5/8/2024–|آخر تحديث: 5/8/202409:38 م (بتوقيت مكة المكرمة)
جددت إسرائيل التأكيد على استعدادها العسكري لمواجهة الرد الإيراني المتوقع على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، كما أبقت الباب مفتوحا لتنفيذ “ضربات استباقية” ضد إيران وحزب الله اللبناني.
وقال الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان هرتسي هاليفي ترأس اليوم الاثنين جلسة “لتقييم الوضع والتصديق على خطط التعامل مع السيناريوهات المختلفة”.
وتزامن ذلك مع زيارة قائد القيادة الوسطى الأميركية مايكل كوريلا لإسرائيل، حيث أجرى مباحثات في ظل مخاوف أميركية من اندلاع حرب واسعة في الشرق الأوسط.
وقال الجيش الإسرائيلي إن هاليفي أجرى مع كوريلا “تقييما للتعامل مع التهديدات بالشرق الأوسط”.
وقد أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل مزيدا من الطائرات المقاتلة والسفن الحربية إلى الشرق الأوسط، مع تصاعد التوترات الإقليمية.
خطط هجوم سريع
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته مركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي ولقائه قائد السلاح تومر بار، اليوم الاثنين، إن إسرائيل يجب أن تكون مستعدة للانتقال السريع إلى الهجوم إذا نفذت إيران ردا عسكريا.
وذكرت وزارة الدفاع -في بيان- أنه “في ضوء التطورات الأخيرة، تم إطلاع الوزير على جاهزية الدفاع الجوي، والقدرات الهجومية المحتملة التي يمكن استخدامها في كل ساحة”.
ونقل البيان عن غالانت قوله “أعداؤنا يدرسون بعناية كل تحركاتهم بسبب قدرات سلاح الجو التي ظهرت على مدار العام الماضي. ومع ذلك، يجب أن نكون مستعدين لأي شيء، بما في ذلك الانتقال السريع إلى الهجوم”.
في الوقت نفسه، قال الجيش الإسرائيلي إن قائد القيادة الشمالية الجنرال أوري غوردين التقى اليوم رؤساء السلطات البلدية في شمال إسرائيل لبحث تقييمات الوضع الراهن ومناقشة انتشار القوات في المنطقة لمواجهة التهديدات المختلفة.
وقال غوردين “أريدكم أن تعرفوا أن خططنا الهجومية جاهزة أمامنا، ونحن مستعدون لها في جميع الأنظمة”.
وأضاف “هاجمنا ودمرنا كثيرا من الأهداف خلال الأشهر العشرة الماضية، ولكن لا يزال لدينا عمل للقيام به، ونحن مصممون على تغيير الوضع هنا في الشمال، وإعادة سكاننا إلى ديارهم”.
من جهة أخرى، لم ينف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر أو يؤكد إن كانت الولايات المتحدة تمنع إسرائيل من تنفيذ “ضربات استباقية” ضد إيران وحزب الله.
وقال خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو “نفذنا في الماضي بعض الضربات الاستباقية المذهلة، ولم ننتظر حتى يتم الهجوم علينا عندما يبدو الهجوم وشيكا”.
وتابع مينسر “إذا كان هناك أي إجراء استباقي يجب اتخاذه، فستقوم الحكومة بإصدار تفويض بشأنه وتكليف الجيش الإسرائيلي الذي ينفذ إرادة الحكومة”.
سيناريو 14 أبريل
في سياق متصل، نقل موقع “جويش إنسايدر” عن مصادر إسرائيلية قولها إن من المطروح على الطاولة حاليا أن يتعاون الحلفاء الغربيون لاعتراض الصواريخ التي تستهدف إسرائيل، على غرار ما حدث في الهجوم الإيراني السابق في 14 أبريل/نيسان الماضي.
وأضاف الموقع أن المسؤولين الإسرائيليين واثقون من الحصول على دعم الولايات المتحدة رغم اعترافهم بالتوترات التي شابت مكالمة الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي.
واغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قبيل فجر الأربعاء الماضي في مقر إقامته بطهران، وتوصلت التحقيقات الإيرانية الأولية إلى أن الاغتيال تم بواسطة مقذوف قصير المدى، في حين أوردت صحيفة نيويورك تايمز رواية تفيد بأن عبوة ناسفة استخدمت في العملية.
وأعلنت إيران أنها سترد على العملية، وقال قائد الحرس الثوري حسين سلامي اليوم إن إسرائيل ستتلقى “ضربة قاصمة في المكان والزمان المناسبين”.
ضبابية التوقيت
وحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن الضربة الإيرانية قد تكون أوسع نطاقا من تلك التي استهدفت إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي، ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أشارت إلى عدم يقين في إسرائيل بشأن موعد الرد الإيراني المحتمل، وقالت إن الاستعدادات جارية لشن هجوم فوري إذا ردت إيران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله “ليس لدينا مؤشر دقيق على موعد الهجوم الإيراني”.
من ناحية أخرى، واستنكر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد استمرار حالة التوتر في إسرائيل، ملقيا باللائمة على الحكومة.
وقال “هل يُعقل أن تبقى دولة كاملة لمدة 5 أيام بحالة تأهب وتوتر واستنفار؟”.
بدوره، قال زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان إنه “لا يوجد سبب لانتظار الطرف الآخر ليهاجم إسرائيل. المبادرة يجب أن تكون دائما في أيدينا”.
وتبدو إسرائيل في حالة استنفار شامل تحسبا للضربة الإيرانية المحتملة التي قد تتزامن مع هجمات لحزب الله اللبناني الذي توعد بدوره إسرائيل بالرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر مساء الثلاثاء الماضي في ضاحية بيروت الجنوبية.