كان رئيس مجلس إدارة شركة “أوراكل” لاري إليسون يسخر من فكرة الحوسبة السحابية، وقد وصفها في 2008 بأنها “محض هراء”.

أما الآن، فإن نجاح وحدة البنية التحتية السحابية في “أوراكل” هو السبب وراء ارتفاع سعر سهم الشركة، وجعل إليسون، رئيس مجلس إدارتها ومؤسسها المشارك، ثاني أغنى شخص في العالم.

مؤسس “أوراكل” يضيف 14 مليار دولار لثروته في يوم واحد ويتخطى بيل غيتس

أدى ازدهار الذكاء الاصطناعي إلى زيادة هائلة في الطلب على الحوسبة والتخزين عبر الإنترنت. وقد أوجدت “أوراكل”، شركة البرمجيات التي كافحت طويلاً لتجد طريقها في هذه السوق، لنفسها موطئ قدم من خلال استقطاب عملاء رئيسيين.

اليوم، تُسهم الشركة في تقديم دفع لشركة “إكس إيه آي” (xAI) الخاصة بإيلون ماسك من مركز بيانات في ولاية يوتاه، وتجمع عشرات آلاف شرائح الذكاء الاصطناعي لشركة “إنفيديا” من سنغافورة، ووقّعت حديثاً ما يُرجّح أنه أكبر صفقة سحابية منفردة على الإطلاق مع “أوبن إيه آي” (OpenAI)، الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

“OpenAI” تستأجر قدرة حاسوبية هائلة من “أوراكل” في أميركا

تلتزم “أوراكل” بإنفاق عشرات مليارات الدولارات لتطوير مراكز بيانات ضخمة، وهو قدر غير مسبوق لديها في ظل شح الكهرباء والمواد. ويشمل ذلك خطة لإنفاق أكثر من مليار دولار سنوياً لتشغيل موقع ضخم جديد في غرب تكساس بمولدات تعمل بالوقود بدل انتظار تزويدها بالكهرباء من شركات المرافق، وفقاً لأشخاص مطلعين على الخطط.

مع كل هذا الإنفاق، سجلت “أوراكل” تدفقاً نقدياً سنوياً سلبياً لأول مرة منذ 1990. وما تزال هناك تساؤلات حول مدى ديمومة وهوامش ربحية توفير البنية التحتية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

خروج من العقلية القديمة

تأسست “أوراكل” في سبعينيات القرن الماضي، وكانت قد تراجعت منذ فترة طويلة عن الصدارة التقنية. في طريق عودتها إلى عصر الذكاء الاصطناعي، كانت هناك معارك داخلية لإقناع الرئيسة التنفيذية سافرا كاتز بالاستثمار في السحابة، وجلب عملاء رئيسيين مثل “تيك توك”، وترقية مدير تنفيذي ذي إسلوب خشن اسمه كلاي ماغويرك.

تحدثت “بلومبرغ” مع أكثر من 30 موظفاً وعميلاً حالياً أو سابقاً لفهم كيف يمكن لشركة “أوراكل” الإيفاء بوعودها الضخمة. شرحوا بالتفصيل التكاليف المتصاعدة، والجداول الزمنية المتسارعة لتلبية متطلبات “أوبن إيه آي”، والعقبات التنظيمية، وتوظيفها لمئات من موظفي “أمازون” السابقين، وتحدثوا من دون الكشف عن هوياتهم لكونهم يتناولون الأعمال الداخلية لشركة اشتهرت بخصوصيتها وكثرة النزاعات القضائية المتعلقة بها. وقد رفضت “أوراكل” التعليق.

بناء سحابة

مع ازدياد زخم الحوسبة السحابية في أواخر العقد الأول من هذا القرن، لم يكن لدى إليسون ما يدفعه للحماس. إذ إن قاعدة بيانات “أوراكل” التي تحمل اسمها، والتي تُشترى بكاملها وتُحمّل مباشرةً على خوادم العملاء، كانت واحدة من أكبر النشاطات إدراراً للدخل في العالم. وكان بحكم المؤكد أن اعتماد نموذج مبيعات سحابي، بحيث يستأجر المستخدمون الوصول إلى البرامج، سيؤدي إلى انخفاض الأرباح، ويفرض حاجة إلى تعاون مع منافسين.

