في خضم الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، تكشّفت تفاصيل جديدة حول محاولة اغتيال استهدفت وفد حركة «حماس» المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة. عضو المكتب السياسي للحركة، غازي حمد، تحدث عن لحظات عصيبة عاشها الوفد أثناء القصف الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الحادثة لم تثنِ الحركة عن الاستمرار في مهمتها السياسية، رغم فداحة الخسائر البشرية والمادية.

تفاصيل محاولة الاغتيال

أوضح غازي حمد، في تصريحات نقلتها وكالة «قدس برس»، أن الوفد المفاوض كان مجتمعًا مع عدد من المستشارين لدراسة المقترح الأمريكي المقدم عبر الوساطة القطرية، قبل أن يتعرض المكان لقصف عنيف ومفاجئ.

وأضاف أن «القصف المدوي دفع الحاضرين إلى التحرك السريع والخروج من مكان الاجتماع لتجنب الإصابة»، مؤكدًا أن الغارات استهدفت الموقع بنحو 12 صاروخًا خلال أقل من دقيقة، في مشهد وصفه بـ«الصعب والقاسي».

إسرائيل وتوسيع دائرة الاستهداف

وحذّر حمد من أن خطورة العدوان الإسرائيلي لم تعد مقتصرة على استهداف حركة «حماس»، بل باتت تهدد الأمة بأكملها، في ضوء تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي تحدث عن «تغيير وجه الشرق الأوسط». وأكد أن هذه التصريحات تستوجب موقفًا عربيًا واضحًا وحاسمًا لمواجهة المخاطر المتزايدة.

موقف «حماس» من الوساطة الأمريكية

وعن دور الوسيط الأمريكي، قال عضو المكتب السياسي إن تجربة الحركة مع واشنطن كانت «مريرة»، معتبرًا أن المقترحات الأمريكية افتقدت للمصداقية بسبب تراجعها عن بعض البنود المتفق عليها. وشدد على أن «حماس» تعاملت مع ملف الأسرى وفق قيمها الإنسانية والأخلاقية، بينما الاحتلال هو من يعرّض أسراه للخطر عبر استمرار عدوانه.

القصف الإسرائيلي على الدوحة وردود الفعل

في التاسع من الشهر الجاري، شنّت قوات الاحتلال عدوانًا على الدوحة استهدف قيادات بارزة في المكتب السياسي لـ«حماس». وأسفر الهجوم عن استشهاد رجل أمن قطري وأربعة من أعضاء الحركة، بينهم نجل رئيس «حماس» في غزة، ورئيس الوفد المفاوض خليل الحية.

ولاقت العملية تنديدًا واسعًا من قطر وعدة دول عربية، بينها مصر والسعودية والأردن والإمارات والكويت، التي اعتبرت الاعتداء تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وسيادة قطر. كما أكد القادة العرب تضامنهم الكامل مع الدوحة في مواجهة هذا التطور.

استمرار العدوان على غزة

بالتوازي مع هذه التطورات، يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، حربه المدمرة على قطاع غزة، بدعم أمريكي وغربي. وقد أسفرت العمليات حتى الآن عن استشهاد وإصابة نحو 231 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب نزوح مئات الآلاف. كما أدت المجاعة الناتجة عن الحصار إلى وفاة 432 فلسطينيًا، بينهم 141 طفلًا، وفق بيانات فلسطينية رسمية.

 

حادثة استهداف الوفد المفاوض في الدوحة تكشف، مرة أخرى، حجم التصعيد الإسرائيلي وخطورة تداعياته على الأمن الإقليمي والدولي. ورغم قسوة المشهد وفداحة الخسائر، تؤكد «حماس» أنها ماضية في مسارها السياسي والميداني، في وقت يتزايد فيه التضامن العربي مع قطر والقضية الفلسطينية، بينما يترقب العالم مآلات هذا التصعيد الذي يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

شاركها.