نعى نقابة الأطباء المصرية ببالغ الحزن والأسى الدكتور أبو الحسن رجب فكري حسن، الطبيب الذي قضى نحبه متأثرًا بجراحه إثر تعرضه لإطلاق نار أثناء مشاركته في قافلة طبية بمحافظة قنا. وتثير وفاة الطبيب في قنا تساؤلات جدية حول أمن وسلامة الأطباء والعاملين في القطاع الصحي أثناء أدائهم لواجبهم، خاصة في المناطق التي تشهد اضطرابات أمنية أو نزاعات قبلية.
وقع الحادث المؤسف قبل حوالي 40 يومًا، عندما أصيب الدكتور أبو الحسن أثناء عمله في قافلة طبية بقرية العطيات التابعة لمركز دشنا في قنا، وذلك نتيجة اشتباكات مسلحة بين عائلتين. وعلى الرغم من الجهود الطبية المكثفة ونقله إلى معهد ناصر بالقاهرة، إلا أنه لم يتمكن من التغلب على إصابته الخطيرة.
تداعيات وفاة الطبيب وأمن القوافل الطبية
أكد الدكتور أبو بكر القاضي، أمين عام نقابة الأطباء، أن النقابة تتابع القضية عن كثب وتطالب بتوفير حماية أمنية فعالة للقوافل الطبية. وأضاف أن الاعتماد على إجراءات أمنية شكلية أو فرد أمن غير مدرب لا يضمن سلامة الفرق الطبية التي تعمل في ظروف صعبة وخطيرة.
تأتي وفاة الطبيب في وقت تشهد فيه بعض مناطق الصعيد توترات أمنية ونزاعات عائلية متفرقة. ووفقًا لتقارير أمنية سابقة، غالبًا ما تتأثر القوافل الطبية بهذه النزاعات، مما يعرض حياة الأطباء والمرافقين للخطر.
مطالبات بتأمين شامل للعاملين الصحيين
طالبت النقابة العامة للأطباء بوضع خطة أمنية متكاملة لتأمين الأطباء وأطقم الرعاية الصحية، سواء داخل المستشفيات والوحدات الصحية أو أثناء أداء مهامهم في القوافل الطبية. تتضمن هذه الخطة نقاط تأمين حقيقية وحماية فعالة من أي اعتداءات محتملة، بالإضافة إلى تدريب أفراد الأمن المكلفين بحماية الفرق الطبية.
من ناحية أخرى، تتزايد الدعوات لإعادة النظر في جدوى تنظيم القوافل الطبية في المناطق ذات الخطورة الأمنية العالية. يرى البعض أن هناك بدائل أكثر أمانًا لتقديم الرعاية الصحية للسكان في هذه المناطق، مثل دعم المراكز الصحية المحلية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة.
وقدم الدكتور أبو بكر القاضي العزاء الحار لأسرة الدكتور الراحل، وزوجته وأطفاله، داعيًا الله أن يلهمهم الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل. وأشاد بدوره الكبير في خدمة المجتمع وتقديم الرعاية الصحية للمحتاجين.
أعرب العديد من الأطباء والنشطاء الاجتماعيين عن حزنهم الشديد لـوفاة الطبيب في قنا، مؤكدين على أهمية توفير بيئة آمنة للعاملين في القطاع الصحي لتمكينهم من أداء واجبهم الإنساني دون خوف أو تهديد. وتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي وسمًا للتعبير عن تعازيهم ومطالبتهم بتحقيق العدالة في القضية.
الجدير بالذكر أن الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد تعرض أطباء وعاملون في القطاع الصحي لاعتداءات وحوادث مؤسفة في مناطق مختلفة من مصر. وهذا يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لحماية هؤلاء الأبطال الذين يضحون بحياتهم لإنقاذ حياة الآخرين.
تؤكد نقابة الأطباء مواصلة المطالبة بتوفير الحماية اللازمة للأطباء والعاملين في القطاع الصحي، وستقوم بمتابعة التحقيقات في حادث وفاة الطبيب، ومطالبة الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.
من المنتظر أن يعقد مجلس نقابة الأطباء اجتماعًا خلال الأسبوع القادم لمناقشة الإجراءات التي سيتم اتخاذها بشأن الحادثة، وتقديم مقترحات للجهات الحكومية المعنية لتأمين الفرق الطبية. وسيراقب المجتمع الطبي عن كثب نتائج هذه الاجتماعات والإجراءات التي ستتبعها الحكومة لحماية أمنهم وسلامتهم.