بعد سنوات من تجاهل السحابة كوسيلة تسويق، تغيرت نبرة “أوراكل” مع تعرض أعمالها لانتقادات لاذعة. قدّمت ”أمازون“ خيارات قواعد بيانات أرخص لعملائها السحابيين. ووعدت شركات التطبيقات المنافسة، مثل ”سيلزفورس“ (Salesforce)، بسهولة التثبيت والتحديثات.

رأى إليسون ضرورةً لنقل تطبيقات ”أوراكل فيوجن“ (Oracle Fusion)، المستخدمة عادةً في التخطيط المالي وتخطيط الموارد، إلى السحابة، وفقاً لأشخاص مطلعين على تفكيره في ذلك الوقت.

“أوراكل” تزود “OpenAI” بمليوني شريحة ذكاء اصطناعي لمراكز البيانات

شهدت “أوراكل” جهوداً متنافسة خلال العقد الأول من القرن لبناء سحابة للاستخدام الداخلي وللعملاء. ولم تحقق المحاولة الأولى، التي قادها توماس كوريان وأُطلقت في 2012، نجاحاً يُذكر.

دفعت مجموعة منفصلة، ​​تتألف في معظمها من موظفين كانوا يعملون لدى ”أمازون“ بقيادة دون جونسون، بنهج يُسمى “البنية التحتية المجردة”، وفيها لا يضطر العملاء إلى مشاركة خوادمهم مع مستأجرين آخرين، ويتيح هذا لـ”أوراكل” استهداف المستخدمين المهتمين بالخصوصية. كما ركزت المجموعة على بناء مراكز بيانات أصغر، فسمح لها ذلك بالتوسع في دول لم تكن مناسبة بعد لقادة الصناعة.

حظي نهج “البنية التحتية المجردة” بموافقة إليسون، الذي ما يزال صانع قرار رئيسي على الرغم من تخليه عن منصب الرئيس التنفيذي قبل أكثر من عقد. أصبح المنتج الجديد يُعرف باسم ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“ (Oracle Cloud Infrastructure). غادر كوريان الشركة في 2018 بعد تهميش نهجه. ثم انضم إلى ”جوجل“ لقيادة خدمة السحابة المنافسة، وما يزال يشغل هذا المنصب.

عند طرحها المنتج الجديد، اضطرت “أوراكل” إلى التغلب على سمعتها الراسخة باستراتيجيات المبيعات الجريئة. تشمل العروض الرئيسية لـ ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“ أسعاراً أدنى بفضل مجموعة مبسطة من المنتجات، وتكامل جيد مع منصات السحابة الأخرى.

غالباً ما يسخر مندوبو مبيعات “أوراكل” من مجموعة أدوات ”أمازون ويب سيرفيسز“ (Amazon Web Services) الشاملة، ويقولون لزبائنهم إن دفع ثمن سحابة ”أمازون“ يشبه دعم مشاريع ضخمة باهظة الثمن مثل مشروع القمر الاصطناعي ”كويبر“ (Kuiper).

“stc” السعودية تعزز شراكتها مع “أوراكل” بأكثر من ملياري ريال

صرح متحدث باسم ”أمازون“ بأن “عدداً أكبر من العملاء يواصلون اختيار (أمازون ويب سيرفيسز) أكثر من أي مزود سحابي آخر، لأننا نقدم خيارات لا مثيل لها، وسرعة ابتكار وأمان وموثوقية”.

عملاء مبتكرون

في عصر جائحة كورونا، انضم عدد قليل من العملاء المبتكرين إلى منصة “أوراكل”. اختارت شركة ”زووم كوميونيكشن“ (Zoom Communications)، التي واجهت صعوبة في التعامل مع ارتفاع هائل في الطلب خلال فترات الإغلاق، ”أوراكل كلاود“ للمساعدة في التعامل مع حركة مرور البيانات من المستهلكين. وحصلت الشركة على التزام بقيمة ملياري دولار تقريباً من شركة ”أوبر تكنولوجيز“ في 2023.

