شهدت مدينة لاهاي حدثًا تاريخيًا حيث وقّعت 35 دولة على اتفاق لإنشاء لجنة دولية لتعويض أوكرانيا عن الأضرار الهائلة التي تكبدتها نتيجة الحرب المستمرة مع روسيا، والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات. وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد الجهود الدولية لدعم أوكرانيا ومساءلة روسيا عن أفعالها. كما صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن المقترحات التي تم التفاوض عليها مع مسؤولين أمريكيين في برلين هذا الأسبوع لإنهاء الحرب قد تكتمل في غضون أيام. هذا التطور يمثل نقطة تحول محتملة في الصراع.
تعتبر قضية تعويضات أوكرانيا من أهم القضايا المطروحة حاليًا على الساحة الدولية، حيث تسعى أوكرانيا للحصول على تعويضات عن الأضرار التي لحقت ببنيتها التحتية واقتصادها وممتلكات مواطنيها. وتشمل هذه الأضرار تدمير المدن والقرى، وتدمير البنية التحتية الحيوية مثل محطات الطاقة وشبكات المياه، والخسائر الاقتصادية الناجمة عن تعطيل الإنتاج والتجارة. الاجتماع في لاهاي يمثل خطوة ملموسة نحو تحقيق هذا الهدف.
اللجنة الدولية لتعويضات أوكرانيا: تفاصيل وآليات العمل
تهدف اللجنة الدولية، التي تم التوقيع عليها في لاهاي، إلى جمع الأدلة وتحديد حجم الأضرار التي لحقت بأوكرانيا، ومن ثم تحديد مصادر التمويل اللازمة لتقديم التعويضات. وتضم اللجنة ممثلين عن الدول الأعضاء، بالإضافة إلى خبراء في القانون الدولي والاقتصاد. من المتوقع أن تبدأ اللجنة عملها في أقرب وقت ممكن، وستواجه تحديات كبيرة في جمع الأدلة وتقييم الأضرار، خاصة في المناطق التي لا تزال تشهد قتالًا.
تعتمد آلية عمل اللجنة على مبادئ القانون الدولي، بما في ذلك مبدأ المسؤولية عن الأضرار الناجمة عن الأفعال غير القانونية. وتسعى اللجنة إلى تحديد الأطراف المسؤولة عن الأضرار، ومن ثم مطالبة هذه الأطراف بتقديم التعويضات. وتشمل مصادر التمويل المحتملة الأصول الروسية المجمدة في الخارج، بالإضافة إلى المساهمات من الدول الأعضاء والمنظمات الدولية. هناك جدل قانوني مستمر حول إمكانية استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل التعويضات.
الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب
بالتزامن مع جهود إنشاء اللجنة الدولية، تتواصل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وصرح الرئيس زيلينسكي بأن المقترحات التي تم التفاوض عليها في برلين تتضمن خطوات ملموسة نحو وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بالإضافة إلى مناقشة قضايا سياسية وأمنية معقدة. ومع ذلك، لم يتم الكشف عن تفاصيل هذه المقترحات، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت روسيا ستوافق عليها. الوضع السياسي في المنطقة معقد للغاية.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه أوكرانيا هجمات روسية متزايدة على بنيتها التحتية الحيوية، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعيق جهود التعافي الاقتصادي. وفي هذا السياق، أكدت الدول الأعضاء في اللجنة الدولية على التزامها بتقديم الدعم الكامل لأوكرانيا، بما في ذلك المساعدات الإنسانية والاقتصادية والعسكرية. كما دعت إلى محاسبة روسيا على جرائم الحرب التي ارتكبت في أوكرانيا. هناك تركيز متزايد على المساءلة.
وفي سياق منفصل، تركز المشاورات في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ على دعم أوكرانيا ومناقشة سبل تعزيز الأمن والاستقرار في أوروبا. أجرى مراسل يورونيوز مقابلة مع المفوض الأوروبي للطاقة والإسكان، دان يورغنسن، حول التحديات التي تواجه أوروبا في مجال الطاقة والأمن الغذائي، وكيف يمكن للتكتل أن يلعب دورًا أكبر في دعم أوكرانيا. البرلمان الأوروبي يلعب دورًا حيويًا في صياغة السياسات.
بالإضافة إلى ذلك، تستضيف بروكسل اليوم قمة للبلقان الغربي، بمشاركة رئيسة كوسوفو، فيوزا عثماني. تأتي القمة في إطار جهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز العلاقات مع دول البلقان الغربي، وتشجيعها على تبني الإصلاحات اللازمة للانضمام إلى التكتل. تعتبر كوسوفو من الدول الطامحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ومع استمرار القمة، يلقي مراسل يورونيوز، ياكوب ياناس، الضوء على المواقف الأوروبية تجاه التوسع، مع التركيز على التحديات والفرص المرتبطة بقبول دول جديدة في الاتحاد الأوروبي. هناك نقاش مستمر حول قدرة الاتحاد الأوروبي على استيعاب دول جديدة.
يمكن للمشاهدين متابعة برنامج “Europe Today” يوميًا في الساعة 8:00 بتوقيت وسط أوروبا، مع المذيعة الرئيسية ميا ماكمهون والمحررة الأوروبية ماريا تاديو، للحصول على آخر التطورات والتحليلات حول الأحداث الرئيسية التي تشكل أوروبا والعالم. البرنامج يقدم تغطية شاملة للأخبار.
من المتوقع أن تستمر المناقشات حول تعويضات أوكرانيا في الأيام والأسابيع القادمة، مع التركيز على تحديد مصادر التمويل وتطوير آليات فعالة لتقديم التعويضات. كما ستستمر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى نتائج ملموسة. الوضع لا يزال هشًا ويتطلب مراقبة دقيقة. من المهم أيضًا متابعة التطورات المتعلقة بمسار أوكرانيا نحو العضوية في الاتحاد الأوروبي، حيث أن هذا المسار قد يؤثر على مستقبل البلاد والمنطقة بأكملها.






