تجري عمليات مراقبة الإشعاع بشكل مستمر حولنا، غالبًا دون علمنا، بما في ذلك في الأماكن العامة مثل المطارات والموانئ. وقد كشفت أجهزة في مطار هيثرو في عام 2022 عن طرد يحتوي على كمية صغيرة من اليورانيوم، لكن السلطات أكدت أنه لم يكن هناك خطر على الجمهور. هذه المراقبة المستمرة ضرورية لضمان السلامة العامة والأمن القومي.
تزايدت أهمية أنظمة كشف الإشعاع بعد الحوادث النووية الكبرى مثل تشيرنوبيل وفوكوشيما، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من البنية التحتية الأمنية حول العالم. تستخدم هذه الأنظمة في مجموعة واسعة من التطبيقات، بدءًا من محطات الطاقة النووية وصولًا إلى الأبحاث العلمية، وحتى مراقبة الأحداث الرياضية الكبرى. تعتبر شركات مثل Mirion من الشركات الرائدة في تطوير وتصنيع هذه التقنيات.
أهمية مراقبة الإشعاع وتطور التقنيات
تعتبر مراقبة الإشعاع أمرًا بالغ الأهمية للكشف عن أي تهديدات محتملة، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان. تساعد هذه الأنظمة في تحديد مصادر الإشعاع وتقييم المخاطر المرتبطة بها، مما يسمح باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأفراد والبيئة.
تطبيقات متنوعة لأنظمة كشف الإشعاع
تستخدم أجهزة كشف الإشعاع في العديد من المجالات المختلفة. في محطات الطاقة النووية، ترتبط هذه الأنظمة بأنظمة السلامة، حيث يمكنها إيقاف تشغيل المحطة تلقائيًا في حالة حدوث تسرب للإشعاع، وفقًا لتصريحات جيمس كوكس، الرئيس التنفيذي التقني لشركة Mirion.
بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام أجهزة مراقبة المنطقة لسحب الجسيمات المنبعثة من محطات الطاقة وتحليلها لتحديد ما إذا كان هناك أي إطلاق غير متحكم فيه للإشعاع. هذه العملية تضمن الامتثال للمعايير الدولية للسلامة النووية.
تطورت التكنولوجيا بشكل كبير، حيث أصبحت هناك أجهزة كشف محمولة باليد يمكن للعاملين حملها أثناء مراقبة الأحداث الكبرى. تتيح هذه الأجهزة التمييز بين أنواع مختلفة من الإشعاع، مما يساعد في تحديد ما إذا كانت القراءات المرتفعة ناتجة عن قنبلة قذرة أو مجرد شخص خضع لعلاج طبي يتضمن نظائر مشعة، كما أوضح كوكس.
دور الطائرات بدون طيار في مراقبة الإشعاع
شهدت السنوات الأخيرة ظهور تقنيات جديدة في مجال مراقبة الإشعاع، مثل استخدام الطائرات بدون طيار. تتيح هذه الطائرات جمع البيانات عن الإشعاع من مسافات آمنة، وهو ما كان يتطلب في السابق استخدام الدراجات النارية أو غيرها من الوسائل التي قد تعرض الأفراد للخطر.
بعد كارثة فوكوشيما، كان هناك حاجة ماسة لجمع بيانات حول الإشعاع، مما دفع البعض إلى قيادة الدراجات النارية المزودة بأجهزة كشف الإشعاع. تعتبر الطائرات بدون طيار اليوم بديلاً أكثر أمانًا وفعالية لجمع هذه المعلومات، وفقًا لـ كوكس.
تعتبر شبكات المراقبة الذاتية، مثل تلك التي أنشأها مشروع Safecast بعد كارثة فوكوشيما، مبادرات مهمة لزيادة الوعي العام حول مستويات الإشعاع. ومع ذلك، يقر مؤسسو Safecast بأن بعض الأشخاص قد يشعرون بالقلق عند رؤية قراءات الإشعاع، حتى لو كانت ضمن المعدل الطبيعي.
تزايد الجهود العالمية لمراقبة الإشعاع
أدت الكوارث النووية في تشيرنوبيل وفوكوشيما إلى زيادة كبيرة في الجهود العالمية لتتبع ومراقبة الإشعاع. وقد أدى ذلك إلى تطوير أنظمة مراقبة أكثر تطوراً ونشرها في جميع أنحاء العالم.
تشير التقارير إلى أن هناك استثمارات كبيرة تُوجه نحو تطوير تقنيات جديدة للكشف عن الإشعاع وتحليل البيانات. يهدف هذا إلى تحسين القدرة على الاستجابة للحوادث النووية المحتملة وحماية الجمهور.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تعاون دولي متزايد في مجال مراقبة الإشعاع، حيث تتبادل الدول المعلومات والخبرات لتعزيز الأمن النووي العالمي. تعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) من أبرز المنظمات التي تسهل هذا التعاون.
من المهم التأكيد على أن الخلفية الإشعاعية موجودة بشكل طبيعي في البيئة، وأن مستويات الإشعاع تختلف باختلاف الموقع والظروف الجوية. إن إدراك هذه الحقيقة يمكن أن يساعد في تخفيف القلق لدى الأشخاص الذين قد يشعرون بالخوف من الإشعاع.
في المستقبل القريب، من المتوقع أن نشهد المزيد من التطورات في مجال مراقبة الإشعاع، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لتحسين دقة وكفاءة أنظمة الكشف. كما من المرجح أن يتم دمج هذه الأنظمة مع شبكات الاستشعار الأخرى لإنشاء نظام شامل للمراقبة البيئية. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة، مثل تكلفة تطوير ونشر هذه التقنيات، والحاجة إلى تدريب متخصصين قادرين على تشغيلها وتحليل البيانات الناتجة عنها. يجب متابعة التطورات في هذا المجال عن كثب لتقييم فعاليتها وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.