كان أكبر فوز في هذه الفترة بلا منازع هو ”تيك توك“. احتاجت شركة التواصل الاجتماعي التي تملكها شركة ”بايت دانس“ إلى توسيع بنيتها التحتية في الولايات المتحدة، بينما كانت تخضع لتدقيق المشرعين بشأن صلاتها بالصين. بدت “أوراكل”، الشركة المخضرمة في الأمن القومي، والتي كان رئيسها ومديرها التنفيذي من مؤيدي الجمهوريين الذين كانوا في السلطة آنذاك، خياراً طبيعياً.

تحالف بقيادة “أوراكل” يجدد محاولة الاستحواذ على “تيك توك” أميركا

قال توني غرايسون، المدير التنفيذي السابق في “أوراكل” الذي قاد بناء مركز بيانات الشركة في ذلك الوقت: مر مشروع ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“ بمرحلتين يمكن وصفهما بما قبل مجيء ”تيك توك“ وما بعده، وبيّن أن هذا العميل الجديد أجبر الشركة على التفكير على نطاق لم يسبق له مثيل. في عام 2022، أعلنت ”تيك توك“ أن جميع حركة مرور المستخدمين في الولايات المتحدة ستتدفق عبر خوادم “أوراكل”.

تجاوزت الإيرادات السنوية من هذا العميل الجديد مليار دولار بسرعة، ولفترة، كانت أعمال ”تيك توك“ أكبر من أعمال بقية ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“ مجتمعة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأرقام.

كما اكتسبت “أوراكل” خبرة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث قامت بتشغيل آلاف وحدات معالجة الرسومات من ”إنفيديا“، وهي شرائح تُستخدم في أعمال الذكاء الاصطناعي، لصالح ”تيك توك“ حتى قبل انتشار ”تشات جي بي تي“.

السخرية كأسلوب إدارة!

ساد خلاف طويل داخل “أوراكل” حول هدف ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“. رأى بعض القادة أنها وسيلة لحماية أعمال قواعد البيانات وتحديث التطبيقات، بينما سعى آخرون إلى منافسة ”أمازون“ و“مايكروسوفت“ على أعمال السحابة العامة، والاستحواذ على حصة من سوق تُقدر بمئات المليارات سنوياً.

لم يكن سهلاً إقناع الرئيسة التنفيذية كاتز بهذه الرؤية التوسعية. فقد أعربت عن تشككها بسبب ارتفاع تكاليف تشغيل مراكز البيانات وانخفاض هوامش الربح، وفقاً لأشخاص مطلعين على تفكيرها.

وحدة الحوسبة السحابية تدعم نمو إيرادات “مايكروسوفت”

لقد عزز هذا الوعي بالتكاليف تركيز ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“ في البداية على مراكز البيانات الصغيرة. لكنها اقتنعت هي وقادة شركات تقليدية أخرى بهذه الرؤية مع ظهور صفقات ضخمة مثل ”تيك توك“، ومن ثمّ ”أوبن إيه آي“.

انهال الثناء والتقدير على ماغويرك، قائد القسم. وقد ارتقى الرجل البالغ من العمر 39 عاماً بسرعة في مناصب الشركة، وهو تحت إدارة أليسون مباشرةً. كان من أوائل موظفي “أوراكل” بعد فترة عمل في ”أمازون“، وانتقل حديثاً إلى ناشفيل، وهي المدينة التي تعهدت “أوراكل” بنقل مقرها الرئيسي إليها. في يونيو، رُقّي إلى منصب رئيس، وينظر إليه قادة الشركة كخليفة محتمل لرئيسه الذي بلغ من العمر 81 عاماً.

قال ماغويرك عبر بودكاست (Modern CTO) في يوليو 2023: “أحياناً تنظر إلى الماضي فتقول: لست متأكداً من أنني كنت مؤهلاً تماماً في كل خطوة من الطريق. لكن يبدو أن الأمور سارت على ما يرام حتى الآن”.

يصفه من عملوا معه بأنه فعال جداً ولكنه عرضة للدخول في صراعات. قال ذات مرة لأحد المديرين التنفيذيين في غرفة تعج بالقياديين إن أفعاله “غبية جداً”، وفقاً لادعاءات في دعوى قضائية عام 2021 زعمت وجود ثقافة عمل سامة في ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“. يُعدّ الرؤساء الصريحون أمراً شائعاً في شركة يديرها إليسون، الذي وصف أسلوب قيادته ذات مرة بأنه “إدارة بالسخرية”.

