يعمل الاتحاد الأوروبي على إعداد خيارات تجارية لمواجهة قيود التصدير المخطط لها من جانب الصين على المواد الأولية الحرجة، في حال فشل التكتل في التوصل إلى حل دبلوماسي مع بكين.
تُعِدّ المفوضية الأوروبية قائمة بإجراءات تجارية بحلول نهاية الشهر، يمكن استخدامها لاحقاً ضد الصين لتعزيز القدرة التفاوضية، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر. كما تعمل المفوضية أيضاً على وضع خطة لحماية الإمدادات الحيوية على المدى القصير وتأمين مصادر بديلة.
ستمثّل قيود التصدير التي تعتزم الصين فرضها تهديداً كبيراً للقطاع الصناعي لأوروبا وأمنها، إذ تُعد هذه المواد مدخلات حيوية تُستخدم في مختلف القطاعات، من بطاريات السيارات الكهربائية إلى صناعة الدفاع.
مفاوضات دون نتائج بين بروكسل وبكين
مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، كان قد أجرى محادثات مع نظيره الصيني وانغ وينتاو، دون التوصل إلى اتفاق يُعالج مخاوف التكتل.
صرح شيفتشوفيتش للصحفيين بعد المكالمة يوم الثلاثاء: “ليست لدينا أي مصلحة في التصعيد، ومع ذلك، فإن هذا الوضع يُلقي بظلاله على علاقتنا، ولذلك فإن التوصل إلى حل سريع أمر ضروري”.
اقرأ أيضاً: صادرات الصين من المعادن النادرة تتراجع وسط احتدام التوتر مع أميركا
ذكر شيفتشوفيتش أن وتيرة التواصل ستتسارع، وأن فريقاً صينياً سيزور بروكسل لمناقشة المسألة خلال الأيام المقبلة.
وامتنع متحدّث باسم المفوضية، التي تتولى شؤون التجارة في التكتل، عن التعليق على إعداد الإجراءات المحتملة.
الصين تشدد القيود على المعادن النادرة
بحسب أشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، يرجّح أن تُطرح القضية خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأسبوع الجاري، رغم أن المفوضية تسعى لتجنّب الخوض في مناقشة الإجراءات المحددة. ورفض الأشخاص الإفصاح عن الخيارات التجارية التي قد ينظر فيها الاتحاد الأوروبي، نظراً إلى حساسية الموضوع.
قد يهمك: قيود الصين على المعادن النادرة توحّد الحلفاء خلف ترمب
أعلنت بكين في وقت سابق من الشهر الجاري عن خطط لتشديد القيود بشكل كبير على صادراتها من العناصر الأرضية النادرة وغيرها من المواد الحيوية. ووفقاً لهذه الإجراءات، سيُطلب من المصدّرين في الخارج الحصول على ترخيص تصدير إذا كانت منتجاتهم تحتوي حتى على كميات ضئيلة من بعض العناصر النادرة المستخرجة من الصين.
الإجراءات الأوروبية ضد الصين
خلال الأسبوع الماضي، حاولت بكين تهدئة مخاوف المسؤولين الأجانب بشأن الإطار المقترح، مؤكدة أن هذه القيود تُعد “تصرفاً مسؤولاً” يهدف إلى حماية السلام والاستقرار العالميين. وتُشكّل الصين نحو 70% من الإمدادات العالمية من العناصر الأرضية النادرة.
أشار تقرير نُشر الأسبوع الجاري عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى أن نقاط الضغط المحتملة التي يمكن للاتحاد الأوروبي استغلالها تشمل مكونات الطائرات، وآلات الطباعة الحجرية بالأشعة فوق البنفسجية العميقة القديمة، ومنتجات الصلب المتخصصة مثل المحامل عالية الدقة.
طالع أيضاً: الصين تتحرك لتهدئة القلق العالمي بشأن قيود المعادن النادرة
ويجري الاتحاد الأوروبي أيضاً مناقشات مع دول مجموعة السبع بشأن إمكانية تنفيذ جهود منسّقة للتنويع بعيداً عن الإمدادات الصينية.
وجاء في مسودة نتائج القمة التي اطّلعت عليها “بلومبرغ”: “من أجل مواجهة الممارسات التجارية غير العادلة، يدعو المجلس الأوروبي المفوضية إلى الاستفادة الكاملة من أدوات الأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي”.