انطلقت فعاليات موسم “شتاء الديرة” في العاصمة الرياض في 18 أكتوبر 2023، ويستمر حتى نهاية شهر مارس 2024. يهدف هذا الموسم إلى تقديم تجربة شتوية فريدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، مع التركيز على إبراز التراث الثقافي للمنطقة وتعزيز السياحة المحلية والإقليمية. يعد “شتاء الديرة” من أبرز فعاليات موسم الرياض، ويسعى لجذب الزوار من مختلف أنحاء المملكة ودول الخليج.
تتوزع فعاليات الموسم على ست مناطق رئيسية في قلب الرياض التاريخي: المعيقلية، وساحة ومطل القيصرية، ومسرح الديرة، وسوق الصقور، ومتنزه الديرة، بالإضافة إلى مناطق أخرى متفرقة. تشمل الأنشطة المتنوعة عروضًا ثقافية وفنية، وأسواقًا تقليدية، وفعاليات ترفيهية تناسب جميع الأعمار، مما يجعله وجهة مثالية للعائلات والمجموعات. وتتوقع الجهات المنظمة أن يساهم “شتاء الديرة” في تحفيز النشاط الاقتصادي المحلي ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
شتاء الديرة: تعزيز السياحة الثقافية والاقتصاد المحلي
يأتي إطلاق موسم “شتاء الديرة” في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير قطاع السياحة وتنويع مصادر الدخل. تهدف هذه الرؤية إلى جعل المملكة وجهة سياحية عالمية رائدة، من خلال الاستثمار في البنية التحتية والفعاليات الثقافية والترفيهية. ويعتبر “شتاء الديرة” أحد المبادرات الرئيسية التي تساهم في تحقيق هذه الأهداف.
مناطق الفعاليات وتجاربها المميزة
تتميز كل منطقة من مناطق “شتاء الديرة” بتقديم تجارب فريدة تعكس هويتها وتراثها. فمنطقة المعيقلية، على سبيل المثال، تستضيف فعاليات شعبية وأمسيات ثقافية تعيد إحياء تقاليد الماضي. بينما تقدم ساحة ومطل القيصرية تجربة تسوق متميزة في أجواء تاريخية أصيلة.
مسرح الديرة يستضيف عروضًا مسرحية وموسيقية متنوعة، تجذب محبي الفنون والثقافة. أما سوق الصقور، فهو وجهة مثالية لعشاق هذه الرياضة التقليدية، حيث يمكنهم مشاهدة عروض الصقور وشراء المعدات الخاصة بها. بالإضافة إلى ذلك، يوفر متنزه الديرة مساحات خضراء وأنشطة ترفيهية للأطفال والعائلات.
تأثير فعاليات الرياض على الاقتصاد
تساهم فعاليات مثل “شتاء الديرة” بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي، من خلال جذب السياح وزيادة الإنفاق الاستهلاكي. ووفقًا لتقارير وزارة السياحة، فإن قطاع السياحة يمثل أحد أهم القطاعات الواعدة في المملكة، حيث يساهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي.
بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه الفعاليات فرص عمل جديدة للشباب السعودي، وتشجع على ريادة الأعمال في قطاع السياحة والترفيه. كما أنها تساهم في تعزيز صورة المملكة كوجهة سياحية جاذبة، مما يزيد من فرص الاستثمار في هذا القطاع. وتشير التقديرات إلى أن موسم الرياض بشكل عام، بما في ذلك “شتاء الديرة”، سيجذب ملايين الزوار خلال فترة انعقاده.
يعتبر “موسم الرياض” بشكل أوسع، والذي يندرج تحته “شتاء الديرة”، مبادرة طموحة تهدف إلى تحويل الرياض إلى مركز عالمي للترفيه والثقافة. وقد شهدت الفعاليات السابقة إقبالًا كبيرًا من الزوار، مما يعكس النجاح الذي حققته هذه المبادرة.
ومع ذلك، يواجه تنظيم هذه الفعاليات تحديات لوجستية وأمنية كبيرة، تتطلب تنسيقًا وتعاونًا وثيقين بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة. كما أن هناك حاجة إلى تطوير البنية التحتية السياحية في الرياض، لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات الفندقية والنقل والترفيه.
الفعاليات الثقافية تلعب دورًا حيويًا في جذب السياح المهتمين بالتعرف على التراث السعودي. ويحرص منظمو “شتاء الديرة” على تقديم مجموعة متنوعة من العروض والأنشطة التي تعكس الثقافة المحلية، مثل الفنون الشعبية والحرف اليدوية والمأكولات التقليدية.
السياحة الداخلية تشهد نموًا ملحوظًا في المملكة العربية السعودية، بفضل الدعم الحكومي والاهتمام المتزايد من المواطنين والمقيمين بالسفر داخل المملكة. ويساهم “شتاء الديرة” في تعزيز السياحة الداخلية، من خلال تقديم تجارب فريدة ومميزة تجذب الزوار من جميع أنحاء المملكة.
من المتوقع أن تعلن الهيئة العامة للترفيه عن تقييم شامل لفعاليات “شتاء الديرة” في نهاية الموسم، لتقييم مدى تحقيق الأهداف المرجوة وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تطوير. كما سيتم الإعداد لموسم جديد في العام القادم، مع إضافة المزيد من الفعاليات والأنشطة التي تلبي تطلعات الزوار. ويجب مراقبة التطورات المتعلقة بالبنية التحتية السياحية في الرياض، والتأثيرات الاقتصادية للفعاليات، والخطط المستقبلية لتطوير قطاع السياحة في المملكة.