أمازون تستثمر 10.5 مليار دولار في بريطانيا لتوسعة خدماتها السحابية

في الأيام الأولى لـ ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“، كان القسم يُعرف باسم “سبارتا”. كان بإمكانه دفع رواتب أعلى لموظفيه من الأقسام الأخرى في ”أوراكل“، وكان مقره في سياتل بدلاً من منطقة خليج سان فرانسيسكو، واعتمد ممارسة لدى ”أمازون ويب سيرفيسز“ في التخلص المستمر من الموظفين ذوي الأداء المنخفض.

ازدادت أهمية ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“ مع تزايد أهمية السحابة في أعمال الشركة. واليوم، يعمل حوالي 23000 موظف تحت إدارة ماغويرك. وعلى مدار العامين الماضيين، انضم أكثر من 600 موظف من ”أمازون“، وفقاً لتحليل من ”وركفورس دوت إيه آي“ (Workforce.ai). سهّلت قاعدة ”أمازون“ الأخيرة للعودة إلى المكتب خمسة أيام في الأسبوع عملية استقطاب الموظفين، حيث ما تزال ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“ تسمح بالعمل الهجين أو عن بعد بقدر كبير، وفقاً لأشخاص في الشركة.

نطاق غير مسبوق

يُعدّ الذكاء الاصطناعي اليوم المحرك الرئيسي لنمو ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“. قال شخص مطلع على الأرقام، إن غالبية الصفقات المحجوزة لدى ”أوراكل“، مرتبطة بعملاء يقومون بتدريب أو نشر نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام خوادم تعتمد على وحدات معالجة الرسومات.

يُرجح أن تصبح ”أوبن إيه آي“ أكبر عملاء “أوراكل”، وقد سوّقت هذا باسم ”ستارغيت“ (Stargate)، وهو مسعى أُعلن عنه لأول مرة في يناير في البيت الأبيض بحضور الرئيس دونالد ترمب. أبرمت الشركتان صفقات لأكثر من 5 غيغاواط من قوة الحوسبة، وهو قدر غير مسبوق يمثل طاقة تكفي لملايين المنازل الأميركية.

ما الذي يجري داخل أول مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في مشروع “ستارغيت”؟

يجري العمل لصالح ”أوبن إيه آي“ وفق جدول زمني صارم. ومن المقرر الانتهاء من مراكز البيانات بحلول مطلع 2027، مع تشغيل عدة خوادم في الصيف المقبل، وفقاً لأشخاص مطلعين على الخطط. وتُصمم مرافق لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بافتراض أنها قد تُشغّل أيضاً تطبيقات تلك النماذج المُدرّبة، وهو ما يُسمى بالاستدلال.

يُعتقد عموماً أن توفير البنية التحتية لتدريب الذكاء الاصطناعي يُعدّ عملاً ذا هامش ربح أقل من الاستدلال، نظراً لحاجته إلى أشباه موصلات وتبريد أكثر تطوراً. وأفاد الأشخاص بأن التوقيت الدقيق وتفاصيل التصميم الخاصة بعمل ”أوبن إيه آي“ قد تتغير.

يُشكل العثور على مطوري مراكز بيانات ومصادر كهرباء لدعم هذا المشروع بأسعار معقولة تحدياً، وفقاً لأشخاص مشاركون في التطوير، إذ ارتفعت تكاليف كثير من المنتجات والخدمات خلال العام الماضي بسبب الرسوم الجمركية واستغلال الموردين للطلب المكثف.

إضافةً إلى ذلك، قد يستغرق الحصول على الموافقات والبنية التحتية اللازمة لسحب الطاقة الكهربائية اللازمة من الشبكات المحلية سنوات.

