أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أوكرانيا والولايات المتحدة تقتربان من إتمام صياغة اتفاقية إطارية بشأن الضمانات الأمنية والترتيبات الاقتصادية المرتبطة بخطة سلام مقترحة. يأتي هذا في الوقت الذي تشير فيه روسيا إلى أنها تسعى لإجراء تعديلات كبيرة على أي اتفاق لإنهاء الحرب. وتعتبر هذه التطورات جزءًا من الجهود الدبلوماسية المستمرة لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية، مع التركيز على الضمانات الأمنية المستقبلية لأوكرانيا.
التقدم نحو خطة سلام: الضمانات الأمنية لأوكرانيا في صميم المفاوضات
أفاد زيلينسكي، في مؤتمر صحفي في كييف يوم 22 ديسمبر، بأن المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين أسفرت عن خطة تتكون من 20 نقطة ومستندات مصاحبة تتضمن ضمانات أمنية تشمل أوكرانيا والولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين. وأقر بأن الإطار ليس مثاليًا، لكنه وصفه بأنه خطوة ملموسة إلى الأمام. وتشمل هذه الخطة جوانب عسكرية واقتصادية تهدف إلى استقرار أوكرانيا على المدى الطويل.
وأشار زيلينسكي إلى وجود وثيقة ثنائية منفصلة مع واشنطن تغطي الضمانات الأمنية، والتي من المقرر أن يتم مراجعتها من قبل الكونجرس الأمريكي. وأضاف أن الملاحق الرئيسية المتعلقة باحتياجات الجيش الأوكراني قد تم الاتفاق عليها إلى حد كبير، واصفًا المسودة بأنها “جيدة جدًا”.
التعافي الاقتصادي كركيزة أساسية
بالإضافة إلى ذلك، تم إعداد مسودة أولية لاتفاقية بشأن تعافي أوكرانيا، ووصفها بأنها استراتيجية اقتصادية تشكل، إلى جانب المستندات الأمنية، “اللبنة الأساسية لجميع المستندات”. يهدف هذا الجانب إلى توفير الدعم المالي والاقتصادي اللازم لإعادة بناء أوكرانيا بعد الحرب.
ومع ذلك، حذر زيلينسكي من أن الدبلوماسية لم تقلل من التهديد العسكري الفوري من روسيا. وانتقد موسكو لرفضها مقترحات وقف إطلاق النار خلال عيد الميلاد، واصفًا ذلك بأنه “إشارة سيئة”، وحذر من احتمال وقوع هجمات خلال فترة الأعياد. وتأتي هذه التحذيرات في ظل استمرار الاشتباكات على طول خطوط الجبهة.
كما أكد زيلينسكي أن القوات الروسية استولت على قرية حدودية في منطقة سومي الأوكرانية، واحتجزت العشرات من المدنيين و 13 جنديًا أوكرانيًا كرهائن. وأوضح أن القوات الأوكرانية امتنعت عن الرد على القوات الروسية بسبب وجود مدنيين. لم تصدر روسيا أي تعليق رسمي حول هذا الحادث حتى الآن.
رد فعل روسيا: تعديلات جوهرية مطلوبة
في المقابل، أفاد الكرملين بأن الرئيس فلاديمير بوتين قد تم إطلاعه على المقترحات الأمريكية للسلام. ومن المتوقع أن تصيغ موسكو موقفها في الأيام المقبلة. وتشير التقارير إلى أن روسيا تنظر إلى خطة الـ 20 نقطة المتفق عليها بين أوكرانيا والولايات المتحدة على أنها نقطة انطلاق فقط.
ووفقًا لمصدر مقرب من الكرملين، فإن روسيا تنوي السعي لإجراء تعديلات رئيسية، بما في ذلك المزيد من القيود على القوات الأوكرانية. وتجادل موسكو بأن المقترح يفتقر إلى أحكام مهمة بالنسبة لروسيا ويترك العديد من الأسئلة دون إجابة. وتعتبر هذه التعديلات ضرورية لضمان مصالح روسيا الأمنية.
وتبرز المواقف المتصاعدة فجوة متزايدة بين تصوير كييف للتقدم نحو الضمانات الأمنية وإصرار موسكو على إعادة التفاوض بشأن العناصر الأساسية للخطة المدعومة من الولايات المتحدة، في الوقت الذي تستمر فيه الدبلوماسية. وتشمل القضايا العالقة الوضع المستقبلي للأراضي المتنازع عليها ومسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
من المتوقع أن تستمر المفاوضات في الأسابيع المقبلة، مع التركيز على إيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المتنازعة. وستراقب الأوساط الدولية عن كثب تطورات هذه المفاوضات، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الكبيرة التي تواجهها عملية السلام. وتعتبر التطورات على ساحة المعركة، بالإضافة إلى المواقف السياسية المتغيرة، عوامل رئيسية ستؤثر على مسار هذه المفاوضات.






