كشفت قناة i24News العبرية، عن أن السلطات الإسرائيلية قررت ترحيل الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج إلى اليونان اليوم الاثنين، بعد احتجازها خلال مشاركتها في أسطول “الصمود العالمي” المتجه إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 18 عامًا.

ووفقًا للقناة العبرية، فإن ثونبرج ستُرحّل على متن طائرة تقل نحو 165 ناشطًا دوليًا، من بينهم مواطنون يونانيون احتُجزوا أيضًا خلال العملية ذاتها، حيث من المقرر أن تصل الطائرة إلى العاصمة اليونانية أثينا ظهر اليوم الاثنين.

وكانت الناشطة السويدية، المعروفة بمواقفها الصريحة ضد الحرب والتمييز البيئي، قد شاركت في الأسطول التضامني إلى جانب مئات المتطوعين من أكثر من ثلاثين دولة، في خطوة رمزية تهدف إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى المأساة الإنسانية المستمرة في غزة، وسط تقارير أممية تتحدث عن كارثة غير مسبوقة في تاريخ الحروب الحديثة.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، قال الصحفي والناشط أرسين تشليك، الذي كان على متن إحدى سفن الأسطول، إن القوات الإسرائيلية تعاملت بعنف شديد مع النشطاء، مؤكدًا أن ثونبرج تعرضت لـ”تعذيب قاسٍ” أمام أعين زملائها، مضيفًا “لقد أجبروها على الزحف، وعلى تقبيل العلم الإسرائيلي. كانت تبكي، ولم يرحمها أحد. ما فعلوه يذكّرنا بممارسات الأنظمة التي تدّعي إسرائيل معاداتها”.

وأشار تشليك إلى أن الجنود الإسرائيليين صادروا جميع أجهزة الاتصال والكاميرات، في محاولة لمنع تسريب مشاهد عملية الاقتحام، التي جرت في المياه الدولية على بعد عشرات الأميال من الساحل الفلسطيني، ما أثار انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية الدولية التي وصفت الحادث بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي وحرية الملاحة.

وتأتي هذه التطورات بينما تواصل إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وسط اتهامات متزايدة بارتكابها جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفًا آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب كارثة إنسانية خانقة تمثلت في المجاعة وانهيار المنظومة الصحية بالكامل.

ويرى مراقبون أن ترحيل ثونبرج، التي أصبحت رمزًا عالميًا في الدفاع عن البيئة وحقوق الإنسان، قد يفتح جبهة جديدة من الإدانة الدولية لإسرائيل، خاصة مع تزايد الدعوات الأوروبية لفتح تحقيق دولي حول انتهاكاتها بحق النشطاء الدوليين الذين حاولوا إيصال المساعدات إلى غزة بطرق سلمية.

شاركها.