تدفقات “أوراكل” النقدية تتراجع مع بناء السحابة

يقع الموقع الذي تخطط “أوراكل” لتشغيله بالكامل باستخدام الوقود في مقاطعة شاكلفورد بولاية تكساس، قرب من مزرعة خوادم “أوراكل” أخرى في أبيلين. وتطوره شركة ”فانتاج داتا سنترز“ (Vantage Data Centers)، التي تملك حصصاً فيها مجموعة ”ديجيتال بريدج“ وشركة ”سيلفر ليك“ (Silver Lake)، وستبلغ قدرته الحاسوبية 1.4 غيغاواط، ما يجعله من بين أكبر المواقع المعروفة.

يعود جزء من شعبية ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“ لدى شركات الذكاء الاصطناعي إلى تركيزها طويل الأمد على الخوادم المعدنية. وقد أصبح هذا معياراً في عمل الذكاء الاصطناعي، وكانت “أوراكل” من بين الموردين الرئيسيين الذين قدموه. كما يشير المستخدمون والموظفون إلى جودة شبكات “أوراكل” واستعدادها للقيام بمستويات عالية من العمل المُخصص.

أدرجت شركة ”سيمي أناليسسز“ (Semianalysis)، وهي شركة تحليلات صناعية رائدة، ”أوراكل كلاود“ في صدارة تصنيفاتها لموردي البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في مارس، مستشهدةً بفعاليتها من حيث التكلفة وجودة شبكاتها وخدمة عملائها المتميزة.

أسهم “سوفت بنك” تنتعش وسط تفاؤل بالذكاء الاصطناعي وتقدم مشروع “ستارغيت”

قال ديفيد تالبي، الرئيس التنفيذي لشركة ”جون سنو لابس“ (John Snow Labs)، التي تُدرّب وتُطبّق نماذج الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية: “إنهم يُقدّمون أسعاراً تنافسيةً، وهذا يُساعد بالتأكيد”. وقد اختارت شركته ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“ جزئياً لما قدّمته من أداء عالٍ ولأنها متوافقة بشكل جيد للاستخدام مع رقائق “إنفيديا”.

من أكبر عملاء ”أوراكل“ في مجال الذكاء الاصطناعي شركة ”إنفيديا“، التي تستخدم ”أوراكل كلاود إنفراستركتشر“ للتطوير الداخلي ولتشغيل خدمة البنية التحتية السحابية لديها.

وتستأجر شركة تصنيع الرقائق، المعروفة داخلياً باسم ”باث فايندر“ (Pathfinder)، سعة تخزينية من مجموعة ”أوراكل“ لرقائق (H100) في اليابان، ومن مركز بيانات قيد الإنشاء في جزيرة باتام الإندونيسية. كما تجري ”أوراكل“ محادثات مع ”ميتا بلاتفورمز“ وشركة ماسك “إكس إيه آي“ لتقديم سعة تخزينية إضافية، وفقاً لشخص مُطّلع على الخطط.

ما تزال أعمال “أوراكل” في مجال الحوسبة السحابية أصغر بكثير من أعمال ”أمازون“ و“مايكروسوفت“ و“جوجل“، تابعة ”ألفابيت“ وتحتل المرتبة الثالثة كمزود للحلول السحابية.

لكن ما تزال هناك مساحة كبيرة للنمو. فقد ولدت السوق إيرادات للشركة تصل إلى 100 مليار دولار في الربع الأخير، وتشهد نمواً بنسبة 25% تقريباً على أساس سنوي، وفقاً لمجموعة ”سينرجي ريسرتش“ (Synergy Research).

السؤال الأهم هو كيفية تمويل “أوراكل” لهذا التطوير وتأثيره على ربحية الشركة، وفقاً لمارك موردلر، المحلل في “بيرنستين”. لكن، لم تضطر الشركة إلى اقتراض أموال لتطوير مراكزها على عكس منافسيها الأصغر حجماً مثل ”كورويف“ (CoreWeave).

قال موردلر، مُقارناً هذه المرحلة بتحول ”مايكروسوفت“ نحو الحوسبة السحابية تحت قيادة ساتيا ناديلا: “نعتقد أن هامش الربح سينتعش وأن التدفق النقدي سيكون كبيراً بمجرد تجاوزهم مرحلة الاستثمار هذه…تمر (أوراكل) بمرحلة تحول في نموذج أعمالها، وهو تحول يكون أكثر تأثيراً على الفترات الأقصر”.

شاركها.