كشفت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن وجود محادثات جارية بين إسرائيل وسوريا تهدف إلى التوصل إلى اتفاق يوصف بـ”التاريخي”، وسط تكهنات قد تثير جدلا واسعا في لبنان.

وبحسب الهيئة، يتضمن الاتفاق المحتمل تنازل سوريا عن مطلب استعادة مرتفعات الجولان المحتلة، مقابل نقل السيادة على جبل روس ومنطقة مزارع شبعا إلى سوريا.

وأشارت إلى أن المفاوضات توقفت في وقت سابق إثر مجزرة جبل الدروز، لكنها استؤنفت مؤخرا وسط توافق مبدئي بين الطرفين على إمكانية تطبيق الاتفاق لاحقا، عقب التفاهم على جوانب أمنية تناقش حالياً.

الهيئة أوضحت أن تنفيذ الاتفاق داخل إسرائيل يتطلب موافقة 80 عضوا من أعضاء الكنيست، في ظل الانقسام السياسي الداخلي.

من جهته، نفى مصدر رسمي سوري في وقت سابق صحة الحديث عن قرب توقيع اتفاق سلام، معتبرا التصريحات بهذا الشأن “سابقة لأوانها”.

في السياق ذاته، نقلت القناة 12 العبرية أن الاتفاق المحتمل يجري بوساطة أمريكية ورعاية من بعض دول الخليج، ويهدف إلى تثبيت الاستقرار في سوريا بعد سنوات الحرب، وتقليص النفوذ الإيراني على حدود إسرائيل الشمالية.

وتعتبر إسرائيل أن مثل هذا الاتفاق يشكل فرصة أمنية استراتيجية، رغم ما قد يحمله من مخاطر سياسية وأمنية على المدى الطويل.

وتعد مزارع شبعا من أكثر المناطق الحدودية تعقيدا في الصراع العربي الإسرائيلي. وتقع عند المثلث الحدودي بين لبنان وسوريا وهضبة الجولان المحتلة. وقد رسم الخط الأزرق الذي حددته الأمم المتحدة عام 2000 الحدود بين لبنان وإسرائيل، إلا أن منطقة مزارع شبعا بقيت تحت السيطرة الإسرائيلية، رغم المطالب اللبنانية المستمرة باستعادتها.

وتبلغ مساحة المنطقة المتنازع عليها نحو 25 كيلومترا مربعا، ويمتد طولها إلى حوالي 24 كلم، بعرض يتراوح بين 13 و14 كلم. وتبقى مسألة السيادة عليها محل خلاف بين لبنان وسوريا، في ظل اعتبار الأمم المتحدة أنها أراض سورية احتلتها إسرائيل عام 1967، ما يمنع مطالبتها بالانسحاب منها لصالح لبنان.

شاركها.