أعلن أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لـ”أرامكو” (Aramco) السعودية، أن الشركة ستُركز خلال السنوات العشر المُقبلة على زيادة إنتاج الغاز وتعزيز استثمارات الطاقة المتجددة، لكن عنصر الذكاء الاصطناعي والرقمنة سيكون حاسماً في عملياتنا.

رئيس الشركة، التي تُعد أكبر منتج للنفط في العالم، أشار خلال جلسة حوارية في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” في نسخته التاسعة بمدينة الرياض اليوم الثلاثاء، إلى التوجه لزيادة إنتاج الغاز بأكثر من 60% بحلول عام 2030، إلى جانب تنمية استثمارات الطاقة المتجددة والكيماويات المُسالة، للاستفادة من النمو القوي الذي تشهده الأسواق المختلفة. وأكد أن “النفط والغاز سيستمران في لعب دور محوري ضمن مزيج الطاقة العالمي لعقود مقبلة”.

وأضاف: “ما يُميزنا اليوم هو أننا لا نستثمر فقط في الهيدروكربونات، بل أيضاً في التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والرقمنة، وهي مجالات تحقق لنا قيمة كبيرة نتيجة استثماراتنا الطويلة الأمد”.

اقرأ أيضاً: صفقة الجافورة السعودية استقطبت 5 أضعاف الاستثمار المطلوب

أرامكو والذكاء الاصطناعي

الناصر تحدث عن جهود “أرامكو” في مجال الذكاء الاصطناعي، موضحاً أن هذا المجال يتطلب بنية تحتية حاسوبية ضخمة، وهو ما بنته الشركة على مدى تسعين عاماً عبر إنفاق عشرات المليارات من الدولارات.

تستعد الشركة السعودية لاستثمار ما يقرب من ملياري دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة في كيان جديد أُطلق عليه اسم “أرامكو الرقمية”، بهدف تعزيز مكانتها في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، ويرتقب أن توسع نطاق أعمالها لتشمل تقديم الخدمات ليس فقط لشركة أرامكو نفسها، بل أيضاً عقد شراكات وتوسيع نشاطها في أسواق جديدة خارج المجموعة.

كانت “أرامكو” دخلت في شراكة مع شركة “هيومان”، التي وصفها أمين الناصر بأنها “اللاعب القادم في مجالات الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات، والتحالفات التقنية”، مورداً أن هذا التعاون “سيفتح آفاقاً واسعة أمام أرامكو الرقمية لتصبح منصة رائدة في الابتكار والتقنيات المستقبلية”.

اقرأ أيضاً: كيف تبني “أرامكو” قدراتها بمجال الذكاء الاصطناعي؟

عن استعمال الذكاء الاصطناعي والرقمنة في أعمال أرامكو، قال الناصر: “جميع مرافقنا متصلة عبر أنظمة رقمية متقدمة، ولدينا بيانات عالية الجودة ومواهب مدربة في الذكاء الاصطناعي، يبلغ عددهم نحو 6000 متخصص”.

وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة أن القيمة المحققة من التكنولوجيا في “أرامكو” بلغت ملياري دولار في عام 2023، ويتوقع أن ترتفع إلى 4 مليارات دولار في 2024، بينما يُنتظر أن تتراوح بين 2 و4 مليارات دولار سنوياً في 2025.  موضحاً أن نصف هذه القيمة يأتي من الذكاء الاصطناعي وحده، والنصف الآخر من مشاريع الرقمنة.

ويرى الناصر أن “التكنولوجيا تُمثل عامل تمكين وتحول رئيسي، وقد استثمرنا سنوات طويلة في بناء مراكز التكنولوجيا الخاصة بنا لتكون ركيزة أساسية في عمل الشركة”.

الطلب على الطاقة.. نمو متواصل تقوده دول الجنوب

وفي ما يتعلق بمشهد الطاقة العالمي، أشار الرئيس التنفيذي لـ”أرامكو” إلى أن “الطلب على الطاقة لا يزال قوياً، والأساسيات متينة”، مُوضحاً أن الطلب العالمي ارتفع من 295 مليون برميل مكافئ نفط قبل عشر سنوات إلى نحو 345 مليون برميل حالياً، نتيجة نمو استهلاك الغاز والنفط والفحم.

وأوضح أن مصادر الطاقة المتجددة “لم تُعوض سوى 15 مليون برميل مكافئ نفط”، في حين أن نحو 80% من النمو جاء من الهيدروكربونات، ومعظم هذا النمو تحقق في دول الجنوب النامية.

اقرأ أيضاً: أرامكو تستطيع الحفاظ على طاقة إنتاج 12 مليون برميل نفط دون كلفة إضافية

وقال الناصر إن “الجميع يسعى إلى طاقة مستدامة وموثوقة وبأسعار معقولة”، مضيفاً أن أولويات دول الشمال تتمثل في الاستدامة أولاً بينما تركز دول الجنوب على القدرة على تحمل التكاليف وتأمين الإمدادات. وتابع: “نحن نعمل في جميع القطاعات: الطاقة المتجددة، والهيدروجين، والنفط، والغاز، والبتروكيماويات، لأن إدارة هذا المزيج المتنوع ضروري لضمان تلبية احتياجات العالم من الطاقة”.

اقرأ أيضاً: توقعات أوبك لنمو الطلب على النفط للعامين الحالي والمقبل دون تغيير

رئيس الشركة السعودية لفت إلى أن 80% من النمو الحالي في الطلب مصدره دول الجنوب العالمي، حيث لا يتجاوز استهلاك الفرد من الطاقة فيها برميلاً إلى برميلين سنوياً، مُقارنةً بـ9 براميل في أوروبا و22 برميلًا في الولايات المتحدة، ما يعكس “إمكانات نمو هائلة في تلك الاقتصادات”.

وقال إن الطلب العالمي على النفط سيواصل النمو بمعدل يتراوح بين 1.1 و1.3 مليون برميل يومياً في 2024، مع توقعات مماثلة لعام 2025، مؤكداً أن “الزيادة تأتي في الغالب من الدول النامية التي تبني اقتصاداتها بوتيرة متسارعة”.

شاركها.