خلال السنوات الماضية حرصت الدولة المصرية على تقديم مجموعة من المدن الجديدة والتي يطلق عليها مدن الجيل الرابع؛ لاستيعاب الزيادة السكانية المتلاحقة، وذلك من خلال رؤية جديدة تتبناها الحكومة؛ لتغيير النمط العمراني للدولة، وخاصة في مناطق كانت تعاني من عدم الاهتمام الكافي فيما سبق مثل الساحل الشمالي مصر ومدن البحر الأحمر والدلتا والصعيد إلخ؛ ليتم إطلاق أكبر المدن وبمعايير عالمية، والتي سوف نتحدث عن الهدف منها وأبرز المدن التي حققت نجاحات كبيرة منذ انطلاقها، فيما هو آت.

الهدف من إقامة مدن الجيل الرابع

لو نظرت على سبيل المثال إلى العاصمة الجديدة أو العلمين الجديدة أو حتى مدينة الجلالة العين السخنة؛ سوف تلاحظ أنها عبارة عن مراكز حضارة جديدة تهدف لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والرخاء الاقتصادي، وتهدف الحكومة من خلالها إعادة توزيع السكان بعيداً عن الشريط الضيق لوادي النيل ومد محاور العمران إلى الصحراء والمناطق النائية عبر إقامة مناطق جذب مستحدثة بعيداً عن المدن والقرى القائمة، يتم من خلالها تقديم مدن ذكية تحتوي على كافة الخدمات الالكترونية والحكومية ومعايير استدامة الطاقة وتدوير المخلفات.

العاصمة الادارية الجديدة

مدينة رقمية مستدامة تقدم نسقاً حضارياً بشكل احترافي ومبتكر، ولذلك وحتى مع حديث البعض عن عيوب العاصمة الادارية الجديدة؛ نجد أنها أهم المدن الذكية المستدامة والصديقة للبيئة التي تم اطلاقها مؤخراً، ومن المتوقع لها أن تستوعب نحو 40 مليون نسمة بحلول عام 2050 م، حيث تمتد المدينة على مساحة 170 ألف فدان، أي ما يعادل دولة سنغافورة و4 أضعاف مساحة واشنطن الأمريكية، فضلاً عن موقعها المتميز في شرق القاهرة وبالتحديد على حدود مدينة بدر في المنطقة المحصورة ما بين طريقي القاهرة العين السخنة والقاهرة السويس، وهذا الموقع جعلها قريبة من أهم المدن مثل القاهرة الجديدة ومدينتي ومدينة المستقبل والطريق الدائري الاقليمي ومحور العين السخنة، ونظراً لضخامة المشروع تم تقسيمها إلى 3 مراحل بتكلفة استثمارية تبلغ نحو 25 مليار دولار، وتضم كافة الخدمات التي يحتاجها السكان سواء حدائق، مدارس وجامعات، مركز سيطرة وتحكم أمني، بحيرات، مشروعات سكنية، مشروعات للطرق والمواصلات العامة، مولات، مراكز للمؤتمرات، مطار دولي، مدينة للثقافة والفنون إلخ.

مدينة العلمين الجديدة

تحظى المدينة بموقع متميز للغاية على ساحل البحر المتوسط، وبالقرب من مدن القاهرة والاسكندرية ومرسى مطروح، وتمتد على مساحة 50 ألف فدان، بعمق أكثر من 60 كم جنوب الشريط الساحلي، ومن المتوقع أن تستوعب المدينة نحو أكثر من 3 مليون نسمة، وتقع داخل الحدود الإدارية لمحافظة مرسى مطروح وتبدأ حدودها من طريق وادي النطرون للضبعة، وتتكون من عدة قطاعات أهمها القطاع السياحي الذي يضم “منطقة بحيرة العلمين، مركز المدينة، الحي السكني المتميز، حي حدائق العلمين، مرسى الفنارة ومركز المؤتمرات، المنطقة الترفيهية، ومنطقة أثرية، وجامعة ومركز خدمات إقليمية إلخ”.

كما تحتوي المدينة على مركز طبي عالمي بمساحة 44 فدان، و8 منصات منفصلة مقامة على البحر، ومدينة تراثية تمتد على مساحة 259 فدان، وكورنيش عالمي بطول 14 كم، ومحطة تحلية مياه بطاقة 150 ألف متر مكعب، بالإضافة إلى 10 آلاف وحدة سكنية وقطار كهربائي مكهرب.

مدينة ومنتجع الجلالة العين السخنة

يعتبر من المشروعات الضخمة التي تم تقديمها مؤخراً، والتي تشرف على تنفيذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ويضم هذا المشروع مدينة الجلالة العالمية وجامعة الملك عبد الله ومنتجعاً سياحياً يطل على خليج السويس بالإضافة إلى طريق “العين السخنة _ الزعفرانة” الذي يمر عبر جبل الجلالة، وقد وقع الاختيار على جبل الجلالة لإقامة المدينة؛ لغناه بالكثير من المقومات الطبيعية والثورات التي ستحقق التنمية وعن أهم محاور المشروع الآتي:

• مدينة الجلالة الجديدة: المقامة أعلى هضبة الجلالة بين العين السخنة والزعفرانة وذلك على ارتفاع 700 متر فوق مستوى سطح البحر، وذلك على مساحة 17 ألف فدان، وهي مدينة متكاملة المرافق والخدمات.
• منتجع هضبة الجلالة: تمتد على مساحة 500 فدان، ويطل مباشرة على شاطئ خليج السويس بمنطقة “رأس أبو الدرج” ويحتوي على العديد من المشروعات أبرزها “مدينة الألعاب المائية، مارينا اليخوت، ممشى دراجات هوائية، المنفذ البحري، الفندق الساحلي، ممشى الكورنيش الساحلي، الفندق الجبلي، الطريق التبادلي”.
• المركز التجاري الترفيهي: يتكون من مجموعة من الكافيهات والمطاعم والمقاهي وقاعات للسينما ومنطقتي للألعاب الإلكترونية وصالة تزحلق على الجليد وساحة احتفالات وموقف للسيارات وهايبر ماركت ضخم.
• مارينا لليخوت: تتكون من جزأين الأول يتكون من مارينا لليخوت تتسع لنحو 234 يخت، والجزء الآخر يضم منطقة المطاعم والكافيهات ومركز خدمات الزائرين وأصحاب اليخوت.
• التلفريك: يعتبر أكبر تلفريك في الشرق الأوسط، ويتكون من 9 عربات ويمتد بطول 4.500 متر ويرتفع نحو 665 متر فوق مستوى سطح البحر.
• الفنادق: يتوفر الفندق الساحلي المكون من 257 غرفة و34 جناح، كما يوجد الفندق الجبلي المكون من 272 غرفة و26 جناح و16 غرفة لاستخدام اليوم الواحد.