الوضع الإنساني في غزة: أزمة متفاقمة ومعابر مغلقة

في ظل استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، أصدرت السلطات المحلية بيانًا يتهم الاحتلال الإسرائيلي بمنع دخول 6,600 شاحنة إغاثة إلى القطاع المحاصر. وأشار البيان إلى أن إغلاق المعابر يعوق بشكل كبير عمل المؤسسات الإنسانية، حيث دخلت فقط 92 شاحنة يوم أمس وسط ما وصفته بالفوضى الممنهجة.

احتياجات إنسانية ملحة

بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن ما تم إدخاله من مساعدات حتى الآن لا يتجاوز 14 من الحصة المفترضة. وأوضح البيان أن القطاع بحاجة إلى أكثر من 600 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من احتياجات سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون شخص. ودعا المكتب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتحرك الجاد لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات.

أزمة صحية متفاقمة

في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة أربعة أشخاص نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية، مما يرفع العدد الإجمالي للضحايا إلى 197 قتيلاً بينهم 96 طفلًا. وصرح رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا بأن سوء التغذية الحاد يؤثر على نحو 200 ألف طفل في القطاع، مشيرًا إلى الظروف القاسية التي تعيشها النساء الحوامل بسبب نقص الغذاء.

التصعيد العسكري وتأثيره على المدنيين

من جهة أخرى، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف أكثر من 500 مدرسة تؤوي نازحين منذ بداية الحرب، مما أدى إلى مقتل مئات المدنيين. ووصفت المنظمة استهداف المدارس بأنه “غير قانوني بغض النظر عن التبرير”، مشيرة إلى الضربات العشوائية التي تستهدف المدارس وطواقم الإسعاف.

تحقيق دولي ومطالب بفرض حظر الأسلحة

نقلت المنظمة عن مصادر إعلامية إسرائيلية أن الجيش أنشأ خلية خاصة لتحديد وقصف المدارس تحت مزاعم اختباء عناصر مسلحة فيها. وطالبت هيومن رايتس ووتش بفرض حظر على توريد الأسلحة للحكومة الإسرائيلية كإجراء للحد من التصعيد وحماية المدنيين.

الدور السعودي والدعوات الدولية

في هذا السياق المتوتر، تبرز المملكة العربية السعودية بدورها الدبلوماسي الفاعل والداعم للقضايا الإنسانية في المنطقة. إذ تسعى الرياض عبر قنواتها الدبلوماسية المختلفة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في غزة وتدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الوضع المتدهور هناك. كما تعمل المملكة بشكل استراتيجي لتعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة عبر دعم المبادرات الأممية والإقليمية الرامية لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق.

ختامًا، يبقى الوضع الإنساني والأمني في قطاع غزة تحديًا كبيرًا للمجتمع الدولي الذي يواجه اختبارًا حقيقيًا لقدراته على تحقيق السلام وحماية حقوق الإنسان وسط تصاعد التوترات والقيود المستمرة على الأرض.

شاركها.