قدمت أوكرانيا خطة سلام جديدة للولايات المتحدة، تتضمن مقترحات حول التنازلات الإقليمية المحتملة ومستقبل محطة زاباروجيا النووية، في محاولة لإنهاء النزاع المستمر مع روسيا. يأتي هذا في وقت أكد فيه مسؤولون روس عدم وجود خطط لغزو أوروبا، بينما تشهد العاصمة الأوكرانية قصفًا مكثفًا، وتصاعدت الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية، بما في ذلك منشآت الطاقة. هذه التطورات تضع أوكرانيا في قلب مفاوضات دولية معقدة.
أعلنت مصادر أمنية أوكرانية عن تنفيذ ضربة ناجحة بطائرات مسيرة على منصة نفط روسية في بحر قزوين، مما أدى إلى توقف عمليات استخراج النفط والغاز. يُعد هذا الهجوم الأول من نوعه في هذه المنطقة، ويأتي بالتزامن مع استمرار القصف الروسي على المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف.
أوكرانيا وأوروبا: البحث عن حلول دبلوماسية
أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس، خلال مؤتمر صحفي في برلين، أن أوروبا لن تسمح بفرض حلول سلام على أوكرانيا دون مراعاة مصالحها. جاء هذا التصريح بعد محادثات مكثفة مع قادة أوروبيين آخرين، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حول خطة السلام الأوكرانية المنقحة.
وأشار ميرتس إلى أن رد كييف على المقترح الأميركي، الذي تم تقديمه للرئيس دونالد ترامب، يتضمن بنودًا حول التنازلات الإقليمية المحتملة، لكنه شدد على أن القرار النهائي يعود إلى الرئيس زيلينسكي والشعب الأوكراني. وأضاف أن زيلينسكي لم يوافق حتى الآن على أي تنازلات إقليمية كشرط للسلام.
ردود الفعل الدولية على خطة السلام
نقلت شبكة “إيه بي سي نيوز” عن مسؤول أوكراني أن الخطة المنقحة تتضمن “أفكارًا جديدة” بشأن الأراضي والسيطرة على محطة زاباروجيا النووية. ويعكس هذا التعديل محاولة من كييف لتعزيز موقفها التفاوضي.
من جانبه، صرح الرئيس ترامب بأنه أجرى محادثات “صريحة” مع القادة الأوروبيين بشأن أوكرانيا، معربًا عن نفاد صبره تجاه الرئيس زيلينسكي. وأكد ترامب أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيشارك في اجتماعات مستقبلية حول هذا الموضوع.
الموقف الروسي والتصعيد الميداني
في موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تسعى إلى “سلام دائم ومستدام” في أوكرانيا، من خلال حزمة وثائق متفق عليها تضمن أمن جميع الأطراف. وشدد لافروف على ضرورة معالجة “الأسباب الجذرية” للصراع، معتبراً أن الرئيس ترامب جاد في التوسط.
وفي سياق متصل، علقت الخارجية الروسية على مقتل جندي بريطاني في أوكرانيا، محذرة من أن أي وحدات عسكرية أجنبية في أوكرانيا ستعتبر أهدافًا مشروعة. واتهمت الخارجية الروسية القوات البريطانية بمساعدة كييف في تنفيذ “أعمال إرهابية”.
أفادت روسيا بإسقاط 287 طائرة مسيرة أوكرانية في هجوم جوي واسع النطاق، بما في ذلك 40 فوق منطقة موسكو، مما أدى إلى تعطيل حركة الطيران المدني. في المقابل، تواصل أوكرانيا استهداف البنية التحتية الروسية، بما في ذلك مصافي النفط، في محاولة لتقويض القدرات العسكرية الروسية.
الهجمات المتبادلة وتأثيرها على الملاحة
أعلن مصدر في جهاز الأمن الأوكراني عن استهداف منصة “فيلانوفسكي” النفطية التابعة لشركة لوك أويل في بحر قزوين، مما أدى إلى توقف الإنتاج. كما نفذت أوكرانيا هجومًا على سفينة روسية في البحر الأسود، مما أثار مخاوف بشأن الملاحة التجارية في المنطقة.
وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من “تصعيد مقلق” في البحر الأسود، وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برد قاس. هذه التطورات تزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات الدبلوماسية خلال الأيام القادمة، مع التركيز على إيجاد حلول مقبولة لجميع الأطراف. ومع ذلك، لا يزال مستقبل الحرب في أوكرانيا غير واضح، وتعتمد التطورات على مدى استعداد روسيا وأوكرانيا لإجراء تنازلات. يجب مراقبة ردود الفعل على خطة السلام الجديدة، ومستوى التصعيد الميداني، ومواقف القادة الدوليين الرئيسيين، بما في ذلك الرئيس ترامب، في الأيام والأسابيع المقبلة. الوضع الإنساني والأمني في منطقة النزاع يظل مصدر قلق بالغ.






