار عن الأنظار، أقرب إلى خدعة بصرية يحاولون بها الهروب من الواقع الصعب.

وأطلق حزب الله نحو 100 صاروخ في رد أولي على اغتيال قائده إبراهيم عقيل و15 من عناصر الحزب، مدشنا “معركة الحساب المفتوح”، وقد سبب عدد من الصواريخ خسائر جسيمة في بلدة كريات بياليك قرب حيفا شمال شرق إسرائيل.

أشبه بمنطقة زلازل

وقد تحدث جوزيف الذي جاء من تل أبيب إلى كريات بياليك للاطمئنان على أمه زهافا عن قلق عميق يسيطر على المكان

ويقول جوزيف لإلباييس “نحيا كيفما اتفق منذ عام.. الأمر أشبه بالعيش في مكان يتعرض مرارا للهزات الأرضية”.

وتستغرب الصحيفة الإسبانية ألا يقع ضحايا في كريات بياليك في ضوء الدمار الكبير الذي سببه هجوم حزب الله، ولكنها تشير إلى أمر ربما يفسر انخفاض عدد القتلى جراء تلك الهجمات، وهو أن كثيرا من منازل شمال إسرائيل مزودة بغرف محصنة يلجأ إليها السكان عند الإنذار بوقوع هجمات بالصواريخ أو المسيرات.

وتؤكد أن رسائل الإنذار التي يتلقاها السكان عبر وساط مختلفة لا تكاد تتوقف خاصة في الشمال، مشيرة إلى أن إسرائيل أجلت نحو 60 ألفا من سكان المستوطنات القريبة من الشريط الحدودي مع لبنان منذ بداية الحرب، وقد باتت عودتهم أحد أهداف الحرب الرسمية.

عبء هائل

وحسب البروفيسور أمازيا بارام من كلية الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية في جامعة حيفا، فقد ألقت الحرب عبئا هائلا على كاهل إسرائيل بعدما قسمت سكانها إلى نصفين، نصف يؤيد وقفا لإطلاق النار في غزة يشمل تبادلا للأسرى، وعلى الأقل انسحابا من مناطق مختلفة في القطاع، ونصف آخر يؤيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يرفض تقديم تنازلات ولا يريد وقفا لإطلاق النار ولا حتى عودة المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

ويدعو أمازيا بارام إلى انسحاب كامل من القطاع مع عودة المحتجزين لأنه “دين أخلاقي بعدما خانتهم إسرائيل”، ويقول إن هذا هو السبيل إلى إنهاء هجمات حزب الله الذي يحاول إسناد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وغزة.

وتنقل الصحيفة تصريحا لرئيس الوزراء الإسرائيلي أمس قال فيه إن 101 أسيرا إسرائيليا ما زالوا في قبضة فصائل المقاومة في غزة، ورجح أن يكون نصفهم قد قضى نحبه.

وقالت إن عشرات الآلاف من سكان غلاف غزة والشمال ممن اضطروا إلى مغادرة بيوتهم تتوزعهم مناطق مختلفة من إسرائيل، وقد وعد نتنياهو بأن يعودوا إلى بيوتهم، لكن هذه العودة لا تبدو وشيكة.

وتذكر الصحيفة أن هؤلاء السكان يعيشون وأنظارهم مشدودة إلى غزة والشمال، وأعينهم على وسائط الاتصال المختلفة التي يتلقون عبرها رسائل التحذير.

شاركها.