أشادت لجنة تحكيم مهرجان زيورخ السينمائي بالفيلم الوثائقي “الحياة بعد سهام” للمخرج نمير عبد المسيح، الذي عرض خلال الدورة الـ21 من المهرجان في سويسرا، لجرأته في تناول العلاقات الإنسانية، وحسه العميق في التقاط التفاصيل الدقيقة، ورؤيته الصادقة في تصوير التقارب بين البشر.
الفيلم الذي انطلق عرضه العالمي الأول بمهرجان كان السينمائي الدولي قد توج في سويسرا بـ جائزة كنائس زيورخ السينمائية تقديرا لتميزه الفني والإنساني.
يسرد الفيلم قصة نمير، صانع الأفلام البالغ من العمر 40 عاماً، ورحلته في التعامل مع الحزن.
وتمتد الحقبة التي يصورها هذا الفيلم الوثائقي المعبر عن قصة مخرجه إلى أكثر من عقد من الزمن، راصداً تطوّر المخرج كفنان يتعامل مع الحزن ومحاولاته السينمائية المختلفة، كما يرصد معاناته مع تقبل وفاة والدته وإصراره على إحياء ذكراها عبر السينما، بمشاركة والده وأسرته وتاريخه العائلي المعقد.
ويؤدي سعيه إلى الكشف عن صدمات نفسية مكبوتة منذ طفولته، لعب الانفصال والمنفى دوراً كبيراً في تعميقها. يستكشف الفيلم قوة السينما، مانحاً نمر وهماً يتعلق بالتحكم في الوقت وإحياء أرواح أحبائنا الذين رحلوا عنّا والذين لطالما خشينا اختفائهم من حياتنا دون أن يتركوا لنا أي أثر نتذكرهم به.
وبينما يواجه نمر احتمالية وفاة والده قريباً، يدرك نمر أنه قد أصبح الرابط الأخير لإرث عائلته، ويكتشف أن السينما أكثر من مجرد أداة للذاكرة، بل وسيلة للتعبير عن الحب والاحتفاء بجمال الحياة.