|

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فجر اليوم الجمعة، أن المجلس الوزاري المصغر وافق على مقترح السيطرة على مدينة غزة ضمن خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل.

وأضاف مكتب نتنياهو -في بيان- أن الجيش يستعد للسيطرة على مدينة غزة مع تقديم ما سماها مساعدات إنسانية للمدنيين خارج مناطق القتال.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن نتنياهو قوله إن “العمليات بطريقتها الحالية في غزة فاشلة، ولم تؤدِ إلى إعادة المخطوفين”، مؤكدا أن إسرائيل “تريد هزيمة حركة حماس وليس تخليدها”.

وقال نتنياهو، في مقابلة سابقة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، إنه لا نية لديه للاحتفاظ بالقطاع وحكمه، وإن إسرائيل تريد تسليمه لقوات عربية “لا تهددها”.

وكانت صحيفة يسرائيل هيوم ذكرت أن المجلس الوزاري، بعد 10 ساعات من المباحثات، وافق على مقترح نتنياهو باحتلال القطاع، بينما أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الموافقة على احتلال غزة جاءت رغم تحذيرات رئيس الأركان إيال زامير.

وفي الإطار نفسه، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤول إسرائيلي أن الجيش سيستهدف معاقل المسلحين (المقاومين) بمدينة غزة، مع توسّع العملية لاحقا إلى مخيمات لاجئين مركزية (وسط القطاع).

من جهته، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن الجيش سيفرض حصارا على مقاتلي حركة حماس الذين سيبقون بمدينة غزة، وفي الوقت نفسه سينفذ عملية برية تقتصر على المدينة في المرحلة الأولى.

وقال المسؤول نفسه إن الهدف من العملية إجلاء جميع المدنيين من مدينة غزة للمخيمات الوسطى ومناطق أخرى بحلول 7 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن قرار المجلس المصغر معناه أنه في الوقت الحالي لا توجد نية لاحتلال المخيمات الوسطى، بينما قال عضو الكنيست الإسرائيلي عن الليكود عميت هليفي للإذاعة الإسرائيلية إن الخطة التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية تقضي بالسيطرة على كل قطاع غزة.

سيطرة بدلا من احتلال

في الأثناء، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن مجلس الوزراء لم يستخدم كلمة احتلال واستخدم بدلا منها سيطرة لأسباب قانونية تتعلق بالمسؤولية تجاه السكان المدنيين، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن النية هي احتلال غزة بينما السيطرة هو التعريف الرسمي فقط.

وأضافت الصحيفة أن رئيس الأركان إيال زامير كان الأشد رفضا لخطة احتلال غزة، وأضافت أن مواجهات حادة اندلعت بينه وبين الوزراء خلال جلسة المجلس السياسي والأمني.

وتابعت أن زامير شدد في الجلسة على أنه لا يوجد حل إنساني لنقل مليون شخص، وأن كل شيء سيكون معقدا.

وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أن زامير يرى أنه سيكون من الصعب على القوات الإسرائيلية السيطرة على غزة لفترة طويلة الأمد، مؤكدا أن وحدات الاحتياط تعاني حالة إرهاق، وسيكون للأمر تداعيات ملموسة وصعبة.

وكانت يديعوت أحرونوت قالت قبل ذلك إن زامير اعترض على الخطة، وقال إنها قد تستغرق عامين، وستعرض الجنود للقتل وحياة الأسرى للخطر.

كما قالت إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عارض الخطة لعدم تضمينها بندا يمنع وقف القتال حتى في حال إبرام صفقة لتبادل الأسرى.

من جهتها، أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن وزيري المالية والأمن القومي بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير صوتا ضد بعض بنود القرار الذي أقرته الحكومة، بما في ذلك استمرار توزيع المساعدات الإنسانية.

في المقابل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن قرار المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي “كارثة”، وإن “هذا هو ما تريده حركة حماس”.

بدوره، اعتبر رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان قرار مجلس الوزراء دليلا على أن “قرارات الحياة والموت تتخذ خلافا لاعتبارات الأمن وأهداف الحرب”.

حشود حول غزة

في غضون ذلك، نقلت شبكة “إن بي سي” الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن صور الأقمار الاصطناعية تظهر أن إسرائيل تحشد قواتها لغزو بري محتمل لغزة.

وقالت الشبكة إن الصور تظهر تحركات وتشكيلات لقوات إسرائيلية، مما يشير إلى عملية برية كبرى وشيكة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ في مايو/أيار الماضي عملية عسكرية جديدة أطلق عليها “عربات جدعون”.

وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت إن وزراء في المجلس المصغر يرون أن عملية عربات جدعون لم تحقق أهدافها.

وتكبد جيش الاحتلال خلال العملية أكثر من 40 قتيلا وعشرات الجرحى في يونيو/حزيران ويوليو/تموز.

وتوعدت فصائل المقاومة الفلسطينية بدفع أثمان باهظة في حال أقدم على تنفيذ خطة احتلال قطاع غزة بالكامل.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي يسيطر على معظم مدينة رفح في جنوب القطاع وأجزاء من محافظة غزة والشمال.

المصدر: أكسيوس + الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية

شاركها.