أصيب العديد من الفلسطينيين، اليوم الخميس، جراء اعتداءات متصاعدة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة. وتأتي هذه الأحداث في ظل زيادة التوترات الأمنية واقتحامات إسرائيلية متكررة للمدن والقرى الفلسطينية، مما يثير مخاوف بشأن تصعيد الأوضاع وتأثير ذلك على حياة السكان المحليين. وتؤكد التقارير على أن الضفة الغربية تشهد حالة من عدم الاستقرار المتزايد.
وذكر مراسل الجزيرة أن المواجهات اندلعت في بلدة تقوع جنوب شرقي بيت لحم، وأسفرت عن إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال. كما وردت أنباء عن إصابة طفل وشاب في مدينة قلقيلية، شمال الضفة، خلال عملية عسكرية نفذتها القوات الإسرائيلية، مما يعكس انتشار العنف في المنطقة.
تصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية
ووفقًا لجمعية الهلال الأحمر، فإن حالة الطفل المصاب برصاص في الرأس في قلقيلية “حرجة جدا”. بالإضافة إلى ذلك، أصيب شاب آخر في قدمه، وتم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأشارت الجمعية إلى أن الطواقم الطبية واجهت صعوبات في الوصول إلى بعض المناطق بسبب منع قوات الاحتلال دخولهم.
وتشير التقارير إلى أن قوات الاحتلال تقوم بعمليات دهم واعتقال في مختلف المدن الفلسطينية. وقد أعلنت مؤسسات الأسرى عن اعتقال 13 فلسطينيا اليوم من الضفة الغربية، بينهم رئيس بلدية السموع وأسرى محررون. وتأتي هذه الاعتقالات ضمن سياسة إسرائيلية تهدف إلى الضغط على الفلسطينيين وتقويض سلطتهم.
هجمات المستوطنين وتدمير الممتلكات
بالإضافة إلى عمليات قوات الاحتلال، أدت هجمات المستوطنين إلى مزيد من التدهور في الأوضاع. فقد أصيب أب وابنته إثر إحراق سيارتهما شمال شرق رام الله، مما يعكس تزايد العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين. كما أُصيب سبعة فلسطينيين بجروح ورضوض نتيجة اعتداء مستوطنين عليهم في شمال الخليل.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن المستوطنين هاجموا مزارعين حاولوا الوصول إلى أراضيهم، مستخدمين الحجارة والهراوات وغاز الفلفل. وتؤكد هذه الأحداث على حماية المستوطنين من قبل السلطات الإسرائيلية، وغياب المساءلة عن جرائمهم.
عمليات الهدم المستمرة
تعتبر عمليات الهدم التي تنفذها إسرائيل ضد المنشآت الفلسطينية انتهاكًا للقانون الدولي. فقد قامت آليات إسرائيلية اليوم بهدم بناية قيد الإنشاء شرقي بيت لحم، في إطار حملة هدم واسعة النطاق تستهدف الممتلكات الفلسطينية. وقد وثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الشهر الماضي 46 عملية هدم طالت 76 منشأة، بالإضافة إلى توزيع إخطارات بهدم المزيد من المنشآت.
وتشهد الضفة الغربية عمليات هدم متزايدة تهدف إلى تثبيت السيطرة الإسرائيلية وتوسيع المستوطنات. وتأتي هذه العمليات في سياق سياسات تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية للمنطقة وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
مع استمرار عملية “خمس حجارة” التي أطلقتها تل أبيب في مدن شمال الضفة المحتلة، يتوقع استمرار التوترات في الأيام المقبلة. ويرى مراقبون أن الوضع قد يتدهور إذا لم يتم اتخاذ خطوات للحد من العنف وحماية المدنيين. من المرجح أن تشهد المنطقة مزيدًا من الاقتحامات والاعتقالات وعمليات الهدم، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار واليأس بين الفلسطينيين.






